ما هي ملامح الصخور الرسوبية؟

اقرأ في هذا المقال


ملامح الصخور الرسوبية:

إن للصُخور الرسوبية أهمية خاصة في استنباط تاريخ الأرض، فهي تتكون عند سطح الأرض في طبقات وكل طبقة تُسجل طبيعة البيئة التي ترسبت فيها وقت ترسيبها. وهذه التراكمات التي تُسمَّى طبقات تمثل الخاصية الوحيدة المميزة للصُخور الرسوبية. ويتراوح سُمك الطبقات بين المجهرية وبين عشرات الأمتار. وتفصل الطبقات عن بعضها البعض مستويات طبقية، حيث أنها سطوح منبسطة تنفصل أو تنقسم عبرها الصُخور.
ويمكن أن تنشأ المستويات الطبقية نتيجة للتغيرات التي تحدث في حجم الجبيبات أو في تركيب الرواسب المتراكمة. ويمكن أن تسبب التوقف في الترسيب واستئنافة مرة أخرى في تكوين طبقات؛ نظراً لأن الاحتمال ضئيل في تكون الرواسب اللاحقة مطابقة تماماً لما سبقها. وغالباً ما يفصل المستوى الطبقي بين نهاية ترسب معين وبداية ترسب اَخر.
حيث أن الرواسب تتراكم عادة على هيئة جزيئات تتجمع من سائل، فإن معظم الطبقات تتراكم في وضع أفقي. ولكن هناك حالات لا تأخذ فيها الرواسب وضعاً أفقياً. وفي بعض هذه الحالات عندما نفحص طبقة رسوبية معينة نجد أن لها طبقية مائلة بزاوية كبيرة عن الوضع الأفقي. ويُسمى هذا النوع من الطبقية بالطبقية المتقاطعة. وهي خاصية توجد في الكثبان الرملية ودلتا الأنهار.
وتمثل الطبقية المتدرجة نوعاً اَخر خاصاً من أنواع الطبقية. وفي هذه الحالة يتغير حجم الحبيبات تدريجياً في طبقة رسوبية واحدة من حجم خشن عند القاع إلى حجم دقيق عند القمة. وتمثل الطبقية المتدرجة التراكم السريع من مياه تحتوي على رواسب ذات أحجام مختلفة. وعندما يفقد التيار المائي سرعته فجأة فإن الحبيبات التي تكون كبيرة تترسب في البداية، ثم تتبعها حبيبات أصغر فأصغر على التوالي.
ويقترن وجود الطبقية المتدرجة عادة بالتيار العكر، حيث أنه حالة من الماء المُحمل بالرواسب بحيث تزيد كثافته عن كثافة المياه الصافية ويتحرك إلى أسفل المنحدرات في قيعان البحيرات والمحيطات. ويمكن استقراء أمور كثيرة من خلال فحص العلماء للصُخور الرسوبية. فالرصيص مثلاً، يمكن أن يدل على بيئة ذات نشاط مرتفع، كما هو الحال بالنسبة للمجاري المائية السريعة، حيث لا يمكن أن تترسب سوى المياه الخشنة. وتوجد في الصُخور الرسوبية ملامح أخرى تبيّن أن هناك بيئات قديمة كانت سائدة. وأحد هذه الملامح هي علامات النيم.

المصدر: علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.ديار حسن كريم/الجغرافيا البيئية/2015.ضياء عبد المحسن محمد/الجغرافيا البولويتيكية/2016.


شارك المقالة: