ما هي الرسوبيات الحياتية والمائية؟

اقرأ في هذا المقال


الرسوبيات الحياتية والمائية:

إن الرسوبيات الحياتية تتكوَّن من أصل بقايا أحياء بحرية أو نباتية. وغالباً ما تتكوَّن هذه الرسوبيات بتراكم بقايا أحياء مجهرية تعيش بالمياه المشمسة القريبة من سطح المحيط. وتتراكم بقاياها على سطح المحيط فيما يشبه قطرات الماء المتساقطة في يوم ممطر. والردغة الكلسية أشهر الرسوبيات الحياتية انتشاراً وهذه الرسوبيات المخزنة من كربونات وكالسيوم وهي من نتاج أحياء تعيش بالقرب من سطح المياه الدافئة.
وتبدأ الجزيئات الكلسية بالذوبان عند نزولها ببطء إلى القاع خلال الماء البارد؛ وذلك لأن الماء البارد يحتوي على كمية أكبر من ثاني أكسيد الكربون؛ أي أنه أكثر حامضية من الماء الدافئ. وعند الأعماق التي تزيد على 4500 متر تذوب الأصداف الكلسية قبل وصولها إلى القاع، وبالتالي لا تتراكم الردغة الكلسية بالأحواض الرسوبية العميقة.
والردغة السيلكية والمواد الغنية بالفوسفات أمثلة أخرى على الرسوبيات الحياتية، فرسوبيات الردغة السيلكية تتكوَّن من هياكل أو طحالب وحيدة الخلية والشعاعيات وهي حيوانات وحيدة الخلية، أمَّا المواد الغنية بالفوسفات فتنتج من بقايا العظام والأسنان وحراشف السمك وبقايا الأحياء البحرية الأخرى. والرسوبيات المائية تتكوَّن من معادن يتم تبلرها من ماء البخر مباشرة بواسطة عدة طرق كيميائية ومثال ذلك بعض صخور الحجر الجيري.
فبالرغم من أن معظم هذه الصُخور من أصل حياتي، إلا أن بعضها يتكون بالترسب المباشر لمعدن الكلسيت. ومن أشهر الأمثلة للرسوبيات المائية ومن أهمها اقتصادياً عجيرات المنجنيز، وهي عجيرات سوداء تتكوَّن ببطء على قاع المحيط من خليط معقد لعدة معادن. وفي الحقيقة فإن معدل تكوّنها يعتبر من أبطأ التفاعلات الكيميائية المعروفة. وبتحليل المواد المشعة المتواجدة ضمن تركيبة هذه العجيرات، فقد وجد الباحثون أن معدل نموَّها يتراوح بين 0.001 و 2.0 ملليمتر خلال 1000 سنة.
ويتواجد المنجنيز مبعثراً بكميات كبيرة على أجزاء من قاع المحيط، بينما قد لا يوجد له أثر في أجزاء أخرى. هذا وقد وجدت علاقة بين تواجده ومعدل الترسيب، فقد وجد أن العجيرات يتم ردمها وتوقف نموها إذا ما كان معدل الترسيب مرتفعاً (يزيد على 7 ملليمترات في 1000 سنة)، حيث أن معدل نمو العجيرات بطئ جداً فلماذا لا يتم دفنها عند معدلات الترسيب التي تقل عن 7 ملليمترات في 1000 سنة؟
ويقترح بعض العلماء بأن الحيوانات التي تعيش على القاع لها دور في حفظ العجيرات من الدفن؛ وذلك عن طريق إثارة الكائنات الحافزة للرسوبيات من حولها؛ ممَّا يدفعها إلى أعلى قليلاً ويساعد بالإضافة إلى استهلاك بعض هذه الحيوانات للرسوبيات الجديدة على منع ردم العجيرات.

المصدر: رضا محمد السيد/المدخل إلى الجغرافيا العامة/2016.عاشور، محمود محمد/أسس الجغرافيا الطبيعية/1997.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: