قصر كلستان الأثري في إيران

اقرأ في هذا المقال


“Golestan Palace” ويعرف أيضاً ب “قصر الزهور”، ويعتبر إحدى أهم المواقع الأثرية في إيران، حيث يعتبر أحد أقدم المباني في مدينة طهران، والذي يجسد الإنجازات المعمارية والفنية لعصر القاجار، بما في ذلك إدخال الزخارف والأساليب الأوروبية في الفنون الفارسية.

تاريخ بناء قصر كلستان

يعود تاريخ بناء قصر كلستان إلى القرن السادس عشر خلال عهد الأسرة الصفوية، وتم تجديده على يد كريم خان زند، حيث أصبح القصر مقراً للعائلة الحاكمة، ويتميز بالاندماج بين العمارة الفارسية وتكييف تقنيات البناء الأوروبية واستخدام الحديد الزهر، وكان القصر المجمع هو المقر الملكي للسلالة الصفوية في منتصف القرن السادس عشر، ونظراً لأن حماية القلعة الملكية كانت ذات أهمية كبيرة، فقد عمل شاه طهماسب على بناء أول جدار دفاعي حول طهران في خمسينيات القرن الخامس عشر، وفي وقتٍ لاحق، كلفت سلالة الزاند (1750-1794م) بتجديد القصر للمهندس المعماري الأستاذ غلام رضا تبريزي، الذي قام ببناء غرفة جمهور والعديد من المباني الأخرى.

عندما وصلت سلالة القاجار إلى السلطة عام 1779م، استمروا في صيانة القلعة وتوسيعها، وبعد اختيار طهران عاصمة لها في عام 1785م، قام آقا محمد خان بتوسيع حديقة كلستان الآسرة وبنى قصر كلستان، وفي القرن العشرين خلال عهد بهلوي، تم استخدام القصر للاحتفالات الرسمية، وبين عامي 1925 و1945م، دمر بعض مباني القصر، حيث لا يتطابق القصر القديم المظهر مع المظهر الجديد للمدينة، ومع ذلك، نحن محظوظون في الوقت الحاضر لأننا نشهد البناء المتبقي، والذي يتكون من 17 مبنى ومتاحفاً وقاعة.

المعالم الأثرية في قصر كلستان

يقع قصر كلستنا في وسط مدينة طهران في إيران، والذي يعتبر إحدى الأماكن السياحية المهمة فيها، حيث يستقبل سنوياً عدداً لا يحصى من الزوار الذين يسعون إلى الغوص في جماله المليء بالتاريخ، ويمثل مثالاً هاماً على دمج الفنون والعمارة الفارسية، مع الأنماط والزخارف الأوروبية وتكييف تقنيات البناء الأوروبية.

حيث يعتبر مثالاً استثنائيا على التوليف بين الشرق والغرب في الفنون الأثرية والتخطيط المعماري وتكنولوجيا البناء، والتي أصبحت مصدر إلهام للفنانين والمهندسين المعماريين الإيرانيين المعاصرين، وتم الإعلان عن القصر من قبل اليونسكو كموقع للتراث العالمي عام 2015م، حيث يعرض القصر تمثيلات للأسلوب التركيبي والفارسي الأوروبي، وهي إحدى خصائص الفن والهندسة المعمارية الإيرانية من أواخر القرنين التاسع عشر والعشرين.

يغطي القصر مساحة 53000 متراً مربعاً، ويتألف قصر كلستان من ثمانية مبانٍ غير عادية، والتي أصبحت الآن متاحف وحدائق، بالإضافة إلى مركزٍ أخضر محاط بجدار خارجي به أبواب، ويتكون من حديقتين متصلتين؛ واحدة أصغر في الغرب وأخرى أكبر في الشرق والعديد من المباني المحيطة بها، كما أن لديها قناة تمتد من الشمال إلى الجنوب، بالقرب من الحدود مع حديقة تخت مرمر.

أول الغرف هو شمس الأماري (قصر الشمس)، وهو المبنى الأكثر إثارةً للإعجاب في قصر كلستان، حيث يمتلك زخارفاً رائعة مع مرايا مصنوعة يدوياً، وفي حالة الغرفة المشرقة، فإنها تحتوي أيضاً على شمعدان إيراني تقليدي رائع، كما يضم “Emarat Badgir” (مبنى Windcatchers) الزجاج الملون الأكثر أهمية في القصر، في حين أن قصر “Abyaze” (القصر الأبيض) هو موطناً لواحد من أكثر المتاحف الاثنولوجية إثارةً للاهتمام في إيران، فضلاً عن معارض الملابس الإيرانية التقليدية والفنون الشعبية، كما يضم “Talar-e Zoruf” و “Talar-e Adj (Ivory Hall)” مجموعات من الخزف والهدايا المقدمة لملوك سلالة قاجار، ومن ناحيةٍ أخرى، كان يتم استخدام “Ivory Hall” أيضاً كغرفة طعام.

كما يتميز “Talar-e Almas (The Diamond Hal)” بالزخرفة بالمرايا، بينما تم تخصيص “Talar-e Salam” (قاعة الاستقبال) لحفلات الاستقبال الملكية.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: