بحيرة تشينغهاي

اقرأ في هذا المقال


ما هي بحيرة تشينغهاي؟

بحيرة تشينغهاي (Qinghai)، والتي كانت تعرف في الماضي باسم كوكو نور (Koko Nur)، حيث أنها ذات مياه مالحة وقلوية، توجد فوق هضبة التبت داخل تشينغهاي، كما أنها أكبر بحيرة في الصين، والاسمان تشينغهاي وكوكو نور يعنيان باللغة الصينية والمنغولية (البحيرة / البحر الزرقاء (الأزرق) / الزرقاء المخضرة (الأزرق المخضر)).
وهي موجودة على بُعد 100 كيلومتر أي (62 ميل) تقريباً إلى الجهة الغربية من عاصمة الإقليم شينينغ على ارتفاع 3205 متر (10515 قدم) فوق مستوى سطح البحر، فوق هضبة التبت في المنطقة الثقافية المشهورة لدى أصحاب العرق التبتي باسم آمدو (Amdo)، وهناك ثلاثة وعشرون نهراً وجدولاً تصب داخل بحيرة تشينغهاي، معظمها موسمية. وهناك خمسة جداول دائمة توفر 80% من إجمالي التدفق.
وقد تغير حجم البحيرة، حيث كان حجمها ينخفض على مدار الوقت خلال عشرين قرناً، إلا أن هذا الحجم آخذ في التزايد منذ عام 2004، ورغم ملوحة هذه البحيرة، إلا أنها تضم كميات كبيرة من الأسماك، مثل الشبوط العاري (Gymnocypris przewalskii، huángyú (الصالح للأكل).

جغرافية بحيرة تشينغهاي:

إن بحيرة تشينغهاي تقع بين هاينان ومحافظتي الحكم الذاتي هايباي في التيبت باتجاه شمال شرق تشينغهاي، والبحيرة موجودة في تقاطع طرق العديد من مسارات هجرة الطيور عبر قارة آسيا، وتستخدم العديد من أنواع الطيور بحيرة تشينغهاي كمحطة توقف في وسط الطريق أثناء رحلة الهجرة، وبذلك فإنها تعتبر نقطة مركزية بما يختص بالاهتمامات العالمية بخصوص انفلونزا الطيور (إتش 5 إن 1)، حيث إن أي طفرة كبيرة هنا يمكن أن تنشر الفيروس في أوروبا وآسيا، ممَّا يتسبب في زيادة فرص انتشار الوباء.
كما قاموا باكتشاف حدوث طفرات محدودة بالفعل لفيروس (H5N1) داخل البحيرة، وفي طرف شبه الجزيرة على الجانب الغربي للبحيرة توجد جزر الطيور (جزيرة طائر الغاق (Cormorant) وجزيرة البيض (Egg))، والتي كانت تعد أماكن مهمة جداً للطيور داخل المحمية الطبيعية في بحيرة تشينغهاي منذ عام 1997، والبحيرة تظل مجمدة لمدة 3 أشهر بشكل مستمر خلال فصل الشتاء.
وهناك جزيرة في الجهة الغربية من البحيرة يوجد بها معبد وبعض الصوامع تعرف باسم (مهاديفا)، أي قلب البحيرة (mTsho snying Ma hā de wa) والتي كانت من قبل مركزاً لدير بوذي، ولم يكن يتم استخدام القوارب خلال فصل الصيف، ولكن تستخدم حين تجمد البحيرة في الشتاء، كان يمكن للرهبان الوصول إلى البر أو يمكن للحجاج زيارة المعبد، والعديد منهم كانوا يأتون من منغوليا.
وقد قام (بدوي) بوصف حجم الجزيرة، حيث قال أنه: إذا بدأت غنمة خلال الصباح في الرعي على نفس اتجاه عقارب الساعة على العشب الموجود حول الجزيرة، بينما خرج صغارها في عكس اتجاه حركة عقارب الساعة، فإنهم لن يلتقوا إلا في المساء، ممَّا يوضح أن الجزيرة كبيرة جداً، كما أنها أيضاً مشهورة على أنها المكان الذي هاجر إليه جوشري خان (Gushri Khan) وغيره من المغول القشتوت (Qoshot Mongols) خلال العشرينيات من القرن السابع عشر.

معلومات تاريخية عن البحيرة:

لقد كانت تعرف بحيرة تشينغهاي باسم البحر الغربي، حيث أنها كانت جزءاً من الحدود الغربية لأسرة هان والأسر التابعة، وقبل حصول الثورة الشيوعية في الصين في سنة 1949، كان يوجد احتفال سنوي يقام من أجل إله البحيرة.
لقد قام الكومينتانغ وهو مسلم صيني وحاكم تشينغهاي والحكومة الصينية بحضور احتفال بحيرة كوكونور، حيث تتم عبادة إله البحيرة، وخلال الطقوس تم عزف النشيد الوطني الصيني، وقد انحنى كل المشاركين احتراماً لصورة مؤسس حزب الكومينتانغ (Kuomintang) الدكتور صان تشونغشان (Sun Zhongshan)، كما تم أيضاً الانحناء لإله البحيرة، كما تم تقديم العطايا له من قبل المشاركين، بما في ذلك المسلمين، وقد دعا ما بوفانغ المسلمين الكازاخ لحضور احتفال تمجيد الإله.

تقسيمات البحيرة:

قبل عام 1960 من القرن العشرين، كان يوجد 108 أنهار مياه عذبة تصب في البحيرة، ومع بداية عام 2003 جفت نسبة 85% من مصبات الأنهار، بما في ذلك أكبر رافد للبحيرة، وهو نهر بوها (Buha) وبين سنة 1959 وسنة 1982، كان هناك انخفاض سنوي في المياه بمقدار 10 سنتيمترات، وهو ما انعكس ووصل إلى زيادة بمعدل 10 سم كل عام بين سنة 1983 وسنة 1989، إلا أن مستوى البحيرة بقي ينخفض منذ ذلك الوقت، وقد ذكرت أكاديمية العلوم الصينية في عام 1998 أن البحيرة كانت من الممكن أن تتعرض مرة ثانية للتهديد بفقد مساحة السطح؛ وذلك نتيجة رعي الأغنام الزائد وعمليات استصلاح الأراضي وأيضاً إلى الأسباب الطبيعية الأخرى. 
وقد قلت مساحة سطح البحيرة بنسبة 11.7 في المائة خلال الفترة بين سنة 1908 وسنة 2000 ونتيجة لذلك، أو ربما بسبب الكثبان الرملية المتحركة، انكشفت قيعان البحيرة المنخفضة، وتم فصل العديد من المساحات المائية عن باقي البحيرة الأصلية تقريباً منذ القرن العشرين، وفي عام 1960 ظهرت 48.9 كيلومتر مربع (18.9 ميل2) من بحيرة جاهاي (Gahai) (尕海, pinyin: Gǎhǎi) في القسم الشمالي من البحيرة.
وخلال الثمانينيات من القرن العشرين، تم فصل بحيرة شاداو (Shadao) (沙岛، pinyin: Shādǎo) في الشمال الغربي، حيث أن مساحتها 19.6 كـم2 أي (7.6 ميل2)، في حين أن بحيرة هايان (Haiyan) (海晏، pinyin: Hǎiyàn) تصل مساحتها إلى 112.5 كـم2 (43.4 ميل2)، وهناك بحيرة صغيرة ثانية بمساحة 96.7 كـم2 أي (37.3 ميل2) تم فصلها عن البحيرة الأساسية سنة 2004، وأيضاً انفصلت عن البحيرة في الوقت الحالي عدد من البحيرات الصغيرة التي توجد عند حدود البحيرة، وقد قلت مساحة سطح البحيرة بمقدار 312 كـم2 (120 ميل2) خلال الحقب الثلاثة الأخيرة.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: