بحيرة إيسيك كول

اقرأ في هذا المقال


ما هي بحيرة إيسيك كول؟

بحيرة إيسيك كول تعني (باللغة القيرغيزية: Ысык-Көл)‏ (باللغة العربية: إيسك كول) (باللغة الروسية: Иссык-Куль) (باللغة الإنجليزية: Issyk-Kul)،‏ حيث أنها بحيرة (حوض مغلق) جبلية تابعة لمقاطعة إيسيك كول بجانب جبال تيان شان شمالي شرقي قيرغيزستان.
وهي سابع بحيرة في العالم من ناحية العمق، وعاشر أكبر بحيرة في العالم من حيث الحجم، وفي المرتبة الثانية من حيث الملوحة بعد بحر قزوين، إيسيك كول معناها (البحيرة الدافئة) باللغة القرغيزية، وعلى الرغم من كونها محاطة بقمم تتغطى بالثلوج، إلا أنها لا تتجمد أبداً، البحيرة مدرجة على قائمة اتفاقية رامسار، وتشكل جزءاً من محمية المحيط الحيوي لإيسيك كول.

جغرافية بحيرة إيسيك كول:

يصل طول بحيرة إيسيك كول (182 كيلومتراً) وعرضها (60 كيلومتراً) ومساحتها (6,236 كيلومتراً مربعاً تقريباً)، وهي بحيرة جبلية، حيث تعتبر في المرتبة الثانية عالمياً بعد بحيرة تيتيكاكا التي توجد في أمريكا الجنوبية، تقع البحيرة على ارتفاع (1,607 متر)، ويصل عمقها إلى (668 متر)، يتدفق ما يقارب 118 نهرٍ وجدولٍ إلى البحيرة، وأكبرها نهري دجرلان وتياب.
تتغذّى البحيرة من الينابيع، بما في ذلك مجموعة من الينابيع الحارة، وأيضاً من ذوبان الجليد، لا يوجد في البحيرة مخارج للتيارات المائية، لكن هناك عدد من علماء الهيدرولوجيا يفترضون أن مياه البحيرة تتدفق عميقاً تحت سطح الأرض وصولاً إلى نهر تشو، كما يحتوي قاع البحيرة على رواسب المونوهيدروكالسيت المعدنية.
يهيمن على الشاطئ الجنوبي للبحيرة سلسلة تيسكي ألا-تو الجميلة والوعرة من جبال تيان شان، وسلسلة جبال كونغوي ألا-تو، حيث تمتد بشكل متوازي مع الشاطئ الشمالي، تبلغ ملوحة مياه البحيرة حوالي (0.6٪) مقارنة مع (3.5٪) ملوحة في مياه البحر النموذجية.
وعلى الرغم من أن مستوى مياه البحيرة بقي إلى هذا الوقت أعلى بحوالي 8 أمتار، ممَّا كان عليه في العصور الوسطى، لكن مستوى مياه البحيرة الآن يقل إلى 5 سنتيمترات كل عام؛ وذلك بسبب تحويل المياه إدارياً، حيث تقع البحيرة والأراضي المجاورة لها تحت إدارة مقاطعة إيسيك-كول في قيرغيزستان.

السياحة في بحيرة إيسيك كول:

أصبحت البحيرة منتجع للعطلات خلال النظام السوفيتي، بسبب وجود الكثير من مواقع الاستجمام، الفنادق الصغيرة، بيوت العطلات على طول الشاطئ الشمالي للبحيرة، والتي يتركز العديد منها داخل وحول بلدة تشولبون أتا، مرّت هذه المنطقة بأوقات صعبة بعد أن تفكك الاتحاد السوفييتي، وفي الوقت الحاضر تم تجديد هذه المجمعات الفندقية وتوفير أماكن، وجرى توفير أماكن مبيت بسيطة لتوفير ما يُسمّى بتأجير السرير والإفطار لاستقبال جيل جديد من زوار الاستجمام والترفيه.
مدينة كاراكول هي المكان الإداري لمقاطعة إيسيك كول في قيرغيزستان، وتقع قريبة من الجزء الشرقي من البحيرة، وتعتبر أساس ممتاز للقيام ررحلات استكشافية للمنطقة المحيطة، يوجد في المدينة القديمة الصغيرة مسجداً خشبياً مثيراً للإعجاب، حيث قام شعب الدونغان بناؤه بدون مسامير معدنية، وكنيسةً أرثوذكسية شرقية خشبيةً استخدمت كإسطبل خلال الحقبة السوفيتية.

تاريخ بحيرة إيسيك كول:

كما أن بحيرة إيسيك كول كانت مكان للتوقف على طريق الحرير، وهذا الطريق بري للذين يسافرون من أقصى الشرق إلى أوروبا، مر الباحث البوذي الصيني الراهب تشيونتسانغ بهذه البحيرة خلال القرن 17، وكتب العديد من التفاصيل في سجلات تانغ الكبرى عن المناطق الغربية.
كانت البحيرة مملوكة لأسرة تشينغ الحاكمة وتم التنازل عنها لصالح روسيا -إلى جانب الأراضي التي تحيطها – بعد معاهدة تارباغاتاي، يعتقد العديد من المؤرخين أن البحيرة كانت أساس الموت الأسود (الطاعون الأسود) الذي انتشر في أوروبا وآسيا في أوائل ومنتصف القرن الرابع عشر، سمح وضع البحيرة (كطريق بعيد للمسافرين) للطاعون بالانتشار عبر هذه القارات من خلال تجار القرون الوسطى الذين حملوا الهوام معهم دون علمهم.
مستوى البحيرة في الوقت الحاضر أعلى بحوالي 8 أمتار ممَّا كانت عليه في العصور الوسطى، كما عثر الغوّاصون على بقايا مستوطنات مغمورة في مناطق ضحلة حول البحيرة، وفي كانون الأول من سنة 2007، أصدر فريق من المؤرخين القيرغيزيين، بقيادة فلاديمير بلوسكيخ، نائب رئيس الأكاديمية القيرغيزية للعلوم، تقريراً يفيد بأن علماء الآثار اكتشفوا بقايا حضارة متقدمة يناهز عمرها 2500 سنة في قاع البحيرة.
تبين البيانات والقطع الأثرية التي تم الحصول عليها إلى أن المدينة القديمة كانت مدينة في عصرها، وتألّف الاكتشاف من جدران كبيرة، يمتد البعض منها لمسافة 500 متر وآثار مدينة كبيرة تبلغ مساحتها عدة كيلومترات مربعة، وشملت النتائج الثانية تلال الدفن السيثية التي تآكلت على مر القرون بسبب الأمواج، والعديد من القطع الأثرية التي تم حفظها بشكل جيد، بما في ذلك فؤوس حربية برونزية، رؤوس الأسهم، الخناجر، الأشياء التي يتجاهلها الحدادون، قوالب الصب، المال.
كما تم العثور على قطع نقدية قديمة تُعدّ من أقدم القطع الموجودة في العالم والموجودة تحت الماء، مع وجود حلقات من الأسلاك الذهبية المستخدمة كفكة صغيرة، وقطعة ذهبية سداسية كبيرة، كما تم العثور على مرجل برونزي صنع على مستوى عال من الحرفية، في عام 1916، تعرّض الدير في إيسيك كول لهجوم من قبل المتمردين القيرغيزيين، وقُتل سبعة رهبان.

المصدر: علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: