ما هي العيون المائية الساخنة؟

اقرأ في هذا المقال


العيون المائية الساخنة:

ترتفع درجة حرارة العيون الساخنة من 6 درجات مئوية إلى 9 درجات مئوية، عن المعدل السنوي لدرجة حرارة الهواء الجوي بمنطقة تواجدها. وتوجد أعداد هائلة من هذه العيون في مناطق عدة من العالم، حيث تبلغ في بعض البلدان الألف في عددها. ولقد تبيَّن من التنقيب عن المعادن ومن آبار النفط أن درجة الحرارة تزيد بزيادة العمق، وذلك بمعدل درجتين مئويتين كل مائة متر.
فإن المياه المارّة بطبقات على أعماق كبيرة ترتفع درجة حرارتها وقد تصل المياه ساخنة إلى السطح. وتزيد درجة الحرارة في مثل هذه الحالات بمعدل 2 درجة مئوية في كل 100 متر؛ أي عند وصول المياه إلى أعماق كبيرة ترتفع درجة حرارتها وعند وصولها إلى السطح تخرج على شكل عيون ساخنة. وقد وجد مثلاً في شرقي الولايات المتحدة الأمريكية أن العيون الساخنة تتم عملية تسخين مياهها بهذه الطريقة.
غير أن 95 في المائة من العيون الساخنة (الحمّات) في تلك البلاد تتواجد في غربها. والسبب في هذا التوزيع أن مياه هذه العيون تستمد حرارتها من عملية التبريد التي تمر بها الصُخور النارية في تلك المناطق. كما أن الحمّات نوع من أشكال العيون الساخنة أو النافورات التي تدفع بقوة وعلى فترات أعمدة من الماء، غالباً ما تتراوح في ارتفاعها بين 30 و 60 متراً.
وبين فترات توقف دفع الماء ينطلق عمود من البخار، عادة ما يكون مصحوباً بقرقعة. أمَّا أشهر الحمّات في العالم فقد تكون حمّة منتزه الييلوستون بأمريكا والتي تندفع تقريباً كل ساعة. كما توجد الحمّات بأماكن أخرى من العالم مثال نيوزلندا وايسلندا تحت تسميات تختلف، لكنها تعني في مجملها المتدفقات. وتتكون الحمّات بتسخين المياه الباطنية في تجويف أرضي تكون المياه في قاعها تحت ضغط مرتفع، بفعل تأثير ضغط المياه التي تعلوها وبالتالي يلزم لغليانها درجة حرارة أعلى من درجة مئوية.
فمثلاً عند قاع أحد التجويفات البالغ عمقها 300 متر يلزم لغليان الماء درجة حرارة تبلغ 230 درجة مئوية. وحيث أن ارتفاع درجة الحرارة ينتج عنه تمدد الماء وبالتالي وصوله إلى السطح تحت ضغط أقل، فإنه يتحول فوراً إلى بخار ماء متدفق كحّمة. وبعد ذلك تتسرب المياه الجوفية الباردة إلى التجويف الأرضي مرة أخرى لتبدأ الدورة من جديد.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.‮محسوب، محمد صبري/مبادئ الجغرافيا الطبيعية/7002.


شارك المقالة: