مدائن صالح

اقرأ في هذا المقال


تقع مدائن صالح في إقليم الحجاز، في شبه الجزيرة العربية، شمال غرب المملكة العربية السعودية، في محافظة العُلا حيث يتجلى مشهد من إبداع الأنباط، وهم مجموعة من القبائل التي أتت الى الحِجر، من منطقة البتراء حيث عاشوا فيها في الفترة ما بين القرن الأول الميلادي حتى سنة 106 ميلادية.
وسكن الأنباط مدينة صالح وذلك لعاملين أساسيين هما: وفرة المياه الجوفية التي دفعتهم لحفر 131 بئراً، كذلك وجود الجبال التي تحمي المنطقة؛ لأنها مكوَّنة من الحجر الرملي الذي يَسهل النقش عليه، فهذا سبب لجذب الزائر عند دخوله إلى إثلب إذ يمكن رؤية غرفة كبيرة نُقشت بعِناية داخل الجبل. وقد كشف علماءالآثار أنها كانت عبارة عن قاعة أُعدت للاجتماعات، تستوعب ما لا يقل عن 13 شخصاً في الاجتماع الواحد، وصُنعت بطريقة تمنحها خاصية “صدى الصوت”.
وقد استغل الأنباط الممر الصخري في نقش المحاريب التي وصل عددها الى نحو 13 محراباً، إذ يمثل كل محراب آلهة معينة كانوا يعبدونها، إذ كان لكل شخص الحرية لاختيار الإله الذي يعبده. واستغل الأنباط الطبيعة لخدمتهم، حيث حرصوا على نقش ممرات أو خطوط صغيرة، على الجبال لتجمع مياه الأمطار ولإبعادها على واجهات القبور.

أشهر المعالم الموجودة في مدائن صالح:

قصر البنت:

قصر البنت أو جبل البنات، حيث سُمّي بهذا الاسم؛ لأنه يضم 31 مقبرة تملكه النساء، حيث كان مجتمع الأنباط مكوَّن من ملك وحكومة وشعب؛ ليتمكَّن أي شخص من بناء قبر وذلك بالحصول على صك بناء من الحكومة. وكان النحاتون يتسلقون الجبال باستخدام سلالم خشبية ويستخدمون أدوات مثل المطارق والمعاول، كما كانوا يبدأون النحت من الأعلى إلى الأسفل، وتأثروا النحاتين بالحضارات الأُخرى؛ ممّا يُفسّر وجود نقش على واجهات المقابر مثل نقش زهرة اللوتس من الحضارة المصرية والجرار من الحضارة الاِغريقية.
ويوجد بين معظم المقابر نقش النسر الذي يُمثّل أقوى إله لدى الأنباط، حيث يُدعى ذو الشرى، كما يوجد عليها جميعاً إطار نقش عليه اسم الملك والنحات ومالك القبر، وعِبارات تُحذّر من دخول المقبرة وتهدد من يقبل على ذلك باللعنات.

مقبرة بلا ميت:

هي مقبرة لحيان بن كوزا التي تم نحتها على كتلة مستقلة من الحجر الرملي، والتي يميزها أنها تضم أربع أعمدة شاهقة بدلاً من عمودين، والمميز في هذه المقبرة أن بناءها لم يكتمل ولم يدفن أحد فيها. ويعتقد علماء الآثار أن السبب يعود الى دخول الرومان تلك المنطقة؛ ممّا أدى إلى هروب النحّات وصاحب المقبرة، أو بسبب وفاة النحّات. ومع قدوم الرومان لمنطقة الحِجر، تشتت الأنباط وانتهت حضارتهم التي ازدهرت على مدار نحو 2000 عام، والتي بقيت منحوتاتهم شاهدة على عصرهم.


شارك المقالة: