ما هو الفكر المناخي القديم؟

اقرأ في هذا المقال


الفكر المناخي القديم:

لما كانت الظاهرات الجوية تؤثر في حياة الإنسان تأثيراً مباشراً وسريعاً فقد كان من الطبيعي أن يبدأ الإنسان منذ ولادته الأولى في التفكير في هذه الظاهرات، وخصوصاً الظاهرات العنيفة التي كانت تسبب له متاعب وخسائر كبيرة مثل الأعاصير والعواصف الشديدة، وقد أخذ التفكير في الظاهرات الجوية يتطور مع تطور الإنسان وتحضره.
حيث ظهرت في تفسير هذه الظاهرات أفكار متباينة بين أصحاب الحضارات القديمة التي عاشت منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة وأهمها الحضارات المصرية والبابلية والآشورية والصينية والهندية، ولكن الأفكار التي سادت بين أصحاب هذه الحضارات كانت أفكار بدائية وغير مستندة على أي أساس علمي، كما كانت تدور في الغالب حول تفسير بعض الظاهرات الجوية وخصوصاً الظاهرات التي لها علاقة في كل من الزراعة والهجرة والملبس والمأكل وغير ذلك من مظاهر الحياة.
أمَّا التفكير العلمي في الظاهرات الجوية والمناخية فلم يبدأ إلا في عهد الحضارة اليونانية القديمة، حيث كان الفيلسوف اليوناني أرسطو من أبرز المفكرين الذين عالجوا موضوع المناخ، ففي سنة 35 قبل الميلاد ألَّف كتاباً أسماه (المتيورولوجيا) كما درس فيه بعض الظاهرات الجوية دراسة نظرية غير مبنية على القياس، كما تكلم فيه عن الفصول الأربعة وترتيبها على مدار السنة.
وفي نفس الفترة تقريباً كان الهنود يقومون بقياس الأمطار عن طريق أجهزة بسيطة ربما كانت هي أقدم أجهزة قياس المطر في العالم، وقد ساعدهم هذا النشاط على معرفة بعض خصائص حركات الرياح في البحار التي كانت سفنهم التجارية تبحر فيها وأهمها المحيط الهندي وبحار جنوب شرق آسيا حتى أنهم عرفوا نظام هبوب الرياح الموسمية، كما تعلمه اليونانيون عن طريق بعض ملاحيهم الذين اشتركوا في بعض الرحلات التجارية للعرب.
كما أن العرب هم الذين أعطوا لهذه الرياح اسماً الذي أخذت منه كلمة Monsoons الإنجليزية، وفي نفس الوقت كان اليونانيون قد عرفوا ما هي دوائر العرض وعلاقتها بميل أشعة الشمس وما يترتب على ذلك من نزول في درجة الحرارة من دائرة الاستواء نحو القطبين، ولهذا فقد عملوا على تقسيم العالم على أساس هذه الدوائر إلى خمسة نطاقات هي: النطاق الحار بين المدارين، النطاقين المعتدلين بين المدارين والدائرتين القطبيتين، النطاقين الباردين بين الدائرتين القطبيتين والقطبين.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.يوسف عبد المجيد فريد/الأسس العامة للجغرافية/1984.نعمان شحادة/الجغرافية المناخية/1988.


شارك المقالة: