محافظة الأحساء في السعودية

اقرأ في هذا المقال


الأحساء هي أكبر محافظة في المملكة العربية السعودية تقع ضمن المنطقة الشرقية، وذلك على بعد 328 كيلو متر عن عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض.

تسمية مدينة الأحساء:

يعود السبب في تسمية مدينة الأحساء إلى واحة الأحساء، وكلمة الأحساء في اللغة العربية تعني صوت المياه الجوفية. تسمى أكبر بلدة في محافظة الأحساء “الهفوف”. تحتوي مدينة الأحساء على واحدة من أكبر الواحات في العالم، كما أنها تحتوي على أشجار من النخيل المشهورة في العالم. ووفقًا لأحد المؤرخين، فإن واحة الأحساء تعتبر من الواحات الأكثر أهمية في شبه الجزيرة العربية.

موقع مدينة الأحساء:

تقع مدينة الأحساء على بعد حوالي 97 كيلو متر عن الخليج الفارسي، حيث تقع جميع المناطق الحضرية المأهولة بالسكان في منطقة واحة الأحساء، وتضم المدينة بالإضافة إلى الواحة صحراء الربع الخالي الكبيرة جداً، وبذلك تصبح محافظة الأحساء أكبر محافظة تقع ضمن مناطق المملكة العربية السعودية من حيث المساحة، كما تحتوي منطقة الربع الخالي على أضخم حقول النفط في العالم، ويقوم الربع الخالي على الربط بين المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.

عدد سكان مدينة الأحساء:

يبلغ عدد سكان المحافظة أكثر من 1،100،000، حسب تقديرات عام 2010، وفي الماضي كانت الأحساء تنتمي إلى المنطقة التاريخية المعروفة باسم البحرين، إلى جانب القطيف وجزر البحرين الحالية.

تاريخ مدينة الأحساء:

تعد مدينة الأحساء الواقعة في المملكة العربية من المناطق التي كانت مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة التي تعود إلى ما قبل التاريخ؛ وذلك يعود إلى وفرة المياه في هذه المنطقة، وفي عام 899 ميلادي كانت منطقة الأحساء تحت سيطرة الزعيم القرامطي أبو سعيد الجنابي، حيث أعلنت المدينة استقلالها عن الدولة العباسية التي يقع مقرها في مدينة بغداد، وكانت عاصمتها بلدة المؤمنة التي تقع بالقرب من مدينة الهفوف الحديثة.

في عام 1000 ميلادي كانت مدينة الأحساء تعتبر من أكبر 10 مدن في العالم من ناحية المساحة ووصل عدد سكانها في ذلك الوقت إلى 110000 نسمة، وفي عام 1077 ميلادي سقطت الولاية على مدينة الأحساء من يد القرامطة من قبل الأيونيين، وفي عام 1238 أصبحت مدينة الأحساء تحت ولاية سلالة قبيلة آل عصفور الذين سيطروا أيضاً على المدينة.

في عام 1383 ميلادي سقطت قبيلة آل عصفور على يد الجروانيين، وأصبحت المدينة تحت ولايتهم. وفي عام 1440 ميلادي سيطر الجبرين الذين ينتمون إلى قبيلة بني خالد من بني جبر على مدينة الأحساء والبحرين، وأصبح نفوذها واسع جداً في منطقة نجد. وفي عام 1521 ميلادي حكم المنطقة الدولة العثمانية، حيث وضعوا مدينة الأحساء في يد قبيلة المنتفق الذين حكموا المدينة تحت راية الدولة العثمانية بالنيابة عنهم.

في عام 1795 ميلادي تم غزو المنطقة من قبل القوات السعودية في المرحلة الأولى من تشكيل الدولة السعودية. وفي عام 1818 ميلادي تم استعادة المدينة من قبل القوات العثمانية المصرية التي هزمت قوات الدولة السعودية الأولى، وعادة المدينة تحت الراية العثمانية وتم منح قبيلة بني خالد الحكم الذاتي في المنطقة تحت ولاية الدولة العثمانية. وفي عام 1830 ميلادي وقعت المنطقة تحت سيطرت الدولة السعودية مرة ثانية، حيث كانت تسمى الدولة السعودية الثانية.

في عام 1871 ميلادي فقدت الدولة السعودية الثانية الحكم في المدينة، وقامت الدولة العثمانية باستعادة المدينة، حيث قامت الدولة العثمانية بحكم المنطقة بنفسها بدلاً من ولاية قبيلة بني خالد. وفي عام 1932 ميلادي تم ضم مدينة الأحساء إلى ولاية الملك عبدالعزيز آل سعود، حيث قام بضمها إلى مملكة نجد، كما تم توثيق ذلك في معاهدة سيفر التي تم توقيعها عام 1920 ميلادي.

في عام 1932 ميلادي أصبحت مدينة الأحساء جزء من المملكة العربية السعودية وملكها عبد العزيز آل سعود، وفي أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي تم اكتشاف وجود النفط في المناطق المجاورة للأحساء، حيث كانت مدينة الأحساء تنتج مليون برميل نفط يومي في أوائل الستينيات من القرن الماضي.

أهم المناطق الأثرية والسياحية في محافظة الأحساء:

مسجد جواثى:

يعتبر من أقدم المساجد في الإسلام، وهو ثاني مسجد تم إقامة صلاة الجمعة فيه بعد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وتم بناء المسجد من قبل قبيلة بنو عبد قيس الذين كانوا يسكنون المدينة قديماً، وتم اختفاء أثار المسجد بفعل العواصف الرملية، وتم إعادة ترميمه في عام 2009 ميلادي.

ميناء العقير :

هو عبارة عن ميناء بحري يقع على ضفاف الخليج العربي إلى الشرق من مدينة الأحساء، وكان دورها قديماً يشكل موقع للصيد وميناء للنقل، ويقتصر دورها الآن على كونها مكان لنزهة سكان المنطقة فيه.

قصر إبراهيم:

هي عبارة عن قلعة تم بناءها في عهد الحكم العثماني في منطقة مدينة الأحساء، يقع في مكان واضح في مدينة الهفوف. وسمي بهذا الاسم نسبة إلى القائد العثماني إبراهيم باشا، وتبلغ مساحته 16500 متر مربع، كما بني هذا القصر في عام 1556 ميلادي.

قصر صاهود:

هو قصر تم بناءه في فترة الحكم العثماني، حيث يقع في مدينة المبرز، وتبلغ مساحته حوالي 1750 متر مربع، تم تشيد هذا القصر في عام 1800 ميلادي. وكان الهدف من بناء هذا القصر حماية المدينة والأراضي الزراعية المحيطة بهي ومراقبة المخيمات التي تتبع للبدو، وسمي هذا القصر بهذا الاسم لوجود مدفع منصوب داخل القصر يسمى باسم صاهود.

قصر محيرس:

يقع قصر المحيرس في قمة تلة في مدينة الأحساء، تم بناءه في عام 1794 ميلادي في عهد الدولة السعودية.\

قصر العبيد:

يقع القصر بجانب قصر إبراهيم في الشمال من مدينة الهفوف، حيث يفصل بين القصرين اسطبل للخيول وتمت عملية هدم للقصر في عام 1975 ميلادي.

قصر خزام:

تم بناء هذا القصر في عام 1793 في عهد الدولة السعودية، بهدف وجوده على شكل حامية عسكرية من مخيمات البدو ويبلغ طول سوره 70×80 متر.

كما تضم مدينة الأحساء العديد من المواقع السياحية ومنها:

  • توفر الينابيع الطبيعية: مثل تلك الموجودة في أم السبع مياه معدنية علاجية بمعدل ثابت.
  • جبل الجراح: ويعرف محلياً بتل الجراح يقع في قرية الجارة.
  • شاطئ سلوى: هو عبارة عن شاطئ رملي يقع على بعد حوالي 150 كيلو متر عن مدينة الهفوف.
  • جبل الأربع: عبارة عن مجموعة من التلال الرملية التي تبعد حوالي 21 كيلو متر عن مدينة الهفوف في الاتجاه إلى دولة قطر.
  • جبل الشعيبة.
  • متحف الأحساء الوطني.
  • منتزه الأحساء الوطني: الواقع بمدينة العمران.
  • جمعية الثقافة والفنون بالأحساء.
  • متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي.

مناخ مدينة الأحساء:

تتمتع مدينة الأحساء بمناخ استوائي جاف، حيث يمتد فصل الصيف فيها لخمسة أشهر وفصل الشتاء يكون بارد نسبيًا.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: