ما هو التركيب المعدني للصخور النارية؟

اقرأ في هذا المقال


التركيب المعدني للصخور النارية:

إن الذي يحدد التركيب المعدني للصخور النارية هو في النهاية التركيب الكيميائي للصهير الذي يتبلور منه، فإن مثل هذه التنوع في الصخور النارية لا بُدّ أن يُفسّر منطقياً بافتراض وجود أنواع مختلفة من الصهير. ولكن العلماء اكتشفوا أن هناك مراحل مخلفة للاندفاع من نفس البُركان وكل منها يأتي بلابة نابطة مختلفة نوعاً في تركيبها المعدني، وعلى الأخص إذ كانت تفصل بين الإندفاعيين فترة زمنية طويلة، قد حملتهم أدلة من هذا النوع على الاعتقاد أن نوعاً واحداً من الصهير قد ينتج عنه صُخور مختلفة في تركيبها المعدني، وقد كانت هناك أبحاث سابقة تخص تبلور الصهير قام بها بوويين في الربع الأول من هذا القرن.
وقد تحدَّث بووين أنه عندما يبرد الصهير في المعمل، فإن معادن معينة تتبلور أولاً. وبتدرج انخفاض درجات الحرارة. وتبدأ معادن أخرى في التبلور. وبتابع عمليات التبلور بتغير تركيب الجزء المنصهر(الجزء السائل من الصهير باستثناء أي مواد صلبة) باستمرار. فمثلاً عندما يتصلب 50% من الصهير فإن الجزء المنصهر يكون قد فقد كل الحديد المغنيسوم والكالسيوم، التي يحتويها تقريباً وتوجد هذه المعادن التي تتبلور أولاً.
ولكن في نفس الوقت يتم اغنائها بالعناصر التي تحتويها المعادن ذات البلور المتأخر، وهي بالتحدد عناصر الصوديوم والبوتاسيوم. وهذا بالإضافة إلى أن محتوى جزء المنصهر من السيليكون يزداد من المراحل الأخيرة من التبلور. وقد أثبت بووين أيضاً أن أي معدن يبقى في الجزء المنصهر بعد تبلوره لمدة طويلة، حيث يتفاعل مع بقية الصهير وينتج عنه المعدن. ولهذا السبب فإن هذا الترتيب للمعادن قد عُرف باسم تتابع تفاعلات بووبن.
وفي أعلى الفرع الأيسر لهذا التتابع نجد أن الأوليفين هي أول المعادن تبلوراً. ويتفاعل مع بقية الصهاره ينتج عنه معدن الأوجيت ويستمر هذا التفاعل حتى يكون المعدن الآخير في التتابع وهو البايوتيت. ويسمى هذا الفرع الأيسر بالتتابع المنفصل؛ لأن كل معدن من معادن هذا التتابع بنيته البلورية الخاصة به تذكر أن الأوليفين يتكون من رباعيات الأسطح. وتتكوَّن المعادن الأخرى في هذا التتابع من العقود المنفردة والعقود المزدوجة والصفائح على الترتيب. وطبيعي أن هذه التفاعلات غير متكاملة.

المصدر: محمد صبري/مبادئ الجغرافيا الطبيعية/2007.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: