كنيسة سان أوغستين الأثرية في الفلبين

اقرأ في هذا المقال


“San Agustin Church” وتعرف بإسم “كنيسة الحبل بلا دنس” وتعتبر إحدى أهم الأماكن الدينية المقدسة في الفلبين، وإحدى أقدم الكنائس فيها، حيث تعرض ميزاتٍ رائعة من الطراز الباروكي العالي ودعامات الجدار التي تفصل الكنائس الجانبية.

تاريخ كنيسة سان أوغستين

تم بناء كنيسة سان أوغستين عام 1595م تحت رعاية الرهبانية الأغسطينية، حيث شهدت الكنيسة التي يعود تاريخها إلى قرون على 400 عام من الحكم الإسباني للبلاد، وبدأ بناء الكنيسة في مانيلا عام 1571 وتم الانتهاء منها فقط في عام 1607م، لذلك يبلغ عمرها 413 عاماً، مما يجعلها أقدم كنيسة في الفلبين، ومثل العديد من الهياكل في ذلك الوقت، تم بناء الكنيسة باستخدام نيبا والخيزران.

في عام 1574، قام القرصان الصيني ليماهونغ بغزو مانيلا، حيث أدى الغزو إلى إحراق المدينة، ومن بين الذين أحرقوا كنيسة سان أغوستين، وأدى ذلك إلى إعادة بناء الكنيسة لأول مرة بعد عام، ولإعادة بناء الكنيسة، استخدموا مواد خشبية أكثر عرضة للنيران، كما هنالك حريقاً آخر تسبب في تدمير الكنيسة عام 1583م.

ولتجنب نفس الأخطاء من قبل قرر الرهبان الأوغسطينيين إعادة بناء الكنيسة باستخدام أحجار طينية، وفي عام 1586، عينوا خوان ماسياس لقيادة تصميم وبناء الكنيسة ولم يكتمل إلا في عام 1607، حيث تحمل الهيكل الجديد حتى أقوى زلزال ضرب مانيلا من القرن السادس عشر إلى القرن السابع عشر، وكان الضرر الرئيسي الوحيد هو انهيار أحد أبراج جرس الكنيسة، والذي تمت إزالته بشكلٍ دائم بعد ذلك.

ونظراً لعمر الكنيسة الطويل، فقد أصبحت شاهدةً على العديد من الأحداث المهمة في تاريخ الفلبين خلال الفترة الإسبانية، وفي عام 1762 خلال حرب السنوات السبع، نهب البريطانيون الكنيسة، وفي عام 1898، أصبحت كنيسة سان أوغستين مانيلا مكاناً للأمريكيين والإسبان لمناقشة استسلام مانيلا للأمريكيين والتوقيع عليه.

وخلال الحرب العالمية الثانية، حولت القوات اليابانية كنيسة القديس أوغستين في مانيلا إلى معسكر اعتقال للسجناء، ومع اقتراب معركة مانيلا عام 1945 من نهايتها، احتجز اليابانيون كهنة ومئات من السكان داخل الكنيسة، ولطرد ما تبقى من القوات اليابانية والأمريكية والفلبينية؛ نفذت غارة جوية داخل إنتراموروس، وبسبب ذلك، تحولت الهياكل في المدينة المسورة إلى أنقاض، لكن كنيسة سان أوغستين ظلت قائمة، وهي واحدةً من القلائل التي تركت سليمة في إنتراموروس بعد الحرب.

السياحة في كنيسة سان أوغستين

تقع كنيسة سان أوغستين داخل مدينة إنتراموروس التاريخية في الفلبين، وتعتبر إحدى مواقع التراث العالمي المشهورة، ويأتي إليها الكثير من السياح، حيث تتميز الكنيسة بمتحف مثير للإعجاب، والذي سيمنح الزائر فكرةً عن مدى عمق الإيمان الكاثوليكي في جميع أنحاء هذا البلد، حيث تعرض صالات المتحف أعمال الرهبان الأوغسطينيين في الفلبين وتنقسم إلى عدة فئات، بما في ذلك حب الطبيعة والعلوم وغير ذلك، وليس من المستغرب أن العديد من القطع الأثرية لها موضوع ديني.

كما يوجد هنالك لوحاتٍ جدارية مذهلة، وسقف “Trompe-l’oeil” ولوحاتٍ وتماثيل، وزخارف كنسية مختلفة، وكلها يمكن الاستمتاع بها مع خلفية من موسيقى الأرغن، كما تعتبر الكنيسة مكاناً شهيراً لإقامة حفلات الزفاف.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: