كيف يكون الانحراف الموجي والتيارات الشاطئية؟

اقرأ في هذا المقال


الانحراف الموجي والتيارات الشاطئية:

تتقدَّم معظم الأمواج من الشاطئ في اتجاه عمودي، غير أنها عند وصولها إلى المياه الضحلة حيث يكون القاع طفيف الانحدار يتغير اتجاهها إلى موازاة الشاطئ. ويعرف هذا التغيّر في الاتجاه بانحراف الأمواج وطرف الموجات القريب من الشاطئ يصل إلى القاع أولاً. وتقلّ سرعته بينما يستمر الطرف الثاني في تقدمه بنفس معدل سرعته. وتكون المحصلة في النهاية موجات موازية تقريباً للشاطئ بغض النظر عن اتجاهها الأصلي. وبسبب عامل انحراف الأمواج فإن تأثيرها يكون أكثر تركيزاً على المواقع البارزة من الشواطئ، تجاه الماء وأقل منه بكثير في الخلجان.
وبالرغم من انحراف الأمواج فإن معظمها يصل إلى الشواطئ في اتجاه قريب من العمودي. وبالتالي فإن الماء الذي يندفع من كل موجة منكسرة يكون في اتجاه مائل، غير أن المياه في طريق عودتها إلى البحر تأخذ اتجاهها بشكل مستقيم مع الانحدار، كما يعمل هذا على نقل الرسوبيات في اتجاه متعرّج على طول الساحل، حيث تعرف هذه الحركة بالجرف الشاطئي. وقد يعمل هذا على نقل حبيبات الرمل والحصى مئات وأحياناً آلاف الأمتار يومياً.
كما تعمل الموجات المائلة على إحداث تيارات بنطاق الأمواج المنكسرة موازٍ للشاطئ، حيث أن الماء مضطرب هنا فإن هذه التيارات الشاطئية يمكنها نقل حبيبات الرمل الدقيقة المعلقة، بالاضافة إلى دحرجة الحبيبات الأكبر حجماً على القاع. وعند إضافة كمية الرسوبيات المنقولة بواسطة التيارات الشاطئية إلى تلك المنقولة نجد أنها لا يستهان بها، فقد وجد مثلاً في منطقة ساندي هوك بنيوجرسي أن الكمية المنقولة لمدة 48 سنة، وصلت إلى معدل يقارب 750.000 طن في السنة.
وفي أوكسنارد بكاليفورنيا تنقل بهذه الطريقة أكثر من 1.5 مليون طن من الرسوبيات على طول الشاطئ سنوياً. وقد لا يكون مصدراً للاستغراب تسمية الشواطئ بأنهار الرمال، ففي أي نقطة منها تزيد كمية الرسوبيات ذات المنشأ البعيد عن تلك المشتقة من المرتفع ورائها. ويلاحظ أن كثيراً من رسوبيات الشواطئ ليست مشتقة من تعرية الأمواج، بل إنها أتت بفعل الأنهار التي تصب في المحيطات والتي تعتبر مصدراً رئيسياً لها. ولولا عامل نقل الرسوبيات بواسطة الجرف وتيارات الشواطئ لكانت كثير من الشواطئ تفتقر إلى الرمال.

المصدر: عاشور، محمود محمد/أسس الجغرافيا الطبيعية/1997.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: