ما هي طبيعة قاع المحيط وانفراجه؟

اقرأ في هذا المقال


طبيعة قاع المحيط وانفراجه:

وضع هاري هيس من جامعة برنستون أسس نظرية انفراج قاع المحيط في أوائل الستينات من هذا القرن. وباستعمال غوّاصة الأعماق تمكّن العلماء فيما بعد من إثبات نظرية هيس، التي أشار فيها إلى أن قاع المحيط يتعرَّج عند نطاق ضيق بقمة مرتفعات وسط المحيط. وقد وجد أن عرض هذا النطاق يقتصر على حوالي كيلومتر واحد يرتفع شرقي المحيط الهادي، بينما يمتد عشرات الكيلومترات بمرتفع وسط المحيط الأطلسي.
وعند تباعد الألواح المحيطية يبرز الصهير من خلال نطاق التشقق حديث التكوين لملء المسافة بينها، مكوّنة جزءاً جديداً من قشرة المحيط. وتعمل هذه الظاهرة المستمرة على تكوين أجزاء جديدة من القشرة الأرضية عند قمم مرتفعات قاع المحيط، من ثم نقلها بعيداً على هيئة أحزمة ناقلة. وبدراسة أجزء من متفعات قاع المحيطات بالتفصيل وجد أنها تختلف في سرعة انفراجها.
فمثلاً تبلغ سرعة انفراج قاع المحيط حول مرتفع المحيط الهادي حوالي سنتيمترات في السنة، حيث تصل أقصى قدره سنتيمترات في السنة بالقرب من جزيرة إستر، بينما لا يتعدى انفراج قاع المحيط الأطلسي سنتيمترات في السنة. ويظهر أن معدل الانفراج يؤثر في شكل المرتفع. وتعزى طبوغرافية مرتفع وسط المحيط الأطلسي الشديد التجعد وضخامة حجم وادي الغور المركزي إلى بطئ حركة تمدده.
وبالعكس من ذلك فقد أدت سرعة حركة انفراج قاع المحيط عند مرتفع شرقي المحيط الهادي إلى قلة تجاعيده، وإلى غياب وجود وادي صدعي مميز لمعظم أجزاءه. وبالرغم من هذا الاختلاف فإنه يسود الاعتقاد بأن جميع نظم مرتفعات وسط المحيط تكون قيعاناً بحرية جديدة وبنفس المنوال. وبالرغم من أن معظم أزاء القشرة المحيطية تتكون بعيداً عن الأعين، فإن العلماء قد تمكَّنوا من الحصول على عينات منها بمواقع تشمل نيوفاوندلاند وقبرص وكاليفورنيا.
ومن دراسة هذه العينات اتضح أن قاع المحيط يتكون من ثلاثة طبقات؛ الطبقة العليا تتكوَّن من وسائد بازلتية. وتتكون الطبقة الوسطى من مجموعة من الجذذ القاطعة المتصلة والتي تعرف بالجذذ الصفائحية. أمَّا الطبقة الثالثة فتتكون من الجابرو وهو يعادل البازلت بمكونات حبيبية خشنة نتيجة لتبلّرها عند أعماق كبيرة، حيث يُسمَّى هذا التسلسل الصخري بمركب الأفيوليت.

المصدر: عاشور، محمود محمد/أسس الجغرافيا الطبيعية/1997.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: