ما هي جيومورفولوجية الصخور الجيرية؟

اقرأ في هذا المقال


جيومورفولوجية الصُخور الجيرية:

يُعتبر الصخر الجيري رسوبياً، حيث يتكوَّن من بلورات كلسية مُتداخلة، فيُشكّل مع صخر الدولومايت ما بين 5% إلى 15% من الوزن الكلي للصخور الرسوبية، بينما يُغطّي نحو 12% من مساحة اليابس.
ورغم انخفاض مساميته بنسبة 10% فإنه يمتاز بارتفاع نفاذيته، بفعل نظام المفاصل وأسطح التطبق المتطورة. ويفسّر ذلك فقر الأراضي الجيرية بمصادر المياه السطحية وغناها بالمياه الجوفية؛ ممّا يؤهلها لتطوير طبوغرافية الكارست بدرجة تزيد عن أي صخر آخر بأكثر صلابة ومقاومة للتجوية كصخر الغرانيت، أو أن تكون هشَّة وشديدة القابلية للهدم وتفتقر إلى أي نظام للمفاصل أو أسطح التطبق، كالطباشير والذي يشترك مع الصخر الجيري في تركيبه الكيماوي.
ويخضع الصخر الجيري في الأقاليم الرطبة إلى عملية الكربنة، التي تحوّله بالتفاعل مع حامض الكريونيك إلى بايكربونات الصوديوم، حيث تتركَّز هذه العملية في مناطق الضعف الصخري (المفاصل وأسطح التطبق)، فإن جملة من أشكال الأرض الكارستيه تتطوَّر إمّا على السطح أو في الطبقات الصخرية السفلية. وهي:

  • أشكال الكاريست السطحية: تشتمل طبوغرافية الكاريست السطحية على عدة أشكال أرضية منها:
    • الخرافيش: وهي عبارة عن شقوق متوسعة تنتشر على سطح الصخور الجيرية وتتبع اتجاهات المفاصل السطحية، التي تتعرَّض للتعميق والوسع بفعل عملية الكربنة. وتتكوَّن عادة من كتل صخرية مستقيمة الجوانب تتراوح أبعادها ما بين المتر والمترين، تفصل فيما بينها حزوز قد يصل عُمقها إلى 5 أمتار بينما يبلغ اتساعها 60 سم.
    • الحُفر البالوعية: تزداد فاعلية الكربنة حيث تتقاطع المفاصل على السطح؛ ممّا يؤدي إلى اتساعها وبالتالي انخفاض منسوب السطح؛ بحيث تتحوَّل هذه التقاطعات المفصلية إلى معابر للماء المتسرّب وغالبا ما تتطوَّر إلى الشكل الدائري، البيضاوي والقمعي.
      وفي حالة هطول الأمطار الغزيرة سرعان ما تتجه المياه السطحية الناتجة عنها، نحو هذه الحفر لتتسرَّب عبر المفاصل وأسطح التطبق السفلية. وقد تستمر هذه الحفر في تطورها وتصبح على شكل حفر إذابة أو على شكل حفر انهيارية في حالة انهيار سطحها، بفعل تعرّض الطبقات الصخرية السفلى إلى عمليات الكربنة والإذابة المركزة.
    • الأعمدة المسننة: حيث تتطوَّر الأعمدة المسننة الصغيرة الحجم؛ بسبب الإذابة المُتغايرة على السطح، ففي المراكز الضعيفة من الصخر تتغلغل عملية الإذابة إلى أعماق مختلفة، بينما تبقى الأجزاء السطحية الصلبة قائمة فوق السطح على شكل أعمدة. وتبرز هذه الأعمدة أثر انجراف بقايا الإذابة من التُرب بواسطة الأمطار والمياه الجارية.
  • أشكال الكاريست السُفلية: تتضمن بشكل رئيسي الكهوف وأشكال تجمعات وترسبات الترافيرتين الكهفي المختلفة: الصواعد، النوازل، الأعمدة، الحلزونيات.

المصدر: أحمد الجوابرة/إنجراف التربة/1995.حسن أبو العينين/الإقيانوغرافيا/1967.حسن أبو العينين/أصول الجيومورفولوجيا/1966.


شارك المقالة: