ما هو الراسب الغريني؟

اقرأ في هذا المقال


الراسب الغريني:

تُغطّي تضاريس بعض المناطق لحاف من الغرين، تراكم بفعل الزوابع الرملية على مدى فترة من الزمن قد تصل إلى آلاف السنين، حيث يعرف هذا بالراسب الغريني. والراسب الغريني هو نوع من أنواع الرسوبيات، حيث يغطي مقاطع عمودية عند اختراقه بمجاري الأنهار أو مسارالطرقات العامة. كما أنه يفتقر إلى أي طبقات رسوبية واضحة. وبالنظر إلى توزيع الراسب الغريني يتضح أن لها مصدران هما: الصحاري أو رسوبيات الجليد المنقولة.
كما أن أكثر رسوبيات العالم الغرينية سُمكاً ومساحة توجد في شمال وغربي الصين، حيث أن سُمك الكثير منها يبلغ حوالي ثلاثين متراً، حيث يصل بعضها إلى أكثر من مائة متر. وكما ترجع تسمية النهر الأصفر (هوانج هو) وكذلك البحر الأصفر الموجود في المنطقة المجاورة إلى هذه الرسوبيات الدقيقة الصفراء ذات اللون البرتقالي. وإن مصدر رواسب الصين الغرينية التي تبلغ مساحتها ألى 800.000 كيلو متر مربع، هو أحواض الصحاري الرسوبية المترامية الأطراف الموجودة في أواسط قارة آسيا.
والراسب الغريني الذي يوجد في الولايات المتحدة ينتشر في مناطق عديدة تشمل كل من ذاكوتا الجنوبية، نبراسكاوأيوا، ميسوري والنيوي، كذلك أجزاء من سهل كولومبيا. ولا يرجع تطابق توزيع هذه الرسوبيات والمناطق الزراعية بالوسط الغربي وشرقي ولاية واشنطن إلى الصدفة، فإن هذه الرسوبيات تعتبر من أخصب أنواع التُربة في العالم. كما تختلف الرسوبيات الغرينية بالولايات المتحدة وأوروبا عن مثيلاتها بالصين، في كونها نتاج غير مباشر للتجلد، حيث أن مصدرها رسوبيات الجليد المنقول.
فعند انحسار جليد المجالد كانت الرسوبيات الناتجة عن ذوبان الجليد تملآن مجاري الكثير من الأنهار، من ثم ملأت بواسطة الرياح الغربية القوية من السهول الفيضانية العارية، كما ترسَّبت في طبقة رقيقة غطت الضفة الشرقية من الوادي، كما يؤكد منشأها هذا زيادة سُمكها وحجم حبيبات الراسب الغريني عند الجانب المحجوب عن الرياح من مخارج نظام الصرف الصحي الرئيسي بالمجالد. وممَّا يؤكد ذلك أيضاً النقصان السريع في سُمكها بزيادة بعدها عن مجاري الأنهار، زيادة على ذلك أن الحبيبات التي تكون مدببة نتيجة عن التعرية الميكانيكية، المكوّنة للراسب الغريني تُشابه تماماً دقيق الصخر الذي يتكون بفعل الطحن الجليدي.

المصدر: خاطر، نصري ذياب/الجغرافيا الطبيعية/2012.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: