مدينة تطوان الأثرية في المغرب

اقرأ في هذا المقال


معلومات عامة عن مدينة تطوان:

هي مدينة شمال وسط المغرب، حيث تقع على طول نهر مرتيل، وذلك على بعد 7 أميال (11 كم) من البحر الأبيض المتوسط. كما أن تطوان تُعد من أجمل مدن المغرب، حيث إن الشواطئ الرائعة والسمعة الطيبة تجعلها مدينة لا بد من زيارتها لكل سائح، إلى جانب الأجواء الجميلة والشوارع الحديثة والأنشطة على مدار الساعة، والتي تجعل هذه المدينة نقطة جذب رقم واحد.

مدينة تطوان في الجزء الشمالي من المغرب تعني “افتح عينيك” باللغة البربرية، ومن المحتمل أن الاسم مشتق من التطور السريع للمدينة من قبل اللاجئين المسلمين والأندلسيين في إسبانيا. حيث تقع المدينة على هضبة صخرية منفصلة عن الجهة الجنوبية لجبل درسا، كما وقفت مستوطنة تمودا الرومانية مباشرة فوق المدينة الحالية. كانت تطوان مأهولة في القرن التاسع من قبل سلالة الإدرسيين، وفي القرن الرابع عشر تم تحصينها من قبل السلالة المرينية، ثم أصبح حصنها معقلاً للقرصنة والتي دمرها الإسبان فيما بعد.

في القرن السادس عشر كانت تطوان مأهولة باللاجئين المغربيين الأندلسيين، حيث استولت عليها القوات الإسبانية في عام 1860 بواسطة جيش بقيادة ليوبولدو أودونيل دوكي دي تيتوان، ومرة ​​أخرى في عام 1913، كما أصبحت المدينة عاصمة المغرب الإسباني، حيث جعلها فرانسيسكو فرانكو مقرًا له، وفي عام 1956 أعيدت إلى المغرب.

أهمية مدينة تطوان:

على الرغم من أنها متداعية بعض الشيء، إلا أن المدينة الإسبانية الجديدة لا تزال تتمتع بمظهر وإحساس كمدينة إمبراطورية، ولا يزال العديد من الإسبان يقيمون هناك، حيث يتم التحدث باللغة الإسبانية وفهمها على نطاق واسع، إلى جانب العربية والفرنسية. كما أن المدينة القديمة الأندلسية المغربية هي واحدة من أفضل المدن المحفوظة في المغرب، وهي محاطة من ثلاث جهات بالجدران، كما أنها تحتوي على 36 مسجدًا ومقدسًا و7 بوابات.

ترتفع المدينة القديمة على طول منحدر التل من النهر، مما يعطيها انطباعًا بأنها تلوح في الأفق فوق تلك التي تقترب من الجنوب والغرب، حيث إن هذا التأثير جنبًا إلى جنب مع جدران المدينة البيضاء أكسبها لقب “الحمامة البيضاء”، كما تم تصنيف المدينة كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1997.

تطوان هي مركز تجاري يعتمد اقتصادها على الحرف والصناعات الخفيفة، حيث تُعرف بأنها مركز ثقافي فيه مدرسة للموسيقى والعديد من مدارس الحرفيين والمتاحف الوطنية للآثار والفنون التقليدية ومكتبة أرشيفية. وهي متصلة بطنجة والحسيمة ووزان، كما تتم تربية الحبوب (القمح بشكل أساسي) والحمضيات والشاي والأغنام والماعز والماشية في المنطقة المحيطة، كما تتم زراعة أشجار الفلين والزيتون. ونظرًا لقربها من شواطئ البحر الأبيض المتوسط فقد تعد المدينة مقصدًا سياحيًا شهيرًا للعديد من المغاربة.

حيث إن هذه المدينة هي الميناء الوحيد المفتوح للمغرب على البحر الأبيض المتوسط، إذ تقع المدينة على قمة منحدر وادي ضيق به كتلة صخرية ضخمة داكنة اللون، وتتمتع بأجواء جميلة جدًا، وهي محاطة بالجبال الشامخة في الجنوب والغرب.

جغرافية مدينة تطوان:

تبعد المدينة حوالي 40 ميلاً عن مدينة طنجة، يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 463.968 نسمة حسب أرقام عام 2014. كما أن اللغة الدارجة هي اللغة المغربية واللغة البربرية الأمازيغية والتي يستخدمها السكان المحليون في حياتهم اليومية، كما أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية وسنجد أيضًا رجال أعمال يستخدمون الإسبانية بالإضافة إلى الفرنسية.

تأسست المدينة في القرن الثالث قبل الميلاد، ومن المعروف أن القطع الأثرية من العصرين الروماني والفينيقي موجودة في موقع تمودة، والذي تم بناؤه حوالي عام 1305 من قبل الملك المريني أبو ثابت، حيث تم تنفيذ الهجمات على سبتة، وقد تم تدميره في عام 1400 عندما أصبح معروفًا كملاذ آمن للقراصنة.

هذا وقد أعيد بناء هذه المدينة في القرن الخامس عشر من قبل لاجئي الاسترداد، كما بنى المور الأندلسيون التحصينات قبل تطوير المدينة. وفي عام 1860 استولى عليها الإسبان تحت قيادة ليوبولدو أودونيل، ثم تم إخلاؤها في 2 مايو 1862. ومع ذلك كان لدى المغاربة الكثير من الكراهية لدرجة أنهم دمروا المدينة بأكملها وأوصلوها إلى حالتها السيئة السابقة.

كانت سابقاً تحكمها إسبانيا وخضعت للحماية الإسبانية عام 1913 للميلاد، حيث يمكنك العثور على التأثير الإسباني حتى الآن مع اسم الشارع باللغتين العربية والإسبانية، حتى أن بعض الناس يتحدثون الإسبانية، كما أن السكان المسلمون هم الأغلبية، لكن الجالية اليهودية السفاردية التي هاجرت من إسبانيا بعد الاسترداد كانت هنا أيضًا أقلية لفترة طويلة.

طبيعة مدينة تطوان:

بمجرد وصولك إلى مدينة تطوان ستجد أنها تقع بين مجموعة متنوعة من بساتين أشجار البرتقال واللوز والرمان والسرو، وهذا جزء من وادي مرتيل الذي يتدفق مع تطوان وميناء مرتيل عند مصبه. وداخل المدينة يمكنك استكشاف النوافير الرائعة وبساتين البرتقال في البيوت الرائعة للعرب الأرستقراطيين، والذين هم أحفاد أولئك الذين طردوا من الأندلس من قبل الاسترداد الأوروبي، حيث كانت منازلهم جميلة لها أسقف منحوتة بشكل رائع ومطلية بتصاميم ذات طابع أصلي.

كما ستجد أعمال بلاط تطوان الغريبة على الأرضيات والأعمدة والأبنية، حيث ستشعر بالتأثير المغربي لمدن إشبيلية والأندلسية وقرطبة على الهندسة المعمارية هنا. كما يجب الاطلاع على الصناعات التقليدية المشاركة في إنشاء أعمال البلاط والترصيع بالأسلاك الفضية، بالإضافة إلى مصنعي النعال الصفراء السميكة وأغطية الرأس والتنانير للفتيات في المناطق الريفية.

كما يمكنك العثور على (النقرس والبابوج) وهما العنصران التقليديان اللذان يرتديهما البربر هنا، كما أن الأسواق نشطة بشكل خاص، ويمكنك العثور على مربعات صغيرة مخصصة للأطعمة والحرف المحلية وبيع مجموعة متنوعة من الفخار المحلي.

أهم المواقع الأثرية في مدينة تطوان:

تحتوي مدينة تطوان على عدد من المعالم الأثرية، والتي يمكنك زيارتها والاستمتاع بجمالها، ومن أهمها؛ قصر خليفة القديم خارج المدينة، وحصنها المعروف وهناك أسوار قديمة وأسوار محفوظة وعدد من المساجد والنوافير، والتي تضفي على المدينة مظهرًا ممتعًا للغاية. وحتى لو تجولت في شوارع المدينة المتعرجة فسوف تكتشف بين الجدران عالمًا رائعًا يخبرك ببعض الأجزاء المثيرة للاهتمام من التاريخ، حيث تم إدراج الوسيط في تطوان كموقع للتراث العالمي من قبل اليونسكو ويستحق الزيارة.

كما أن الشواطئ الواقعة بين سبتة وتطوان هي أجمل شواطئ المغرب التي لا يمكنك أن تفوتها، وهناك فنادق فخمة، حيث يمكنك البقاء بالقرب من الشواطئ وبالقرب من مكان إقامتك، كما يوجد داخل المدينة أيضًا العديد من الفنادق الفاخرة بالإضافة إلى فندق اقتصادي جيد، حتى أن العديد منها يحتوي على بعض الغرف مع شرفة على السطح تتمتع ببعض المناظر الرائعة، ومعظمها مصمم بشكلٍ مريح لجعل إقامتك هادئة ومريحة.

المصدر: كتاب الموسوعة الأثرية العالمية لنخبة من المؤلفين كتاب مدن جديدة ومواقع أثرية للمؤلف نائل حنونكتاب حول العالم في 200 يوم للمؤلف أنيس منصوركتاب رحلاتي في مشارق الأرض ومغاربها للمؤلف محمد ثابت


شارك المقالة: