ما هي رياح الأعالي؟

اقرأ في هذا المقال


رياح الأعالي:

لو قمنا بالنظر للهواء بأبعاده الثلاثة فإننا سنرى أنه مثلما هناك رياح سطحية فإن هناك رياح في كل المستويات ارتفاعاً إلى التروبوبوز، وهذه الرياح تلعب دوراً مهماً في المظاهر الطقسية وبالتالي تؤثر على مناخ المنطقة، وتُسمَّى رياح الأعالي باسم المستوى الذي تهب فيه، فهناك رياح المستوى 1000 مليبار والمستوى 850 والمستوى 700 والمستوى 500 والمستوى 300 والمستوى 200 والمستوى 100 مليبار، وسميت هذه المستويات باسم قيمة الضغط ارتفاعاً من سطح الأرض.
فالمستوى 1000 مليبار هو مستوى سطح الأرض، بينما المستوى 700 مليبار هو المستوى الذي يقع على ارتفاع 3000 متر كمعدل، وكلما قلت قيمة الضغط زادت قيمة الارتفاع، اكتشف روزبي في الأربعينيات من هذا القرن أن حركة الرياح الموجودة في طبقات الجو العليا تكون مثل الأمواج، وإن الرياح غربية في اتجاهها، وأن القوى المؤثرة على اتجاه الرياح هي ثلاثة: وهي منحدر الضغط، قوة الانحراف، الاحتكاك.
ولأنه لا يوجد احتكاك في طبقات الجو العليا، لذلك فإن هناك قوتان تؤثران على اتجاه الرياح في الأعلى وهما منحدر الضغط، قوة الانحراف، فإن رياح الأعالي سيكون اتجاهها غربي أي أنها تأخذ اتجاه وسط بين منحدر الضغط وقوة الانحراف، لذلك ستسير الرياح بين خطوط الضغط المتساوي بدلاً من أن تقطعها، حيث يكون الضغط الواطئ إلى شمالها والعالي يكون إلى جنوبها في نصف الكرة الشمالي مثال على ذلك الدورة الهوائية في أعلى التروبوسفير حيث نلاحظ تطور الحركة الموجية في الأعالي من الشكل القليل التعرج (Waves) إلى الشكل المتعرج، ومن ثم إلى تقطع الدورة إلى خلايا.
ولأن هناك تداخل بين كتل الهواء الدافئ المداري وكتل الهواء البارد القطبي فإن أنظمة الضغط العليا ستبدو متعرجة ومفتوحة، ليس كأنظمة الضغط السطحية التي تكون مغلقة على نفسها، أي أن منظومة الضغط الواطئ ستبدو على شكل أخدود (Trough) بينما ستبدو منظومة الضغط العالي على شكل انبعاج (Ridge)، وعليه فإن الرياح ستهب بموازاة خطوط الضغط المتعرجة مع اتجاه عقرب الساعة حول الضغط العالي وعكس اتجاه عقرب الساعة حول الضغط الواطئ في نصف الكرة الشمالي، والعكس صحيح في نصف الكرة الجنوبي.
إن من أهم ما يميز رياح الأعالي وجود التيار النفاث، حيث يعرف بأنه خلايا ضيقة من الهواء الشديد السرعة يوجد ضمن رياح الأعالي الغربية، ففي الوقت الذي تكون فيه رياح الأعالي ذات سرعة تتراوح بين 50 – 100 كم/ساعة، فإن سرعة الهواء في التيار النفاث تكون بين 150 – 300 كم/ساعة مع سرعة قد تتجاوز 400 كم/ساعة وعلى ارتفاع 12 كم.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.


شارك المقالة: