ما هو اللب المركزي للأرض؟

اقرأ في هذا المقال


اللب المركزي للأرض:

كما هو الحال بالنسبة للنطاقات التي تم تناولها بالوصف، فقد تم التحقق من وجود لب مركزي للأرض عن طريق المعلومات الاهتزازية. ولب الأرض الذي يمثل كرة صماء بداخله يبلغ نصف قطرها 3486 كيلومتراً. وهو بهذا الحجم يُعدّ أكبر من كوكب المريخ. ويمثل لب الأض الذي يمتد من الطرف الداخلي للوشاح إلى المركز حوالي سُدس حجم الأرض وما يقارب من ثلث كتلتها.
ويفوق الضغط عند مركز الأرض ضغط الهواء عند سطحها بملايين المرات، كما أن درجات الحرارة هناك قدرت ما بين 3000 و 5000 درجة مئوية. وبعد أن توفرت معلومات اهتزازية أدق وُجِدَ أن اللب يتركب من نطاق خارجي سائل يبلغ سُمكه 2270 كيلومتراً وكتلة داخلية صلبة يبلغ نصف قطرها 1216 كيلومتراً. وإن من خصائص اللب الأكثر أهمية هي كثافته العالية، إذ تزيد كثافته عند الحد الفاصل بينه وبين الوشاح عن عشرة أضعاف كثافة الماء.
وعند المركز تبلغ كثافة اللب أكبر بمقدار 13.5 ضعفاً من كثافة الماء، بحيث تصل إلى الكثافة الهائلة التي حُسبت لمواد اللب. ولا يعتقد بأن المعادن الشائعة بالقشرة من السليكات والتي لها كتلة تتراوح ما بين 26 _ 35 ضعفاً من كتلة الماء يمكن أن يكون لها تراصاً كافياً؛ بحيث الكتلة الهائلة للب. ولذلك فقد أجبرت محاولات عدة لتحديد المواد التي تمتلك هذه الخاصية.
ومن الغريب أن تزوّدنا النيازك بمعلومات هامة عن التركي الداخلي للأرض، حيث أن النيازك هي جزء من النظام الشمسي فيمكن اعتبارها ممثلة للمواد التي تكونت أصلاً منها الأرض، إذ يتراوح تركيبها بين الأنواع المعدنية التي تتألف أساساً من عنصر الحديد وبين النيازك الحجرية المكوّنة من مواد صخرية تشبه إلى حد كبير صُخور البريدوتيت. ونظراً لكون نسبة الحديد في القشرة الأرضية أقل بكثير من وفرته النسبية في الشظايا الآتية من النظام الشمسي، فقد استنتج العلماء من ذلك أن صلب الأرض لا بُدّ أن يكون غنياً بهذه المادة الثقيلة.
وعلاوة على ذلك، فالحديد هو المادة الوفيرة في النظام الشمي التي تمتاز بكثافة مناسبة. ورغم أنه يغلب على اللب التركيب الحديدي إلا أنه يمكن أن يكون نقياً، إذ تشير التجارب إلى أن كثافة الحديد النقي تحت الضغوط الشديدة المشابهة كما هو في اللب تزيد بحوالي 10% عن الكثافة الحقيقية للحديد.

المصدر: علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.عاشور، محمود محمد/أسس الجغرافيا الطبيعية/1997.رضا محمد السيد/المدخل إلى الجغرافيا العامة/2016.


شارك المقالة: