مدينة الإسماعيلية في مصر

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة الإسماعيلية:

مدينة الإسماعيلية من أجمل الوجهات المصرية، تقع على قناة السويس وهي مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم، تم بناء الإسماعيلية على الضفة الغربية لبحيرة التمساح وتقع على طول مجرى قناة السويس، تقع المدينة تقريبًا في وسط بين مدينة بورسعيد في الشمال، ومدينة السويس في الجنوب، و 120 كيلومترًا شرق القاهرة.

مع أكثر من 700000 نسمة، تطورت المدينة بشكل كبير في العقود القليلة الماضية مع بناء نفق جمال عبد الناصر، وإنشاء طريق القاهرة – الإسماعيلية السريع، وبناء العديد من الفنادق والمنتجعات الجديدة، تعتبر الإسماعيلية من أكثر المدن سحراً في مصر بكثرة حدائقها وأحيائها وشوارعها النظيفة المنظمة وطرازها الأوروبي المتميز، إنها وجهة رائعة لرحلات يوم واحد من القاهرة أو حتى كفترة استراحة غداء للسياح المسافرين إلى سيناء.

تاريخ مدينة الإسماعيلية:

مدينة الإسماعيلية من بين أحدث المدن التي تم إنشاؤها في مصر، مقارنة بالمدن الأخرى ذات التاريخ الطويل، مثل القاهرة والإسكندرية، والتي شيدت منذ مئات السنين، تأسست مدينة الإسماعيلية مع افتتاح قناة السويس في 16 نوفمبر 1869 في عهد الخديوي إسماعيل مؤسس قناة السويس، أخذت كلمة “الإسماعيلية” من اسمه.

عُرفت تاريخيًا باسم “مدينة الجمال والسحر” في جميع أنحاء مصر، يقع على ضفة قناة السويس، والتي أصبحت بحيرة الخديوي إسماعيل العظيم بحيرة التمساح، تأسست مدينة الإسماعيلية عام 1863 ميلادي، لاحقًا استولى عليها البريطانيون في عام 1882 ميلادي، هذه المدينة ذات أهمية تاريخية أيضًا بسبب معركة الإسماعيلية، التي وقعت هنا بين الجيشين المصري والإسرائيلي في عام 1973 ميلادي.

بصرف النظر عن العديد من المدارس والكليات، مدينة الإسماعيلية هي موقع جامعة قناة السويس، وهي القاعدة التعليمية الرئيسية للتعليم العالي لجميع طلاب محافظتي الإسماعيلية وسيناء، تم أيضًا إنشاء مدرستين دوليتين هنا، مدرسة المنار للغات التي تقدم درجات من الدبلوم الأمريكي في اللغات ومدرسة مجمع اللغات التربوي الذي يعلم طرق التدريس المبتكرة والمتطورة.

الجذب السياحي الرئيسي لهذه المدينة هو متحف الإسماعيلية، الذي بني عام 1932 ميلادي والذي يعرض العديد من القطع الأثرية التي تم الحصول عليها من عدة مواقع حول الإسماعيلية وسيناء وصعيد مصر، مدينة الإسماعيلية ليست ذائعة الصيت بين السياح الأجانب، رغم أن المصريين غالبًا ما يزورون هذا المكان في جولات شخصية، تقع شرم الشيخ في جنوب سيناء على بعد رحلة مدتها أربع ساعات فقط من الإسماعيلية، التي تضم دير سانت كاترين وجبل سيناء.

تشتهر مدينة الإسماعيلية أيضًا بمهرجانها السنويان المرتبطان بفن وثقافة المنطقة، إحداها هو مهرجان الأفلام الوثائقية والقصيرة، الذي يقام عادة في شهر يونيو من كل عام وعلى مدار الثمانية عشر عامًا الماضية، الحدث البارز الآخر لهذه المدينة هو مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الفولكلورية، والذي يقام في شهر سبتمبر من كل عام ويضم فرق رقص فولكلوري مختلفة من جميع أنحاء العالم يجتمعان هنا لعرض ثقافاتهم الشعبية الفردية أمام الجماهير المتحمسة.

سكان مدينة الإسماعيلية:

تتكون ديموغرافية مدينة الإسماعيلية بشكل أساسي من مزيج من ثلاث موجات هجرة سافرت إلى المدينة في نفس وقت افتتاح قناة السويس ونمو مدينة جديدة على بحيرة التمساح شرق القاهرة، أول مجموعة سافروا إلى مدينة الإسماعيلية واستقروا في المدينة هم عمال من صعيد مصر شاركوا في حفر قناة السويس، بعد افتتاح القناة كان لديهم خياران: إما البقاء في المدينة التي وفرت الكثير من فرص العمل في ذلك الوقت أو العودة إلى وطنهم في جنوب مصر، وبقي جميعهم تقريبًا في الإسماعيلية.

جاءت الموجة الرئيسية الثانية من المهاجرين إلى الإسماعيلية من مدن أخرى تم إنشاؤها أثناء حفر قناة السويس مثل مدينة بورسعيد ومدينة السويس، وجدوا عملاً أفضل ومستوى معيشة أعلى في مدينة الإسماعيلية شجعهم على البقاء بشكل دائم.

وكانت آخر مجموعة غادرت أوطانها وسافرت إلى مدينة الإسماعيلية من أوروبا وتألفت من المهندسين والموظفين ذوي الرتب الأعلى الذين عملوا في التشغيل اليومي لقناة السويس، لكن بعد تأميم القناة عام 1956 ميلادي من قبل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وبدء المعارك بين الجيش المصري والقوات الإسرائيلية في سيناء، غادر معظم الأوروبيين الذين عاشوا في مدينة الإسماعيلية سنوات عديدة المدينة للأبد وعاد إلى أوروبا.

المواقع التاريخية بالإسماعيلية:

بغض النظر عن أن مدينة الإسماعيلية الحديثة لم يؤسسها الخديوي إسماعيل إلا عام 1869 ميلادي، إلا أنه تم العثور على عدد من الاكتشافات التاريخية داخل المدينة، يعود تاريخها إلى العصور الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، عندما باشر المجلس الأعلى للآثار في مصر بإرسال بعثات التنقيب في مدينة الإسماعيلي، تمكنوا من اكتشاف بعض الحفريات للعديد من المقابر التي تعود إلى حقبة ما قبل الأسرات في التاريخ المصري، أكثر من 5000 عام في الماضي.

وعثرت بعثات التنقيب ثانية عملت في منطقة قريبة تسمى تل القوع على مجموعة من المنازل والمقابر المصنوعة من الطوب والتي ترجع إلى الفترة الانتقالية الثانية بين منتصف القرن السابع عشر ومنتصف القرن السادس عشر ،في الفترة التي احتل الهكسوس لمصر.

ولوجود مجموعة كبيرة من المنازل والمقابر التي تم اكتشافها في هذه المنطقة، يقوم العلماء الآن على العمل على اكتشاف الموقع الدقيق لـ “أوريس” عاصمة الهكسوس ومقرهم في مصر، أثبتت هذه الاكتشافات العلمية أن مدينة الإسماعيلية كانت معروفة لدى قدماء المصريين في فترة ما قبل الأسرات وفي بداية فترة الأسرات في مصر عام 3100 قبل الميلاد.

نظرًا للأهمية التاريخية لمدينة الإسماعيلية، فقد بدأ عدد من الجامعات الأجنبية بدراسة المدينة وتوجيه بعثات التنقيب لاكتشاف المزيد من المواقع الأثرية والتاريخية الموجودة في مدينة الإسماعيلية وحولها، من بين أهم بعثات التنقيب الحالية في مدينة الإسماعيلية بعثة جامعة لندن التي استطاعت اكتشاف الكثير من الحفريات والآثار من العصر الفرعوني، وتنتمي العناصر إلى حصون دفاعية شيدها الفراعنة لحماية الحدود الشرقية لمصر ويتم حاليًا ترميمها كمناطق جذب سياحي.

المناطق السياحية في مدينة الإسماعيلية:

متحف ديليسبس:

كان هذا المتحف مقر إقامة المهندس فرديناند ديليسبس الذي أنجز بناء قناة السويس عام 1859 بأمر من الخديوي إسماعيل، يضم متحف ديليسبس بعض أدواته وممتلكاته ومخططاته الهندسية وبعض الخرائط التاريخية النادرة لقناة السويس ولوحة فنية رائعة بالحرفين، أو قناة السويس التي أعطيت له خلال الاحتفال بافتتاح قناة السويس.

طريق حورس العسكري:

تمتد من شرق قناة السويس غربًا حتى مدينة رفح شرقاً على الحدود المصرية الإسرائيلية في الوقت الحاضر، تم استخدام طريق حورس العسكري خلال الفترة الفرعونية للحملات العسكرية التي قام بها ملوك وحكام مصر، ضد سوريا وفلسطين.

بحيرة التمساح:

بحيرة التمساح من أجمل البحيرات الطبيعية في مصر بأجوائها الساحرة ونقاء مياهها، إنه لأمر مدهش السباحة أو حتى الاسترخاء على الشواطئ المنتشرة حول البحيرة، تصل مساحة البحيرة ما يقارب نحو  14 كيلومترًا مربعًا، وهي بحيرة ضخمة نسبيًا.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: