مدينة تبليتسه في جمهورية التشيك

اقرأ في هذا المقال


مدينة تبليتسه هي واحدة من المدن التي تقع في دولة التشيك في قارة أوروبا، حيث تعد مدينة تبليتسه عاصمة مقاطعة تبليتسه في منطقة أوستي ناد لايم، وتعد المدينة ثاني أكبر مدينة سبا في الولاية بعد مدينة كارلوفي فاري، حيث تقع مدينة تبليتسه في شمال غرب بوهيميا بالقرب من الحدود مع ولاية ساكسونيا الألمانية، وتقع في سهل نهر بيلينا الذي يفصل بين جبال الأور في الشمال الغربي من جبال التشيك الوسطى في الجنوب الشرقي.

 مدينة تبليتسه

مدينة تبليتسه هي مدينة تقع شمال غرب جمهورية التشيك في بوهيميا  في (Erzgebirge) “جبال خام” وبالقرب من الحدود الألمانية، إنها محور طرق وسكك حديدية ومركز صناعي في قلب منطقة تعدين الليغنيت، وبالإضافة إلى الفحم تنتج مدينة تبليتسه الآلات والسيراميك والأواني الزجاجية والمنسوجات، وتعتبر مدينة تبليتسه أيضًا منتجعًا ومنتجعًا صحيًا شهيرًا كانت الينابيع المعدنية الساخنة معروفة بها قبل العصر الروماني.

حدث لقاء تاريخي بين بيتهوفن وجوته في مدينة تبليتسه في عام 1812 ميلادي، حيث يعود تاريخ التصنيع إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما تم اكتشاف رواسب كبيرة من الليغنيت في مكان قريب، حيث سيطرت القوات الألمانية على مدينة تبليتسه من عام 1938 ميلادي إلى عام 1945 ميلادي وبعد ذلك أعيدت إلى تشيكوسلوفاكيا وطرد السكان الألمان، ويوجد في مدينة تبليتسه قلعة مشهورة تعود للقرون الوسطى.

تقع مدينة السبا تبليتسه بين جبال (Krusne وBohemian Mid-Highlands) والمسافة بين مدينة براغ و مدينة تبليتسه حوالي 87 كيلومترا، ويرتبط أول ذكر تاريخي لمدينة تبليتسه بينابيعها العلاجية، ويعود اكتشاف الينابيع العلاجية الساخنة إلى القرن الثامن، حيث أدى التطور اللاحق لاستخدام واستغلال هذه المياه العلاجية إلى تصنيف مدينة تبليتسه بين أقدم المنتجعات الصحية في أوروبا.

تم وصف تاريخ ينابيع مدينة تبليتسه في السجل التاريخي التشيكي من قبل فاتسلاف حاجيك من ليبوشوفاني في عام 1541 ميلادي، وفي القرن الثالث عشر تم تسمية منطقة تبليتسه على اسم ينابيعها الساخنة – “تيبلي” تعني “ساخنة”، وبعد عام 1990 ميلادي تم الانتهاء من التجديد الكامل لأماكن الإقامة بالمنتجع الصحي في الوقت المناسب، حيث تقدم هذه المرافق الآن مجموعة واسعة من الخدمات على أعلى مستوى، والمدينة في طور بناء مرافق سباحة جديدة بما في ذلك ملاعب اسكواش جديدة.

تاريخ مدينة تبليتسه

تم الكشف عن وجود الينابيع الحرارية  في المنطقة منذ عام 762 ميلادي ولكن أول ذكر موجود للحمامات كان في القرن السادس عشر، حيث تم ذكر المستوطنة للمرة الأولى حوالي عام 1158 ميلادي عندما أسست جوديث من تورينجيا زوجة الملك فلاديسلوس الثاني ملك بوهيميا ديرًا للراهبات البينديكتين والذي تم تدميره في سياق حروب هوسيت، وفي نهاية القرن الخامس عشر أقامت الملكة جوانا من روزنتال زوجة الملك جورج بوديبرادي قلعة على الأنقاض.

تظهر مدينة تبليتسه في تاريخ حرب الثلاثين عامًا عندما كانت في حيازة النبيل البروتستانتي البوهيمي فيلهلم كينسكي الذي اغتيل مع الجنرال ألبريشت فون فالنشتاين في عام 1634 ميلادي، وبعد ذلك منح الإمبراطور فرديناند الثاني الجنرال يوهان فون ألدرينجن الذي مع ذلك قُتل في نفس العام وسقطت مدينة تبليتسه في يد أخته آنا ماريا فون كلاري ألدرينجن، وبالتالي وحتى مصادرة الملكية في عام 1945 ميلادي كانت مدينة تبليتسه هي المقر الرئيسي للعائلة الأميرية فون كلاري وألدرينجن.

بعد حريق في عام 1793 ميلادي أعيد بناء أجزاء كبيرة من المدينة على الطراز الكلاسيكي الجديد، حيث كان المنتجع الصحي مكانًا شهيرًا للبرجوازيين الأثرياء مثل الشاعر يوهان جوتفريد سوم الذي توفي أثناء إقامته في عام 1810 ميلادي أو لودفيج فان بيتهوفن الذي التقى هنا مع يوهان فولفجانج فون جوته في عام 1812 ميلادي وكذلك لملوك أوروبا، وخلال الحرب النابليونية للتحالف السادس كانت مدينة تبليتسه في شهر أغسطس من عام 1813 ميلادي الموقع الذي وقع فيه الإمبراطور فرانسيس الأول ملك النمسا والإمبراطور الروسي وملك بروسيا لأول مرة على التحالف الثلاثي ضد نابليون الأول ملك فرنسا، والتي أدت إلى انتصار التحالف في معركة كولم القريبة.

في عام 1895 ميلادي اندمجت مدينة تبليتسه مع (Schönau) المجاورة، ومع تفكك النمسا-المجر بعد الحرب العالمية الأولى وجد السكان الذين يتحدثون اللغة الألمانية أنفسهم في تشيكوسلوفاكيا حديثة النشأة، حيث أشارت الجماعات السياسية اليمينية مثل حزب العمال الاشتراكي الوطني الألماني إلى نفسها باسم (Volksdeutsche) وبدأت تحث على الوحدة مع ألمانيا وأرست جهودهم الأساس لصعود حزب (Sudeten) الألماني تحت قيادة (Konrad Henlein) بعد عام 1933 ميلادي، ومع (Sudetenland) تم ضم مدينة تبليتسه من قبل ألمانيا النازية وفقًا لاتفاقية ميونيخ لعام 1938 ميلادي.

في نفس الوقت بدأ اضطهاد السكان اليهود وطردهم وبلغت ذروتها في هدم كنيس تبليتسه الذي كان الأكبر في بوهيميا في يوم من الأيام، وبعد الحرب العالمية الثانية سنت الحكومة التشيكوسلوفاكية المراسيم بينيس وبعد ذلك تم طرد السكان ” الألمان العرقيين ” من مدينة تبليتسه، وفي عام 1945 ميلادي تمت مصادرة الأمراء فون كلاري وألدرينجن أمراء مدينة تبليتسه منذ عام 1634 ميلادي.

جولة في مدينة تبليتسه

يقع أقدم منتجع صحي في جمهورية التشيك وواحد من أقدم المنتجعات الصحية في أوروبا في الوادي بين جبال بوهيميا الوسطى وتلال جبال كروشني،حيث يطلق عليها “باريس الصغيرة في بوهيميا” مع مباني الحمامات المبنية بشكل جذاب والمتنزهات والحدائق والنوافير ومنطقة المشاة الطويلة والعمود الباروكي المريمي، ومن غير المعروف متى تم اكتشاف ينابيع الشفاء الساخنة في منتجع تبليتسه في غرب بوهيميا بالضبط، لكن العملات المعدنية السلتية والرومانية الموجودة في أحد الينابيع المعدنية تظهر أن هناك مستوطنات هنا في العصر البرونزي.

سيعد التجول في حدائق السبا مع النوافير وزيارة القصر في مدينة تبليتسه مع معارض المتحف والقيام بجولة في المبنى المثير للإعجاب من الناحية المعمارية لمسرح (Krušné Hory) الذي تم بناؤه في عشرينيات القرن الماضي على طراز فن الآرت نوفو والطراز الحديث من أبرز الأنشطة في مدينة تبليتسه، وعندما يكون الزائر في (Zámecké náměstí) في وسط مدينة تبليتسه لا يمكن تفويت عمود (Baroque Marian) العالي لماتياس برنارد براون.

في مدينة تبليتسه يمكن الإقامة في العديد من دور السبا الكبيرة، وأشهرها هو (Císařské lázně) “سبا الإمبراطور” الذي سمي على اسم ضيفه الأكثر شهرة – الإمبراطور النمساوي المجري فرانسيس جوزيف الأول، وآخر يحمل اسم ملحن ممتاز زار أيضًا تبليتسه (Lázeňský dům Beethoven) “بيتهوفن الصحي”، وفي جزيرة رودولف في فرانز جوزيف لاند توجد جزيرة تيبليكو زاليف (خليج تبليتسي) وفي جنوب الأرخبيل توجد جزيرة بايير مع جبل بايير الجليدي.

كان جوليوس باير من مواليد مدينة تبليتسه وهو مستكشف قطبي وفنان، حيث شارك في العديد من الرحلات الاستكشافية القطبية ويعتبر أفضل رسام واقعي للمشهد القطبي، ويمكن مشاهدة ثلاث من لوحاته في مدينة تبليتسه، واحد في المتحف الإقليمي واثنان في الفرع المحلي لبنك (Česká spořitelna)، وإذا كان الزائر من محبي المياه فسوف يحب (Aquacentrum) في مدينة تبليتسه وسد (Barbora) المائي في الصيف والذي تم إنشاؤه عن طريق إغراق محجر مفتوح.

المصدر: تاريخ أوروبا الحديث والمعاصر/ زين العابدين شمس الدين نجمتاريخ أوروبا/ نورمان ديفيزموجز تاريخ العالم/ هربرت جورج ويلزموسوعة تاريخ أوروبا الحديث والمعاصر/ مفيد الزيدي


شارك المقالة: