ما هي فصول الهند الموسمية؟

اقرأ في هذا المقال


فصول الهند الموسمية:

إن الرياح الموسمية لو كانت نتيجة التسخين فقط فمن المفروض أن تكون مواعيد تقدمها وانسحابها دقيقة جداً، ولكن يلاحظ أن مواعيد التقدم والانسحاب تتأخر أو تتقدم في مواعيدها عدة أسابيع، ومن خلال الدراسات في هذا المجال تبين أن تقدمها يتأثر كثيراً بموقع التيار النفاث شبه المداري، حيث يكون موقعه جنوب جبال الهيمالايا خلال فصل الشتاء، فإذا تأخر انسحاب هذا التيار إلى موقعه الصيفي فوق هضبة التبت فإن الرياح الموسمية يتأخر موعد تقدمها إلى الهند.
كما وجدت دراسات أخرى بينت بأن التقدم للرياح يرتبط كذلك باكتمال تطور التيار النفاث الشرقي الذي يتكون فوق جنوب شرق أسيا ويمتد ليصل إلى سواحل شرق أفريقيا، كما أن الأمطار التي تسقط صيفاً على الهند ليست كلها نتيجة الرياح الموسمية وإنما قسم منها يعود إلى الاضطرابات الطقسية التي تحدث في المنطقة وخاصة الأمطار التي تنتج عن تراجع الرياح الموسمية، كما تبين بأن هذه الأمطار تتأثر بالأعاصير المدارية التي تحدث فوق خليج البنغال، حيث تقسم السنة في الهند إلى ثلاثة فصول مختلفة بعضها عن البعض وهذه الأقسام هي:

  • الفصل البارد ويمتد من تشرين الأول إلى آذار: ففي الفصل البارد بشكل عام يسيطر الضغط العالي في وسط آسيا والضغط العالي شبه المداري جنوب الهند على المناخ، لذلك تكون الرياح التجارية الشمالية الشرقية من اليابس هي المسيطرة على شبه القارة، ممَّا يُحدث طقساً بارداً نسبياً؛ وذلك بسبب تسلل هواء بارد من وسط أسيا، فتقل الأمطار أو تنعدم في وسط الهند، حيث تكون السماء فيها غالباً خالية من الغيوم.
    بينما تتأثر المناطق الشمالية الغربية بالمنخفضات الجوية التي غالباً ما يكون مصدرها البحر المتوسط وتؤدي إلى سقوط أمطار متوسطة الكمية على الشمال الغربي وشمال الهند حيث تتراوح بين 25-125 ملم، معظمها على شكل ثلوج في المناطق الجبلية، كما أن درجات الحرارة في هذا الفصل تكون معتدلة إلى باردة في الشمال حيث تتراوح بين 10-13درجة مئوية، معتدلة في الوسط حيث تتراوح بين 13-21 درجة مئوية ودافئة في الجنوب، حيث تتراوح بين 21-25 درجة مئوية.
  • الفصل الحار ويمتد بين شهري آذار وحزيران: تنتقل الشمس في هذه الفترة إلى شمال خط الاستواء، ممَّا يرفع كثيراًمن درجة الحرارة، كما أن توقف تسلل الرياح الشمالية بسبب ضعف الضغط العالي القطبي على أسيا وعمودية الشمس على الهند وعدم وصول الرياح الموسمية بعد تكون من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الارتفاع في درجة الحرارة، كما تكون السماء صافية من الغيوم وتكثر العواصف الترابية نتيجة جفاف التُربة والهواء، فترتفع الحرارة إلى 40 درجة مئوية في شمال غرب الهند وقد ترتفع الحرارة إلى 49 درجة مئوية.
    أمَّا في وسط الهند فإن الحرارة تتراوح بين 29 درجة مئوية في نيسان 35 درجة مئوية في آيار، وتبقى بعض المناطق الشمالية من الهند خاصة في آذار ونيسان تتعرض لبعض المنخفضات الجوية المسببة لسقوط بعض الأمطارـ حيث أن ارتفاع الحرارة في هذه الفترة هو المسؤول عن انخفاض الضغط الجوي فوق شبه القارة.
  • الفصل المطير ويمتد بين حزيران وتشرين الأول: في هذا الفصل ترتفع درجة الحرارة في البداية، ممَّا يسمح بتكامل الضغط الخفيف على شبه القارة، وبالرغم من تكون بعض الغيوم في النهار بسبب التسخين إلا أنها غالباً لا تسقط منها الأمطار، وفي حزيران يبدأ هبوب الرياح الموسمية على أقصى الجنوب، وما تلبث هذه الرياح أن تجتاح الهند كلها عند منتصف تموز، تسقط في هذا الفصل حوالي 85% من أمطار الهند لذلك فإن حياة الهند تعتمد على أمطار هذا الفصل.
    إن تجمع الغيوم في السماء في هذا الفصل تكون المسوؤلة عن انخفاض درجة الحرارة في هذا الفصل عن الفصل السابق، فلا تتجاوز درجة الحرارة في هذا الفصل عن ال 29 درجة مئوية ممَّا يجعلها في أغلب المناطق معتدلة قياساً لحرارة الفصل السابق، وتستلم المناطق الجبلية في هذا الفصل أكثر الأمطار غزارة حيث أن التضاريس الجبلية تعمل على رفع الهواء غير المستقر، ممَّا يسمح بتساقط الأمطار يومياً تقريباً على هذه المناطق.
    لذلك سنجد أن أكثر بقاع الأرض مطراً تقع في جبال الهملايا، ففي تشيروبونجي التي تستلم كمعدل حوالي 11٬430 ملم تعتبر أكثر بقاع الأرض مطراً، ولابد من القول أن أمطار هذا الفصل ليست غزيرة في جميع السنوات، فهناك بعض السنوات تكون الأمطار فيها خفيفة، ممَّا يسبب جفافاً عاماً أو جزئياً في مناطق الهند المختلفة.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: