توزيع الضغط الجوي على القارة الأفريقية

اقرأ في هذا المقال


ما هو توزيع الضغط الجوي على القارة الأفريقية؟

إن مناخ القارة يتأثر بحركة الشمس الظاهرية باتجاه الجنوب في نصف العام الشتوي وباتجاه الشمال في نصفه الصيفي، ويظهر هذا بشكل واضح في توزيع الضغط الجوي ونظام حدوث الرياح على أجزائها المختلفة، فبالنظر إلى خريطتي الضغط الجوي والرياح لكل من فصل الصيف وفصل الشتاء الشماليين (كما توضحهما خريطتا شهر يوليو وشهر يناير)، حيث أننا نرى وجود البعض من المظاهر العامة التي يمكن توضيحها فيما يأتي:

  • الحالة في فصل الصيف أثناء شهر يوليو: خلال هذا الفصل فإن توزيع أماكن الضغط الجوي الكبرى التي تقوم بالتأثير على مناخ القارة يكون كما يأتي:
    • مجال من الضغط المنخفض، حيث أن امتداده يكون على الصحراء الكبرى نتيجة لشدة الحرارة ويصل في امتداده باتجاه الجنوب حتى يتصل بمجال الضغط المنخفض الاستوائي الذي يتحرك شمالاً في هذا الفصل، ويتكون من المجالين معاً مجال كبير، حيث أنه يشمل أغلب القسم الشمالي من القارة الأفريقية، كما أن مركزه يمتد ما بين خطي عرض 15 درجة و عشرون درجة شمالاً تقريباً.
    • مجال الضغط المرتفع الآزوري، الذي يتسع مجاله على المحيط الأطلسي الشمالي خلال هذا الفصل، كما يمتد منه ذراع كبير على جنوب أوروبا وحوض البحر المتوسط، ومن هذا المجال تهب الرياح التجارية الشمالية الشرقية باتجاه مركز الضغط المنخفض، وهذه الرياح هي التي تكون موجودة فوق السواحل الجنوبية للبحر المتوسط وأغلب شمال القارة.
    • مجال الضغط المرتفع وراء مدار الجدي، حيث أنه يتحرك قليلاً باتجاه الشمال خلال هذا الفصل ويكون ممتداً بدون أن ينقطع على جنوب القارة وعلى المحيط الهندي من ناحية والمحيط الأطلسي الجنوبي من ناحية أخرى، كما أن الرياح الشمالية الغربية تهب من هذا المجال على قسم صغير من الجزء الجنوبي الغربي للقارة أي على إقليم رأس الرجاء الصالح، وتؤدي هذه الرياح وما يصاحبها من حدوث منخفضات جوية إلى هطول الأمطار الشتوية.
      وفيما عدا هذا الجزء فإننا نلاحظ أن الهضبة الجنوبية تقريباً كاملة تحدث فيها الرياح التجارية الجنوبية الشرقية، والتي تأتي من نفس مجال الضغط المرتفع متجهة باتجاه الضغط المنخفض الاستوائي، وتستمر في هبوبها باتجاه الشمال حتى بعد خط الاستواء، ولكن بعد أن تمر في هذا الخط تواصل هبوبها حتى خط عرض 20 درجة شمالًا تقريباً، كما يكون اتجاهها عند ذلك جنوبياً غربياً.
  • الحالة في فصل الشتاء خلال شهر يناير: حيث أن في هذا الفصل تتحرك مناطق الضغط الجوي بشكل عام باتجاه الجنوب وذلك يكون بحسب حركة الشمس الظاهرية ويحدث عليها في نفس الوقت الكثير من التغيرات سواء كانت على القارة أو على الأقاليم التي تحيط بها، حيث يكون توزيعها بشكل مختلف من بعض الوجوه عما كان عليه أثناء فصل الصيف؛ وذلك بسبب التباين الذي يحدث على توزيع المناطق الحرارية سواء على القارة نفسها أو على المحيطات والقارات الأخرى التي تحيط بها، ويمكننا أن نقوم بتلخيص نظام الضغط الجوي على القارة خلال هذا الفصل كما يأتي:
    • الضغط المرتفع الآزوري الذي يمتد خلال هذا الفصل على شمال القارة الأفريقية ويتكون منه مجال كبير الاتساع، حيث يقع إلى جهة الجنوب من السواحل الشمالية للقارة، كما يقع مركزه في جنوب جبال أطلس.
    • الضغط المنخفض الذي يكون تكونه فوق البحر المتوسط؛ وذلك بسبب دفئه بالنسبة لليابس الذي يحيط به، كما أن الرياح الجنوبية الغربية يكون هبوبها باتجاه هذا الضغط المنخفض من منطقة الضغط المرتفع، وهذه الرياح هي التي تحدث على السواحل الشمالية لإفريقية.
      وتحدث على البحر المتوسط خلال هذا الفصل كثير من المنخفضات الجوية التي تتحرك على طوله من جهة الغرب إلى جهة الشرق، حيث تكون سبباً في هطول أغلب الأمطار الشتوية التي تحدث على الأطراف الشمالية للقارة.
    • مجال الضغط المنخفض الاستوائي، وهو على الرغم من حركته باتجاه الجنوب في هذا الفصل فإنه لا ينتقل بشكل كامل إلى الجنوب من خط الاستواء، بل يبقى أغلبه واقعاً إلى الشمال من هذا الخط بشكل عام خصوصاً في الغرب، حيث نجد أنه يمتد إلى الشمال بشكل مباشر من خط عرض 5 درجات شمالًا، وإن السبب في ذلك يعود إلى كُبر اتساع القارة في الشمال، ممَّا يجعل المناطق المدارية الشمالية التي تكون درجات الحرارة فيها مرتفعة طول العام حتى خلال فصل الشتاء، ويستثنا من ذلك السواحل الشمالية نلاحظ أن أغلب القسم الشمالي من أفريقيا تحدث به الرياح التجارية الشمالية الشرقية التي تهب من نطاق الضغط المرتفع الآزوري في الشمال باتجاه نطاق الضغط المنخفض الاستوائي في الجنوب.
    • منطقة الضغط المنخفض التي تحدث في هذا الفصل على جنوب القارة الأفريقية نتيجة لارتفاع درجة الحرارة، حيث نلاحظ أن هذه المنطقة تمتد باتجاه الشمال حتى يتم اتصالها بمجال الضغط المنخفض الاستوائي، ويتكون من المنطقتين مجال واحد يكون مركزه حول خط الاستواء كما يكون له أثر واضح في اجتذاب الرياح التجارية الشمالية الشرقية من ناحية والرياح التجارية الجنوبية الشرقية من مجال الضغط المرتفع وراء مدار من ناحية أخرى.
    • مجال الضغط المرتفع وراء مدار الجدي، فنلاحظ أن هذا المجال يكون له في هذا الفصل مركزان يكونان منفصلان، حيث يقع الأول على المحيط الهندي، ويقع الثاني على المحيط الأطلسي، كما تفصل بينهما منطقة الضغط المنخفض التي تتكون على جنوب القارة، ممَّا يلاحظ أيضاً أن هذا المجال يتحرك في هذا الفصل باتجاه الجنوب بحيث يكون امتداده بشكل عام حول خط عرض خمسة وثلاثون درجة، ولهذا السبب نلاحظ أن جنوب القارة كله يقع في مجال الرياح التجارية الجنوبية الشرقية، كما أن الرياح الغربية التي كانت تحدث في الفصل السابق تذهب إلى فوق إقليم رأس الرجاء الصالح في الجزء الجنوبي الغربي.
      ونظراً لأن الضغط المنخفض الاستوائي الذي يوجد غرب القارة يبقى في هذا الفصل واقعاً جهة الشمال من ساحل غانا فإن الرياح التجارية الجنوبية الشرقية تكون مجبرة لعبور خط الاستواء بحيث تتزحزح وتصبح جنوبية غربية، كما يحدث أيضاً خلال فصل الصيف في شهر يوليو ولكنها لا تمتد في هبوبها باتجاه الشمال إلى أبعد من خط عرض 10 درجات شمالاً، حيث يصل هبوبها خلال فصل الصيف إلى خط عرض 20 درجة شمالاً تقريباً.
      وممَّا يتم ملاحظته أيضاً أن وجود الضغط المنخفض على جنوب القارة يؤدي إلى ضعف الرياح التجارية وعدم انتظام هبوبها على الساحل الغربي إلى الجنوب من خط الاستواء، حيث أن هذا هو السبب في أن الرياح التي تكون على هذا الساحل خلال فصل الصيف الجنوبي، حيث تكون ما بين الجنوبية والجنوبية الغربية والغربية.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: