ما علاقة الخصائص المعدنية للصخور في علم الجيومورفولوجيا؟

اقرأ في هذا المقال


علاقة الخصائص المعدنية للصخور في علم الجيومورفولوجيا:

تعتمد صلابة الصخور على صلابة المعادن المكوّنة لها، فكُلَّما زادت نسبة المعادن الصلبة كالكوارترز، زادت مُقاومة الصخر للعمليات الجيومورفولوجية المُختلفة: كالتجوية والحت، بينما يؤدي وجود معادن ضعيفة إلى إضعاف الصخر وتكوين طُبغرافيا مُنخفضة كالحُفر والقيعان.
وتصبح الصخور أكثر ضُعفاً كلَّما تنوعت وتعددت المعادن المُكوَّنة لها. وكلَّما كانت الطبقة الصخرية السطحية ضعيفة ازداد تعقيد (تنوّع وتعدد) الأشكال الأرضية المتطورة عليها؛ وذلك بسبب شدة تأثيرها بالعمليات الجيومورفولوجية.
وإن اختلاف الخصائص المعدنية أفقياً ورأسياً في التكوينات الصخرية، يُمكن أن يؤدي إلى تباين تركيز العمليات الجيومورفولوجية التي تميل إلى التغاير في مُعداتها أكثر من التشابه، كما يحدث عادة بالنسبة للتجوية المُتغايرة.
وإن تباين قوام الصخر يخضع لاختلاف أحجام البلورات والحبيبات المعدنية؛ بحيث يتراوح ما بين الزجاجي والناعم والخشن. ويؤثر ذلك على مسامية ونفاذية الصخر. فالصخور خشنة القوام كالصخر الرملي، تُعتبر منخفضة المسامية ولكنها عالية النفاذية.
وذلك على العكس من التكوينات الطينية التي تمتاز بمسامية الصخر ونفاذيته. وتكمن أهمية النفاذية في تحديد الأعماق الصخرية التي تصل إليها المُتسربة المسؤولة عن عمليات التجوية بأنواعها المُختلفة، ففي حالة ارتفاع النفاذية يُمكن للماء أن يتسرَّب إلى أعماق صخرية بعيدة، يعرَّضها للتفاعل الكيميائي أو التفتت الميكانيكي في حالة تجمده.
كذلك يُمكن أن ينعكس تباين نسبة المياه المُتسربة والمياه السطحية (الجارية)؛ بحيث تزداد نسبة المياه السطحية، على حساب كمية المياه المُتسرّبة في الصخور التي تكون ناعمة القوام. والعكس صحيح في حالة الصخور خشنة القوام.
كذلك يُمكن اعتبار خشونة قوام الصخر من أسباب ضُعفه، بينما تبقى الصخور ناعمة القوام أكثر مُقاومة للعمليات الجيومورفولوجية. ويحتفظ الصخر بتركيبه المعدني الأصلي، طالما بقي بمعزل عن التفاعلات الكيميائية وخاضعاً فقط للتجوية الكيميائية. وكُلَّما تعرّض الصخر لعمليات التجوية الكيميائية المختلفة، كلما اختلفت الخصائص الكيميائية والتركيب المعدني بينه وبين نتاج تجوينه الكيميائية.
كما يتباين ناتج التفاعلات الكيميائية حسب أنواع المعادن المُكوّنة للصخور، إضافة لطبيعة هذه التفاعلات أو الظروف البيئية المُحية، كالمناخ والإنحدار. إذ يُمكن أن ينتج تفاعل الأورثوكليز مع الماء اللايت أو مونتموريللونايت أو كليهما، إذا كان تسرب الماء محدوداً فيتحوَّل الأورثوكليز إلى كاؤلينايت. وفي حالة استمرار التفاعل الكيميائي ووفرة الماء يتحول اللالايت إلى كاؤلين. وكلما زاد مُعدل الترسب المائي تحول طين الكاؤلين إلى معادن البوكسايت.

المصدر: بلال أبو سليم/إدارة الموارد الأرضية/1995.حسن أبو العينين/أصول الجيومورفولوجيا/1966.حسن سلامة/جيومورفولوجية المراوح الفيضية/1979.


شارك المقالة: