المعالم الأثرية في مدينة سومي

اقرأ في هذا المقال


“Sumy” وتعتبر إحدى أهم المدن التاريخية في أوكرانيا، كما تعتبر واحدةً من المراكز الصناعية والثقافية الرئيسية فيها، وتحتوي المدينة على العديد من المعالم الأثرية التي تجذب الكثير من السياح.

تاريخ مدينة سومي

تأسست مدينة سومي عام 1652 من قبل الفلاحين والقوزاق من فوج بيلا تسيركفا في الضفة اليمنى لأوكرانيا، بقيادة العقيد هيراسيم كوندراتييف، وسرعان ما تم تحصين المستوطنة الجديدة بواسطة فويفود موسكوفيت ك. أرسينيف (1656-168) لحماية الإقليم من التتار، ازدهرت المدينة الواقعة على طريق بوتيفل – موسكو التجاري، وفي عام 1660 – 1732، نما عدد سكانها من 2700 إلى 7700، حيث كانت مركز فوج سومي (1658-1765) ومقر الإدارة لجميع أفواج سلوبدسكا أوكرانيا (1732-1743)، ثم أصبحت مركز مقاطعة سومي في سلوبيدسكا أوكرانيا (1765-80) ومركز مقاطعة في محافظة خاركيف (1780-96)، وسلوبسكا أوكرانيا (1796-1835)، وخاركيف غوبرنيا (1835-1923).

بحلول منتصف القرن التاسع عشر، كانت سومي مدينةً صناعية وتجارية راسخة، حيث كان لديها مصنع زجاج (تأسس عام 1710)، وثلاثة مدابغ وأعمال حافلات وأربعة مصانع للطوب وأربعة أعمال شمع ومصنع صابون، وأربعة معارض رئيسية سنة، وفي عام 1732 كان لديها خمس مدارس، أعيد تنظيم مدرسة ممولة من الدولة في عام 1790 كمدرسة مقاطعة في عام 1806، وتم تزويدها بمكتبة في عام 1834، ثم تم إنشاء المسرح الأول في عام 1806.

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر نمت القاعدة الصناعية للمدينة بسرعة، في عام 1869 تم بناء معمل لتكرير السكر، وأصبحت سومي مركزاً رئيسياً لصناعة السكر، كما حفز إنشاء خط سكة حديد فوروجبا-ميريفا على تطوير صناعات بناء الآلات وتشغيل المعادن، وفي عام 1891 تم بناء مصنعاً للآلات، وفي عام 1896 تم بناء مصنع لآلات السكر، توسعت التجارة في المنتجات الغذائية والسلع المعدنية بشكلٍ كبير، حيث زاد عدد سكان المدينة من 10300 في عام 1850 إلى 27600 في عام 1897 و 50400 في عام 1913.

في الحقبة السوفيتية، كانت سومي مركزاً للأوكروها (1923-1930)، ومركزاً رايوناً في إقليم خاركوف، ثم مركزاً للأوبلاست (من عام 1939)، وفي عام 1926 كان عدد سكانها 44000 فقط (80.7٪ أوكرانيون ، 11.8٪ روس ، 5.5٪ يهود)، وبحلول عام 1939 وصل عدد السكان إلى 63900 نسمة، وفي ثلاثينيات القرن الماضي، تم توسيع المصانع الموجودة، وتم إنشاء مصنعاً للآلات الكهربائية، ثم تم افتتاح معهداً تربوياً والعديد من التقنيات، وبدأ التوسع الصناعي السريع في الخمسينيات من القرن الماضي؛ حيث تم تشغيل مصنعاً للأثاث ومصنع سوبر فوسفات ومصنعان للخرسانة المسلحة ومصنع ميكروسكوب إلكتروني، وبلغ عدد السكان 98000 بحلول عام 1959 و 159000 بحلول عام 1970.

تعد سومي اليوم واحدةً من المراكز الصناعية والثقافية الرئيسية في شمال أوكرانيا، وصناعاتها الرئيسية هي بناء الآلات (التي تنتمي إليها اتحاد تصنيع الآلات ومصنع الميكروسكوب الإلكتروني)، والصناعة الكيميائية (اتحاد تصنيع “Sumykhimprom” ومصنع الراتنجات) وصناعة الأغذية (معمل تقطير ومصفاة السكر واللحوم – ومصانع تجهيز الأسماك)، والصناعات الخفيفة (الأحذية، والأقمشة الصوفية، ومصانع الملابس) وصناعة مواد البناء، كما يوجد بالمدينة 29 مدرسة ثانوية متخصصة و 4 مدارس موسيقى والعديد من مؤسسات التعليم العالي، بما في ذلك جامعة ولاية سومي وجامعة سومي الحكومية التربوية وجامعة سومي الزراعية الوطنية والأكاديمية الأوكرانية للبنوك، وهي موطناً لمعهدين للبحث والتصميم، أحدهما متخصصاً في آلات الضغط والآخر في مضخات محطات الطاقة النووية والحرارية، كما تشمل مرافقها الثقافية متحف سومي للفنون ومتحف سومي للدراسات الإقليمية وأوركسترا سومي أوبلاست الفيلهارمونية ومسرح سومي للدراما والكوميديا ​​الموسيقية ومسرح متفرج شاب.

المعالم الأثرية في مدينة سومي

1. كاتدرائية أساقفة الثالوث

تم بناء كنيسة الثالوث في أعلى نقطة من تقاطع شارعي “Troitska” و “Novomestenska”، أكملت عائلة لينتفاريف المبنى في عام 1827، وفي نهاية القرن التاسع عشر، لم يعد المبنى قادراً على استيعاب جميع المؤمنين، لذلك اقترح رئيس الكنيسة بافلو خاريتونينكو أن يقوم رجال الدين ببناء كنيسة جديدة على نفقتهم الخاصة، تشبه كاتدرائية القديس إسحاق، وفي سان بطرسبرج، في 1901-1914، تم بناء كاتدرائية الثالوث وفقاً لمشروع المهندس المعماري سومي جوستاف شولز.

تم تصميم الأرضية الفسيفسائية للكنيسة من قبل المهندس المعماري الروسي أليكسي شتشوسيف، حيث عمل الرسامون المشهورون إغناتيوس نيفينسكي وكوزما بيتروف-فودكين وميخائيل نيستيروف في الداخل والزجاج الملون والحاجز الأيقوني للكنيسة، وبعد عام 1917، مرت الكاتدرائية بأوقاتٍ عصيبة، حيث تم إغلاقها بشكلٍ متكرر، وخلال الحرب العالمية الثانية تضررت المباني، وخلال الحقبة السوفيتية، كان يوجد مستودع للخردوات في الكاتدرائية منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً.

2. “Usadba Sukhanovykh-Sumovskikh”

وهو الآن معهد الفيزياء التطبيقية التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا، حيث أقيمت المجموعة المعمارية المكونة من ثلاثة مبانٍ من الطوب في عام 1895، على نفقة ميكولا سوخانوف، وتم وضع حديقة “إنجليزية” مع شرفة خشبية وحديقة زهور أثناء البناء، وتم بناء هذا القصر الصغير كملكية عائلية خاصة.

وخلال الحرب الأهلية، تم الاحتفاظ بجزءٍ من مجموعة الصناعي الكييفي أوسكار هانسن؛ أدوات المائدة واللوحات الخزفية، وبعد تأسيس الحكم السوفيتي، تم تأميم التركة مع المعرض الفني مرتين وإعادتها مرتين إلى أصحابها؛ المرة الأولى من قبل وسط رادا في عام 1918، والمرة الثانية من قبل دينيكين في عام 1919، والآن في المبنى من هذا المجمع هو معهد الفيزياء التطبيقية التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا.

3. كاتدرائية القيامة المقدسة

في عام 1702، بمبادرةٍ من العقيد جيراسيم وأندري كوندراتييف، تم بناء أول كنيسة حجرية في سومي – فوسكريسنسكا، وفي عام 1791 احترقت بالكامل وأعيد بناؤها فقط في بداية القرن التاسع عشر، وفي وقت البناء، بالإضافة إلى الدور المقدس، لعبت الكاتدرائية أيضاً دور القلعة، كما يتضح من الجدران السميكة للغاية وتطعيمات النوافذ العميقة.

وفي العهد السوفياتي، كانت الكنيسة بمثابة مهجع ومستودع، وفي فترة ما بعد الحرب، ابتداءً من عام 1945، حاولت السلطات المحلية تدمير كنيسة القيامة، وفي عام 1966، تم اتخاذ قرار جديد بهدم المبنى، ولكن بعد ذلك تم نقله إلى متحف سومي للفنون، وفي عام 1978 تم ترميم الكنيسة، وفي عام 1996 تم نقل المبنى إلى الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية في بطريركية كييف، وتعتبر كاتدرائية القيامة في سومي واحدةً من المباني الدينية القليلة للعقيدة المسيحية الأرثوذكسية، والتي تضم عدة طوابق مستقلة، وهذا يجعلها فريدةً من نوعها.

4. ألتانكا

وهي عبارةً عن شرفة مراقبة خشبية مثمنة الأضلاع، يبلغ قطرها 6 أمتار وارتفاعها 10 أمتار، تم بناؤها على قاعدةٍ عالية من الطوب في عام 1900-1901، حيث تم بناء شرفة المراقبة على حساب التاجر إيفان ليشينسكي وفقاً لمشروع المهندس المعماري ماتفي شافيليوف، وتم تزيين المبنى بالأعمدة والأفاريز المنحوتة وأبراج السقف، وظاهرياً، يشبه مبنى غير عادي مخرم، حيث تحتوي زخرفة ألتانكا على رموزٍ مشفرة لثقافة “Trypillia” ورموز وثنية للشمس والإنجاب، في الوقت نفسه، تتشابك معهم رموز المسيحية واليهودية.

خلال ثورة 1905-1907، أضرمت النيران في ألتانكا عدة مرات، وفي عام 1913 أعيد بناؤها، وأصبحت رمزاً للمدينة بعد تحرير سومي في سبتمبر 1943، وذلك بفضل صورة التقطها مصور صحفي في الخطوط الأمامية، واليوم، تعد شرفة المراقبة جزءاً لا يتجزأ من صورة سومي وبطاقة أعمال المدينة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: