ما هي البراكين المدرعة؟

اقرأ في هذا المقال


البراكين المدرعة:

عندما تندفع اللابة السائلة يأخذ البركان شكلاً مُقبباً قليلاً وعريضاً يُسمَّى بالبركان المدرع. وتتكون البراكين المدرعة أساساً من طفوح اللابة البازلتية وتحتوي على نسبة قليلة فقط من المواد الفلذ بركانية. وفي العادة لا تتعدى زاوية انحدار هذه البراكين بضع درجات على الجوانب ولا تزيد عن 15 درجة عند القمة. كما يتمثَّل ذلك في براكين جُزر هاواي ومونالو الذي يعد أكبر بركان على الأرض (هو واحد من خمسة براكين مدرعة تشكل مجتمعة جزر هاواي).
وتستقر قاعدة هذا البركان فوق قاع المحيط على عمق 5000 متر تحت سطح البحر، بينما يصل ارتفاعه إلى 4170 متر فوق سطح الماء. وقد تطلب بناء هذه الكومة الضخمة من الصُخور البركانية حوالي المليون سنة خلال عدة دورات من الفوران المتكرر. وقد بنيت كثير من الهياكل البركانية الأخرى بنفس الطريقة في أعماق المحيط ومن بينها جزيرة ميدواي وجزر الجالاباجوس.
ويوضح فوران عام 1959 إلى 1960 لبركان كيلاؤوا الدورة النموذجية للفوران الهواوي. ويقع بركان كيلاؤوا على جزيرة هاواي في الطرف الجنوبي الشرقي من بركان مونا الأكبر حجماً. أمّا الكاليديرا التي على قمة بركان كيلاؤوا عبارة عن منخفض بيضاوي الشكل بعمق حوالي 100 متر. ويبلغ طولها 5 كيلو مترات وعرضها 3 كيلو مترات.
ويقع داخل هذه الفوهة منخفض آخر اكثر عمقاً يُسمى حُفرة النار والتي تحتوي من وقت لآخر على بُحيرة من اللابة دائمة الغليان يصل عمقها 400 متر. وإلى جانب كالديرا القمة هذه توجد عدة فوهات تملئ المنطقة المجاورة. وقد ثار بركان كيلاؤوا أكثر من 50 مرة عبر التاريخ. ويشهد على الطبيعة الهادئة لفوران هذه البراكين موقع مرصد بركان هاواي فوق حافة كالديرا القمة.
وقبل سنتين من ثوران عام 1950_1960 اكتشف علماء البراكين عن طريق مقياس الانحراف، أن هناك انتفاخ في منطقة القمة، كما تشير الرجات التي أحدثها صعود الصهير في اتجاة السطح، أن المواد المندفعة انطلقت من عمق يتراوح بين 60 إلى 100 كيلو متر تحت السطح.
وبدأت هذه الصُخور المنصهرة تأخذ طريقها ببطء إلى أعلى وتجمعت في مخازن صغيرة تقع بين 3 إلى 5 كيلو مترات تحت القمة. وقد بدأت المرحلة الاولى لفوران 1959_1960 في شهر نوفمبر عام 1959 في كيلاؤوا ايكي، هي فوهة تقع شرقي كالديرا القمة.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.محمد صبري/مبادئ الجغرافيا الطبيعية/2007.


شارك المقالة: