متحف المدرب الوطني في البرتغال

اقرأ في هذا المقال


لشبونة هي واحدة من أكثر العواصم المحبوبة على الفور في أوروبا، حيث إنها تقع في أقصى الواجهة الغربية لأوروبا القارية، وتتشبث المباني الفسيفسائية ذات الأسقف المصنوعة من الطين المطلي بفخامة وتواضع بتلالها السبعة، كما أنها تحتوي على العديد من المتاحف الأثرية والسياحية، ومن أهم هذه المتاحف متحف المدرب الوطني والذي يضم واحدة من أهم مجموعات العربات التي تجرها الخيول في العالم من القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر، مما يجعله واحداً من الأماكن السياحية الممتعة التي يُنصح الزوار بزيارتها والاستمتاع بمناظره ومبانيه ودقة تصميمه.

ما لا تعرفه عن متحف المدرب الوطني

يقع هذا المتحف في مدرسة قديمة للفروسية، وقد تم افتتاحه في الثالث والعشرين من شهر مايو لعام 1905 للميلاد، وذلك من قبل الملكة أميليا من أورليانز وبراجانكا، وهي أميرة فرنسا المتزوجة من الملك كارلوس الأول ملك البرتغال، حيث إن الهيكل الحديث البسيط هو أكثر من مجرد متحف؛ إذ أنه يوفر مساحة للمرافق العامة للمدينة، وفي الوقت الحاضر يعد المتحف أحد أكثر المتاحف شعبية في لشبونة.

هذا وقد يتميز المتحف ببعض المركبات التي تجرها الخيول الجديرة بالملاحظة للغاية، خاصة تلك التي تخص فيليب الثاني ملك إسبانيا (1581 – 1598)، وهي تعد من أقدم المجموعات التي ظهرت في المتحف، إلى جانب ذلك فقد يضم المتحف أيضًا ثلاث عربات تخص البابا كليمنت الحادي عشر، حيث تم تصنيع هذه المركبات في روما عام 1715 للميلاد، كما تم تصميمها على الطراز الباروكي الإيطالي، كما أن هناك واحدة من هؤلاء المدربين الثلاثة تبرز وقد أعطيت للبرتغال جون الخامس (الصورة على اليمين).

مقتنيات متحف المدرب الوطني

كما يحتوي المتحف أيضًا على العديد من اللوحات وغيرها من المقتنيات المثيرة للاهتمام والتي تعود إلى نفس الفترة، وعلى الرغم من أن متحف المدرب الوطني هو متحف صغير إلا أنه متحف فريد وساحر ومثير للدهشة والاهتمام، حيث إنه من المتاحف التي تستحق الزيارة، ويعد هذا المتحف أحد أكثر المتاحف إثارة للدهشة في مدينة لشبونة.

إضافة إلى ذلك فقد يضم المتحف مجموعة فريدة من نوعها في العالم تتكون من مركبات من القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر بما في ذلك الحافلات والعربات وكراسي السيدان والعربات، حيث إن جمعيها مزينة بأسلوب غني وغزير، وهذا يجعله أكثر المتاحف زيارة في لشبونة إن لم يكن في البرتغال بأكملها.

وللاحتفال بالذكرى السنوية الـ 110 للمدينة فقد تم نقل المتحف إلى مبنى جديد تمامًا، حيث كان قد صممه المهندس المعماري البرازيلي باولو مينديز دا روشا، إلى جانب ذلك فقد يضم المتحف أيضًا عرضًا خاصاً لعربات الإطفاء التاريخية.

بناء متحف المدرب الوطني

تم الانتهاء من بناء هذا المتحف ليصل إلى شكله الحالي في شهر مايو لعام 2015 للميلاد، لكن مبنى المتحف كان موجودًا بالفعل منذ أكثر من 100 عام؛ حيث افتتح متحف المدرب الملكي الذي تغير اسمه إلى متحف المدرب الوطني في عام 1911 في الأصل عام 1905 من قبل الملكة أميليا من أورليانز، حيث كان موجود في البداية في المدرسة الملكية السابقة للفروسية، ثم تم تغيير موقعه مرتين، وذلك عندما أصبحت مجموعات المتحف أكبر وأكثر عدداً، ولا يزال من الممكن زيارة هذا المبنى القديم الصغير بشكل منفصل عن المتحف اليوم.

واليوم يشتهر المتحف باحتوائه على واحدة من أرقى وأثمن مجموعات العربات التاريخية في العالم، مع وجود العديد من الأمثلة التي تمتد من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، كما أن هناك أكثر من 40 عربة معروضة بشكل جميل ومزينة بإسراف.

إلى جانب ذلك فإن الاهتمام بالتفاصيل والجمال الذي أظهره المصنعون الحرفيون في بناء المتحف لجعل كل حافلة تبرز من بين الحشود، يستحق الفحص الكامل والدقيق، وبالنسبة للعديد من الزوار فقد تعتبر مجموعة العربات الملكية السابقة ذات أهمية خاصة.

وقد يكون من المفاجئ معرفة أنه كان هناك وقت كان فيه الحرفيون البرتغاليون هم البناة الرئيسيون في بناء المركبات للملوك الأوروبيين، حيث إن أحد الأمثلة على ذلك هو المدرب الثمين الذي استخدمه الملك فيليب الثاني ملك البرتغال في رحلاته الدولية في أوائل القرن السابع عشر، ومن المعروضات المهمة أيضًا في المتحف هي حافلة تعود إلى القرن التاسع عشر، والتي تم بناؤها في لندن، حيث كانت آخر مرة استخدمتها الملكة إليزابيث الثانية في زيارة دولة إلى البرتغال.

المصدر: عبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصوركتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب تحف مختارة من المتاحف الأثرية للمؤلف للمؤلف أحمد عبد الرزاق وهبة يوسفكتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رز


شارك المقالة: