مدينة السمارة في المغرب

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة السمارة:

مدينة السمارة هي مدينة في الصحراء الغربية تحت السيطرة المغربية، تقع المدينة ضمن حدود دولة المغرب العربية في شمال قارة إفريقيا، حيث يبلغ عدد سكانها اليوم 60.000 نسمة، وتبلغ مساحتها 61.760 كم مربع، يكون فصل الشتاء حارًا نهارًا عند 23-34 درجة مئوية ومعتدل ليلًا عند 14-21 درجة مئوية، فصل الصيف حار وجاف جدًا مع تجاوز الحد الأقصى دائمًا 30 درجة مئوية وغالبًا 40 درجة مئوية، وتصل درجة الحرارة أحيانًا إلى 50 درجة مئوية.

المدينة غنية بالآثار التاريخية، حيث حافظت المدينة على تراثها التاريخي الذي يهم محبي الصحراء وخاصة علماء الآثار، تأسست مدينة السمارة في عام 1898 ميلادي على يد ما العينين في المنطقة التي كانت تسمى آنذاك “غرب إفريقيا الإسبانية” والتي تم حلها لاحقًا بعد إنشاء الصحراء الإسبانية في 12 يناير 1958 ميلادي عن طريق الجمع بين أراضي ريو دي أورو و سجية الحمراء، وفي عام 1958 ميلادي كانت مدينة السمارة مسرحًا لعملية هوراكان المحمولة جواً التي نفذت بالاشتراك مع سرب المظلات الإسباني الأول والقوات المسلحة الفرنسية السابعة (عملية المسحة)، بهدف طرد جيش التحرير من جنوب المغرب، وفي نفس العام تخلت إسبانيا عن قطاع طرفاية للمغرب.

كما تأثرت المدينة بحرب الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو عندما هاجمت الأخيرة المدينة وبدأت معركة السمارة التي انتهت بانتصار المغرب بفضل قوة قوامها 6000 رجل.

السياحة في مدينة السمارة:

يظهر إنشاء المركز السياحي للتوجيه بالسمارة أنه أخيرًا وبعد سنوات طويلة من الانتظار، استيقظت السلطات المحلية أخيرًا وفتحت أعينها على أهمية استغلال الثروات الطبيعية والثقافية للمنطقة لإحداث تنمية سياحية في المنطقة، لا شك أن السياحة تعتبر اليوم نشاطًا اقتصاديًا حيويًا وناقلًا للتراث الثقافي، تستثمر العديد من الحكومات في هذا المجال لأنه يشجع التنمية الإقليمية والوطنية والدولية، كما أنه يستخدم لمحاربة الفقر والبطالة والأمية والتهميش والإقصاء وعدم الحصول على الرعاية الصحية والمياه.

وفقًا لوثيقة نشرتها اليونسكو توفر السياحة الصحراوية للمسافرين فرصة لتجربة أشكال من البُعد والغرابة التي تتعب بشدة من الجودة الأصلية للأماكن التي يزورونها (الكثبان الرملية والمساحات الشاسعة والصمت) أو أنشطة الإنتاج البشري الحية (المساكن والثقافات والفنون والحرف وأنماط الحياة) أو بقايا الآثار (النقوش واللوحات والأنقاض).

العناصر المذكورة أعلاه موجودة في السمارة وفي صحرائنا، إنها منطقة عذراء توفر لزوارها راحة البال والأمن والإلهام والعزلة والجمال والسعادة، حيث يأتون للاستمتاع بالسلام مع أنفسهم والتأمل في كيانهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم بعيدًا عن ضوضاء المدن الكبرى، حيث تساعد الصحراء ومناظرها الطبيعية زوارها على تذكر الذكريات التي ضاعت في حشود الحياة العصرية، وفي نفس الوقت تنسى صور الحرب والدم والعنف التي اعتادوا رؤيتها في وسائل الإعلام.

السياح الذين يأتون إلى الصحراء هم أفراد استثنائيون، يأتون للاستمتاع واكتشاف الجوانب الخفية للحياة الثقافية للمنطقة وشعبها من حيث التقاليد الشفوية والموسيقى والطعام والملابس والعادات والألعاب التقليدية والحكايات والفولكلور والطب حيث سئموا الحياة العصرية و آثاره السلبية على كائناتهم النفسية والروحية.

إنهم يهربون من المدن الكبيرة وفنادقهم الكبيرة وضجيج النوادي الليلية، إنهم يفضلون قضاء الليالي في الخيام تحت ضوء النجوم والقمر ويستمتعون بشرب شاي الصحراء المحيط بالنار في انتظار صبر تحضير العشاء على الفحم أثناء الاستماع إلى الموسيقى المحلية التقليدية الجميلة، لكن المشكلة الرئيسية التي تقف أمام تحقيق هذا التطور المحلي في مجال السياحة هي عدم تشجيع المستثمرين الشباب الذين يرغبون في إنشاء مشاريعهم الخاصة والمشاركة بنشاط في عملية التنمية خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية.

يعود تاريخ المخيم السياحي الوحيد الذي صممه مستثمر شاب إلى عام 1997 ميلادي وتم بناؤه على نهر الواس ساقية الحمراء، حكم على المستثمر الشاب بالإعدام على الرغم من أنه كان يهدف إلى جلب مجموعات من السياح من جميع أنحاء العالم إلى المدينة والمشاركة في زيادة الوعي بين الزوار الوطنيين والدوليين لتصحيح الصور النمطية التي قد تكون لديهم عن الصحراء كمنطقة الحرب وعدم الاستقرار.

يُلزم السائحون الذين يأتون اليوم إلى مدينة السمارة بمغادرتها بعد ساعتين أو ثلاث ساعات، بدلًا من البقاء يومين أو ثلاثة أيام، حيث لا يوجد مخيم يمكنهم قضاء لياليهم فيه، سكان المدينة وخاصة العائلات محرومون من المكان الوحيد الذي يمكنهم فيه قضاء عطلات نهاية الأسبوع ووقت الفراغ مع مراعاة أن السمارة هي المدينة الوحيدة التي لا تذهب فيها النساء إلى القهوة أو المطاعم لعدم وجود أي منها، وهكذا فإن النساء والأطفال مجبرون على البقاء محصورين في جدران منازلهم مثل السجناء.

جانب آخر من جوانب السياحة الصحراوية التي لم يتم استغلالها بعد هو مواقع الفنون الصخرية للأسف، هذه المواقع تُركت دون حماية، وبالتالي فهي عرضة للسرقة والتخريب، موقع أصلي بوكارش الذي تُرك دون أي حماية، وجد الرجل الذي كان يحميها نفسه مضطرًا للإقلاع عن التدخين لأنه لم يتلق أجرًا ولم يعد قادرًا على البقاء في الموقع بعيدًا عن المدينة بدون ماء أو كهرباء أو طعام.

لا شك أن إنشاء مركز التوجيه السياحي هذا في السمارة يعد خطوة جيدة نحو تعزيز التراث الثقافي والطبيعي للصحراء، لكن هذه المبادرة تحتاج إلى نهج أكثر مسؤولية ووضوحًا لتشجيع الفاعلين السياحيين المحليين والوطنيين على الاستثمار في المزيد من المشاريع، لخلق المزيد من فرص العمل وتعزيز قيم التضامن والسلام في المنطقة.

تاريخ مدينة السمارة:

تأسست مدينة السمارة كواحة للمسافرين في عام 1869 ميلادي، في وقت لاحق في ما كان يعرف آنذاك بالصحراء الإسبانية أصبحت مدينة السمارة مدينة حامية، في عام 1975 ميلادي، سيطر المغرب على الساقية الحمراء بعد انسحاب إسبانيا، استولى الجيش المغربي على المدينة من جبهة البوليساريو في عام 1976ميلادي، هناك وقف إطلاق نار عام 1991 ميلادي بين جبهة البوليساريو والمغرب تحت إشراف قوات المينورسو التابعة للأمم المتحدة، ليست حربا نشطة وليست تسوية سلمية.

المدينة محاطة بجزء من الأسوار المغربية المعروف أيضًا باسم بيرم، وهو حصن يمتد ما يقرب من 2700 كيلومتر من المغرب عبر الصحراء الغربية، موقعها أي جزء منه يتم تشغيله وحراسته بنشاط حيث توجد حقول الألغام؛ إذا اقتربت منه سيُطلب منك أن تستدير، قد يكلفك السير على الطريق وفي المناظر الطبيعية جزءًا من ساقك أو حياتك.

هناك حضور صحراوي قوي في المدينة، هناك تواجد عسكري مغربي قوي بنفس القدر في المدينة، هذا الوضع يخلق بعض التوتر، السياح نادرون في مدينة السمارة لذلك سوف تحصل على بعض الاهتمام، لكن ليس عدوانيًا كما هو الحال في أجزاء من المغرب.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: