بحيرة أكفادو

اقرأ في هذا المقال


ما هي بحيرة أكفادو؟

إن بحيرة أكفادو أو ما تُسمَّى بالبحيرة السوداء تقع في جبال جرجرة الموجودة في الحديقة الوطنية (جرجرة) بين ولاية تيزي وزو وولاية بجاية داخل الجزائر، تقع (البحيرة السوداء) في وسط (غابة أكفادو) بجانب الطريق الوطني رقم 34، ويُطلق عليها محلياً بالأمازيغية (أقولميم أفركان)، وهي مكان حقيقي للراحة باعتبارها ملاذا للهدوء وسط غابة جميلة تتميز بانتشار أشجار البلوط فيها.
تعد (قولميم أفركان) جوهرة من جواهر جرجرة، وهي موقع جميل جداً يوجد على ارتفاع  1200 متر ويجلب السياح المحليين الذين يحبون الطبيعة أكثر فأكثر بحثاً عن الراحة بعيداً عن إزعاج المدينة وقلق الحياة اليومية، وتنكشف هذه البحيرة في كامل جمالها، حيث تصل مساحتها إلى 3 هكتارات وعمقها إلى متر واحد، ممَّا يعكس ألوانها الأخاذة وهي الأزرق السماوي والأبيض من السحب والأخضر الغامق من أشجار البلوط الذي يحيط بها من جميع الجهات وكأنه يحميها.
ويوجد في البحيرة حاجز اصطناعي تم بنائه على إحدى الجهات للحفاظ على مستوى معين للمياه، وتسبح بعض الأشجار في مياه البحيرة، ممَّا يزيد المكان سحراً وجمالاً، كما تركن سيارات خفيفة وحافلات صغيرة بجانب البحيرة بعد نقلها لسياح من ولايات مجاورة يأتون للقيام بنزهة على حوافها، على شكل عائلات، أو مجموعات من الأصدقاء وراجلون يستقرون تحت ظلال الأشجار بحثاً عن الهدوء والسكينة.
المكان مناسب جداً للنزهات بعد تناول الغذاء ثم القيام بقيلولة تحت أصوات نقيق الضفادع وتغريد الطيور وخوار الأبقار، ويرسم قفز الضفادع في الماء لوحات مائية جميلة لكنها سرعان ما تزول، كما يحمل جذع شجرة ملقى في الماء سحلية عملاقة يطلق عليها مرتادو المكان (الديناصور) وهو ما يعتبر أحد أسرار اقولميم أبركان.
كما يظهر الموقع الأثري لقرية (مهاقة) الذي يعود للحقبة الرومانية أو لحقبة أقدم منها والتي يطلق عليها محلياً اسم (آخام اوجهلي) والتي تعد مكاناً أثرياً وتاريخياً والتي لازالت أسرارها تنتظر الكشف عنها من طرف العلماء.

التنوع البيئي للبحيرة:

يتواجد الأيل البربري أو (أيل الأطلس) في منطقة أكفادو حول (البحيرة السوداء)، ويمتاز بجسمه الصغير ولونه الذاهب إلى البني الداكن مع بعض البقع البيضاء على الظهر، وهو النوع الوحيد من مجموعة الأيليات التي توجد في الجزائر، وهو يتواجد ويزدهر داخل المناطق الرطبة الكثيفة والغابات المماثلة لمرتفعات أكفادو.
كما أنه كان من الحيوانات المهددة بالانقراض، بعد أن تم صيده بشكل كبير من أجل لحمه وجلده ومن أجل بيع قرونه للأجانب حتى كاد أن ينقرض سنة 2004م، ثم انطلقت حملة إعادته إلى الجزائر عن طريق محافظة الغابات بالجزائر كعملية توطين زوج من الأيل البربري مع صغريهما عن طريق محافظة الغابات بمساعدة مركز تطوير المصيدات بزرالدة، وذلك بمنطقة طراس بأعالي جبال بلدية زيتونة التي تتربع على مساحة 50 هكتاراً.
كما أن المكان البربري قريب من (البحيرة السوداء)، ويخرج بعض الأحيان إلى الطرقات والمناطق المليئة بالسكان من أجل الطعام، فقامت الحكومة الجزائرية باتخاذ عدد من الإجراءات لحماية هذا الحيوان الذي أصبح مهدداً، كوضع إشارات في أماكن تواجده بكثرة لمنع إطعام الماغو ومنع امتلاكه لغرض التربية، فبعض الأطعمة التي يقدمها الأشخاص للقردة تؤدي به إلى الوفاة بعض الأحيان.

المصدر: علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: