تواريخ الفصول الأربعة

اقرأ في هذا المقال


ما هي تواريخ الفصول الأربعة؟

إن طول الليل والنهار يكون متباين بحسب الفصول الأربعة، حيث نلاحظ وجود رابط بين المناخ وطول الليل والنهار، فإن الجو يصبح معتدلاً عندما يكون طول الليل متساوي مع طول النهار أو يكون الفرق بين طوليهما صغيراً، ولكن عندما يطول النهار ويتعرض المكان الذي نعيش فيه إلى فترة أطول من أشعة الشمس، حيث أن الحرارة في المكان ترتفع بشكل كبير، وأمَّا في حال انعكس الوضع وقصر النهار وطال الليل، فإن الوضع يكون مختلف تماماً فتنخفض درجة الحرارة إلى أقل مستوى لها.
وكما أن الليل والنهار يكونان متساويان في الطول عندما تكون أشعة الشمس عامودية على خط الاستواء، وهذا يحدث مرتين خلال العام، حيث يحدث الاعتدالان الربيعي والخريفي، وعندما يصل طول النهار إلى أقل مدى له في نصف الكرة الشمالي يعرف ذلك باسم الانقلاب الصيفي، في حين أنه عندما يقصر النهار إلى أقل معدل له في النصف الشمالي أيضاً من الكرة الأرضية، فإن ذلك يعرف باسم الانقلاب الشتوي، وفيما يلي توضيح كل منها:

  • الاعتدال الربيعي (Vernal Equinox): دعنا نتخيل أن أشعة الشمس عمودية الآن على خط الاستواء، وأن رحلة الشمس الظاهرية خلال هذه الفترة هي من الجنوب إلى الشمال، في هذه الحالة تكون دائرة الإضاءة (Circle of Illumination) مارة بالقطبين الشمالي والجنوبي، ونظراً لكروية سطح الأرض، فإنه يعني أن زاوية سقوط أشعة الشمس تخف بشكل تدريجي شمال وجنوب خط الاستواء إلى أن تصبح هذه الأشعة ملامسة لكل من القطبين، فلو أننا تخيلنا وجود شخص واقف فوق نقطة القطب الشمالي وآخر فوق نقطة القطب الجنوبي فإن كلاً منهما يرى الشمس في مستوى الأفق.
    وهذا الوضع يحدث تماماً في الحادي والعشرين من شهر مارس كل عام، حيث يتساوى فيه الليل والنهار لمدة يوم واحد فقط، وهنا يبدأ الربيع، ويُسمَّى هذا الوقت بالاعتدال الربيعي في نصف الكرة الشمالي، وبعد ذلك تبدأ الشمس في رحلتها الظاهرية باتجاه الشمال، حيث أن المحور القطبي للأرض يكون بشكل متوازي للشمس، كما أن رأس زاوية ميل هذا المحور على سطح دائرة البروج لا يكون في اتجاه أو في عكس اتجاه الشمس.
  • الانقلاب الصيفي (Summer Solistice): تستمر الأرض في دورانها حول نفسها وحول الشمس، ويبدأ محورها القطبي في الاتجاه نحو الشمس بشكل تدريجي، وهذا يعني أن الشمس تستمر في رحلتها الظاهرية باتجاه الشمال، حيث يبدأ النهار في الطول والليل في القصر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، كما أن القطب الشمالي يتعرض لأشعة الشمس أربع والعشرين ساعة كاملة من كل يوم، حيث يبدأ صباح نهار بالامتداد لفترة ستة أشهر في القطب الشمالي في حين أن أشعة الشمس تبدأ في الانقطاع عن زيارة القطب الجنوبي، حيث يبدأ ليل بالامتداد إلى ستة أشهر أيضاً.
    إن تعامد أشعة الشمس يذهب بشكل تدريجي كل يوم باتجاه الشمال لغاية أن يصل مدار السرطان بعد ثلاثة أشهر من تعامدها على خط الاستواء، وذلك يُسمَّى الانقلاب الصيفي ويكون في 21 يونيو من كل عام، ويكون هذا اليوم هو أطول أيام السنة بالنسبة لنصف الكرة الشمالي، وفي هذا اليوم بالتحديد يكون المحور الواصل بين القطب الجنوبي والشمالي متجهاً باتجاه الشمس.
  • الاعتدال الخريفي Autumnal Equinox: تستمر الكرة الأرضية في حركتها حول نفسها وحول الشمس إلى أن تتعامد أشعة الشمس على خط الاستواء، ويتساوى الليل والنهار مرة ثانية ويكون هذا في 22 سبتمبر من كل عام، في حين تصبح هذه الأشعة في الوقت نفسه ملامسة لكل من القطبين، حيث ينتهي نهار القطب الشمالي الذي استمر لمدة ستة أشهر ويبدأ ليله على حين أن القطب الجنوبي ينعم ببزوغ صبح نهار يستمر لمدة ستة أشهر ويسود فصل الربيع نصف الكرة الجنوبي، بينما يسود الخريف نصف الكرة الشمالي.
  • الانقلاب الشتوي Winter Solistice: وبعد أن يمر 3 أشهر على تعامد الشمس على خط الاستواء تتعامد أشعة الشمس على مدار الجدي، ويتحول خريف نصف الكرة الشمالي إلى شتاء ليكون في 21 ديسمبر ويُسمَّى ذلك بالانقلاب الشتوي، ويمكن ملاحظة أننا نقوم بنسب الاعتدالين والانقلابين على ما يجري فعلاً داخل نصف الكرة الشمالي.
    أي أن الاعتدال الربيعي يُعرف بوجود فصل الربيع داخل نصف الكرة الشمالي، كما أن الانقلاب الصيفي يعرف بوجود صيف في نصف الكرة الشمالي أيضاً، وهذا بالنسبة للفصول الثانية، إضافة إلى ذلك فإن أشعة الشمس تتعامد مرة واحدة في العام الواحد على كل من مدار السرطان ومدار الجدي، في حين أنها تتعامد مرتين كل عام على خط الاستواء.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.


شارك المقالة: