ما هي طريقة نقل الرياح للرسوبيات؟

اقرأ في هذا المقال


طريقة نقل الرياح للرسوبيات:

تستطيع الرياح المتحركة رفع الحُطام الصخري غير المتماسك ونقله من مكان لاَخر، شأنها شأن المياه الجارية. وتتحرَّك الرياح بشكل مضطرب كما هو الحال بالجداول والأنهار. وتزيد سرعتها كلما زاد ارتفاعها عن سطح الأرض. وتقوم بنقل الرسوبيات الدقيقة وهي معلقة بينما تنقل الأحجام ثقلاً كحمولة أرضية. وهناك اختلافان مهمان بين طرق النقل بالرياح والمياه؛ الأول أن كثافة الرياح أقل من كثافة الماء، فهي أقل قدرة على رفع ونقل الأحجام الكبيرة، أمّا الثاني أن الرياح غير محصورة في مجاري معينة وتستطيع الانتشار على مساحات واسعة وعلى ارتفاع كبير بالهواء الجوّي.
ولقد أثبتت المشاهدة والتجارب الحقلية باستعمال أنفاق الرياح، أن الرمال هي حمولة الرياح الأرضية وتنتقل بواسطة القفز وتُسمَّى هذه الوسيلة بالوثب وتبدأ حركة الحبيبات عند وصول الرياح إلى سرعة تكفي لتخطي سكونها. وفي البداية تتدحرج الحبيبات على السطح حتى تصدم بحبه أخرى؛ ممَّا يؤدي إلى قفزها في الهواء حيث يتم دفعها إلى الأمام بواسطة الرياح إلى أن تهبط ثانية تحت تأثير الجاذبية. وعند ارتطامها بالأرض إمَّا أنها تعود للقفز مرة أخرى أو أنها تدفع مرة أخرى إلى الهواء.
وهكذا في وقت قصير تبدأ سلسة من الوثبات لتدفع بكمية كبيرة من الرمال إلى الحركة. وحبوب الرمال المتحركة وثباً لا تنتقل بعيداً عن سطح الأرض، فحتى في حالة الرياح القوية فإن ارتفاعها لا يتعدى المتر. أمَّا في الظروف العادية فإن ارتفاعها لا يتجاوز النصف متر. أمَّا الأحجام الأكبر التي لا تستطيع الحبوب الأخرى الواثبة رفعها من سطح الأرض، فإنها تعمل على دفعها للأمام دون رفعها.
أمَّا بالنسبة للحمولة المعلقة على عكس حمل الرياح الرمال، فإنه يمكنها أن تحمل الغبار إلى ارتفاعات شاهقة بالغلاف الجوي، حيث أن الغبار بصورة عامة يتكوَّن من جزيئات مفلطحة ذات مساحة سطحية كبيرة بالنسبة إلى وزنها، فإن اضطر الرياح يعمل على معادة شد الجاذبية؛ ممَّا يؤدي إلى بقائها معلقة مدة طويلة. وبالرغم من أن كلاً من الغرين والطين يمكن نقل حبيباتها بحمولة معلقة، إلا أن الغرين يمثل معظم مكونات الحمولة المعلقة، حيث أن التعرية الكيميائية في الصحاري ينتج عنها كميات ضئيلة من الطين.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.عاشور، محمود محمد/أسس الجغرافيا الطبيعية/1997.


شارك المقالة: