كيف يكون التوزيع الناري للبراكين؟

اقرأ في هذا المقال


التوزيع الناري للبراكين:

تقع معظم البراكين النشطة المعروفة، التي يزيد عددها عن 600 بركان قرب الأطراف المتقاربة للألوح. وهذا بالإضافة إلى النشاط البركاني المكثف الذي يحدث بعيداً عن الأنظار على امتداد مراكز الانتشار لنظم مرتفعات وسط المحيطات. كما للنشاط البركاني ثلاث نطاقات يقع اثنان منهما في حواف الألواح ويقع الثالث في مناطق داخل الألواح مثل النشاط الحركي العالمي، حيث توجد هذه المناطق النشطة على امتداد المرتفعات المحيطية وبمحاذاة الخنادق المحيطية كما يوجد أيضاً داخل الألواح نفسه.
بالإضافة إلى أماكن مراكز الانتشار، كما أن أكبر حجم الصُخور البركانية ينتج على امتداد نظم مرتفعات وسط المحيطات، حيث تنشط عمليات انتشار قيعان البحار وبينما يبتعد الغلاف الصخري المتصلب، يقل الضغط المؤثر على الصُخور العميقة. ويخفض هذا الهبوط في الضغط من درجة انصهار صخور الوشاح وينتج عن الانصهار الجزئي لهذه الصُخور.
وعلى الأخص صخر البريدوتيت كميات كبيرة من الصهير البازلتي الذي صعد إلى أعلى ليملأ الشقوق الناشئة حديثاً. ويصل بعض البازلت المنصهر إلى قاع المحيط؛ ممَّا ينتج عنه طفوح شاسعة للابة أو يتراكم على هيئة كزمة بركانية. وفي بعض الحالات ينتج هذا النشاط مخروطاً بركانياً يرتفع فوق مستوى سطح البحر، مثلما فعلت جزيرة سورتسي في سنة 1963، كما يوجد عدد من المخروطات البركانية المغمورة على جانبي نظام مرتفعات وسط المحيط وفي قاع المحيط المجاور.
ولقد تكوَّنت كثير من هذه البراكين على إمتداد قمة مرتفع وسط المحيط، ثم ابتعدت عن نشوء قشرة جديدة بفعل عمليات انتشار قيعان البحار التي لا تنتهي. ولا ننسَ آخر نطاق يُسمى بتبركن منطقة غوص الألواح، حيث ينحصر تواجد الصُخور ذات التركيب الأنديسيتي والجرانيتي في القارات وفي سلاسل الجزر البركانية، مثل الجزر الأليوستسة التي تقع على أطراف المحيطات.
وقد وجد أن قليلاً منها فقط يقع في البراكين التي توجد في الأحواض العميقة للمحيطات، بالإضافة إلى أن معظم البراكين النشطة التي تخرج صهيراً أنديسيتيا تقع في مناطق قارية، أو أقواس الجزر المحاذية للخنادق المحيطية العميقة، حيث أن الخنادق المحيطية تعتبر هي الأماكن التي تغوص فيها كتل من القشرة المحيطية إلى أسفل لتصل إلى الجزء العلوي من الوشاح.

المصدر: عاشور، محمود محمد/أسس الجغرافيا الطبيعية/1997.سعد عجيل مبارك الدراجى/بحوث فى الجغرافيا الطبيعية/2007.محمد صبري محسوب/مبادئ الجغرافيا الطبيعية/2005.


شارك المقالة: