ما هي صفات الكتل الهوائية؟

اقرأ في هذا المقال


صفات الكتل الهوائية:

الكتلة الهوائية لها صفاتها الخاصة بها، وقد تختلف نفس الكتلة في صفاتها بين الصيف والشتاء. ويلاحظ أن الكتلة الهوائية المدارية القارية أكثر حرارة من الكتلة المدارية البحرية. وإن ارتفاع حرارة الكتلة المدارية القارية عن حرارة الكتلة المدارية البحرية يعود إلى أن اليابس يسخن أسرع من الماء، كما أن الماء مهما سخن لا يصل إلى درجة حرارة اليابس. وبنفس المقياس فإن الكتلة القطبية القارية أبرد من الكتلة القطبية البحرية. أمَّا الرطوبة فإن الكتلة البحرية سواء أكانت مدارية أو قطبية فإنها تحمل بخار ماء أكثر من الكتلة القارية.
والسبب معروف، فإن نشوء الكتل البحرية فوق المسطحات المائية يسمح لها بحمل كميات كبيرة من بخار الماء لتوفره، بينما الكتل القارية فإنها لا تحمل إلا القليل. والكتل الهوائية المدارية تحمل بخار ماء أكثر من الكتل القطبية. والسبب يعود إلى أن الهواء الدافئ أكثر مقدرة على حمل بخار الماء من الهواء البارد، حتى أن الكتلة المدارية القارية تحمل بخار ماء أكثر من الكتلة القطبية البحرية، لذلك فإن الظروف الطبيعية إذا ساعدت على سقوط أمطار، فإن أمطار الكتل المدارية أغزر من أمطار الكتل القطبية.
ولاحظ أنه لا وجود للكتل المتجمدة البحرية، فالسبب في ذلك يعود إلى أن السطوح الثلجية التي تتكوَّن فوقها الكتل المتجمدة سواء أكانت بحرية أو قارية، فإنها سطوح متجمدة لا تزوَّد الهواء ببخار الماء؛ ممَّا يجعل الهواء جافاً جداً وكذلك بارداً، فالماء المتجمد الذي تتكون فوقه هذه الكتل لا يساعد على تلطيف درجة الحرارة ولا تزويد الهواء ببخار الماء، فإن الكتل الهوائية المتجمدة إذا ما تحرَّكت فإنها تؤدي إلى خفض شديد في درجة الحرارة وكذلك هواء شديد الجفاف. كما يلاحظ كذلك أن لا وجود للكتل الهوائية الاستوائية القارية، فالمنطقة الاستوائية التي تتكوَّن فوقها الكتل الهوائية أمَّا بحرية أو يابس شديد الرطوبة لغزارة الأمار، أو مناطق غابات كثيفة؛ ممَّا يؤدي إلى رطوبة عالية في الهواء بسبب النتح من النبات.
فالسطوح اليابسة في المناطق الاستوائية تشبه مسطح مائي تستطيع تزويد الهواء بكل ما يحتاجه من بخار ماء. والكتل الهوائية بكل أنواعها تتعرَّض إلى تعديلات على درجة حرارتها وكمية الرطوبة فيها، إذا تحركت من منطقة المنشأ إلى أية منطقة أخرى. وتزداد هذه التعديلات كلما قطعت الكتلة مسافات أكبر، بل إن بعض الكتل قد تفقد كل صفاتها الأصلية وتصبح كتلة مختلفة عن الكتلة الأصلية.
فالكتلة الهوائية القطبية مثلاً إذا تحركت إلى منطقة أدفى، فإنها باستمرار ستكسب حرارة من المناطق التي تمر فوقها وبذلك تتعدل درجة حرارتها، نفس الحال ينطبق على الكتلة المدارية. أمَّا إذا تحرَّكت الكتلة الهوائية إلى مناطق ابرد من منطقة النشوء، فإنها ستفقد من حرارتها إلى السطح الموجود أسفل منها؛ ممَّا يجعل الهواء بعد أن يقطع مسافة أبرد ممَّا كان علية في المنشأ. ولذلك عند البحث عن الكتل الهوائية وصفاتها لا بُدّ من أخذ موضوع التعديل الذي يطرأ على الكتلة بعين الاعتبار.

المصدر: علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: