كيف يتم تصنيف التيارات البحرية؟

اقرأ في هذا المقال


تصنيف التيارات البحرية:

التيارات البحرية هي حركة الماء داخل الما وهي عملية نقل مياه دافئة إلى المناطق الباردة، وبنفس الوقت نقل مياه باردة إلى المناطق الحارة. وتتأثر التيارات البحرية بعوامل عديدة منها قوة الانحراف وتباين كثافة وحرارة الماء. ولكن التأثير الأكبر يكون بواسطة اتجاه حركة الرياح، فالتيارات البحرية تتحرك مع اتجاه حركة الرياح وبزاوية مقدارها 45 درجة عن الاتجاه العام السائد لحركة الرياح حسب نظرية إيكمان. وتُصنَّف التيارات البحرية حسب درجة حرارتها. ولذلك تقسم إلى قسمين رئيسيين هما التيارات البحرية الدافئة (Warm Ocean Current)، أمّا التيارات البحرية الباردة (Cold Ocean Current).
وفي نصف الكرة الشمالي عندما يتحرَّك الماء من الشمال إلى الجنوب، فإنه تيار بارد وإذا تحرَّك الماء من الجنوب إلى الشمال فإنه تيار دافئ، العكس صحيح في نصف الكرة الجنوبي. والفكرة هي أن التحرك من مناطق أدفى إلى مناطق أبرد تجعل الماء أدفى من المناطق الجديدة الباردة، وبذلك يصبح تياراً دافئاً قياساً للماء البارد في المنطقة الجديدة. ونفس الفكرة تطبق على الماء البارد الذي يتحرك من مناطق أبرد إلى مناطق أدفى، فيصبح بارداً نسبة إلى الماء المجاور. وللتيارات البحرية بنوعيها تأثير واضح على طقس المنطقة التي تمر بالقرب منها، فهي ترفع الحرارة وتزيد من الأمطار الساقطة إذا كانت دافئة، وتخفض الحرارة وتقلل الأمطار إذا كانت باردة.
لذلك فإن طقس سواحل القارات يتأثر بهذه التيارات وإلى مسافة جيدة في الداخل، إذا لم تكن هناك سلاسل جبلية على طول الساحل تمنع توغل تأثيراته. وللدلالة على تأثير الرياح العامة في حركة التيارات البحرية ولتوضيح توزيع التيارات الباردة والدافئة، ففي نصف الكرة الشمالي وفي نطاق الرياح التجارية الشمالية الشرقية، يتحرَّك الماء قرب السواحل الغربية للقارات من الشمال إلى الجنوب، مع حركة الرياح وبزاوية انحراف عن اتجاه الرياح مقدارها 45 درجة فيكون تياراً بارداً. وقبل وصوله إلى خط الاستواء، حيث تصبح حركة الهواء هادئة، فإنه ينحرف غرباً ليعبر المحيط بموازاة خط الاستواء.
وعندما يصطدم بسواحل القارات الشرقية، فإنه يعود ليتحرَّك من الجنوب إلى الشمال قرب السواحل الشرقية للقارات فيصبح تياراً دافئاً. وعند وصوله إلى دائرة عرض 40-45 درجة شمالاً، فإنه يعبر المحيط من الغرب إلى الشرق حيث تصبح المياه ضمن نطاق الرياح الغربية. وعند اصطدامه بالسواحل الغربية للقارات فإنه يتحرك من الجنوب إلى الشمال ليستمر تياراً دافئاً قرب السواحل الغربية للقارات. وعند دخوله المنطقة القطبية، فإنه يعود ليتحرك من الشمال إلى الجنوب ليكون تياراً بارداً قرب السواحل الشرقية للقارات.
أمَّا في نصف الكرة الجنوبي فإن عدم وجود قارات في آخر الجنوب، يؤدي إلى أن تدور التيارات البحرية حول الكرة الأرضية بين نهاية القارات الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية، فعلى السواحل الغربية للقارات وفي العروض المدارية حيث تسود الرياح التجارية، تحرّك الرياح التجارية التيارات البحرية من الجنوب إلى الشمال، فتصبح تيارات بحرية باردة قرب هذه السواحل. وقرب خط الاستواء تعبر التيارات المحيط بموازاة خط الاستواء، وعند اصطدامها بالسواحل الشرقية للقارات تعود لتتحرك من الشمال إلى الجنوب لتكون تيارات دافئة.
وعند عبورها دائرة عرض 45 درجة ولتحول الرياح إلى رياح غربية، فإنها تعبر المحيط، ولعدم وجود سواحل تعيق حركة الماء، فإن التيارات تستمر بالحركة لتمتزج تيارات المحيطات جميعاً في تيار واحد يُسمَّى التيار الغربي البارد. ويتَّضح لنا أن هناك تيارات باردة بين دائرتي عرض 15-45 درجة شمالاً وجنوباً على طول السواحل الغربية للقارات، وإن هناك تيارات دافئة وفي نفس العروض على طول السواحل الشرقية للقارات. ويجب ملاحظة أن التيارات الباردة الجنوبية تقترب أكثر إلى خط الاستواء من مثيلتها الشمالية.
وقد يعود السبب إلى أن الرياح التجارية الجنوبية تبقى نشطة إلى قرب خط الاستواء؛ لأن جبهة الالتقاء المدارية تبقى غالباً شمال خط الاستواء. وهناك تياران الأول شمالي والأخر جنوبي يسيران بموازاة خط الاستواء، لكن التيار الموازي الجنوبي أقرب إلى خط الاستواء. وعند دائرة عرض 40 درجة تصبح الرياح الغربية واضحة المعالم ومؤثرة؛ لذلك يغيّر الماء اتجاه سيره ليتلاءم مع الاتجاه الجديد للرياح، فتضطر التيارات البحرية أن تسلك اتجاه شمالي شرقي في نصف الكرة الشمالي وجنوبي شرقي في نصف الكرة الجنوبي.
وعندها تسير تيارات بحرية دافئة بموازاة السواحل الغربية للقارات بين دائرتي عرض 45 درجة وإلى قرب القطب، حيث تدخل القطب الشمالي، بينما تدور حول القطب الجنوبي. وتخرج تيارات بحرية باردة من القطب الشمالي لتسير بمحاذاة السواحل الشرقية للقارات وإلى دائرة عرض 45 درجة.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: