المعالم الأثرية في مدينة جابلانيكا في البوسنة

اقرأ في هذا المقال


“Jablanica” وتعتبر إحدى المدن التاريخية المهمة في البوسنة، حيث تشتهر بجسر السكك الحديدية فوق نهر نيريتفا الذي دمره الثوار خلال الحرب العالمية الثانية، ومقابرها في مستوطنة “Risovac”، التي تعد واحدة من مواقع التراث العالمي الثلاثة المعترف بها في “WV-Unesco-icon-small.svg” لليونسكو في البلد.

تاريخ مدينة جابلانيكا

تشهد منطقة جابلانيكا نشاطاً بشرياً منذ العصر البرونزي، كما أنها ازدهرت خلال العصر الروماني والعصور الوسطى، كما يتضح من 42 موقعاً بها 683 مقبرة بها مقابر حديدية، ثم اكتسبت المنطقة ثروتها من القوافل بين دوبروفنيك والبوسنة، عبر وادي فبراس.

إلى جانب ذلك فقد سجل التعداد الأول في عام 1477 3 قرى في جابلانيكا وحولها (uglici و Ostrozac و ehari)، وسجل التعداد الثاني في 1488/89 ما مجموعه 67 منزلاً مع خليط من المسيحيين والمسلمين، وخلال الفترة العثمانية، حيث لم تحظ منطقة جابلانيكا باهتمامٍ كبير، حيث تلقى “Konjic” تموياًا للحفر والطرق بدلاً من ذلك، وبدأ التحضر في الفترة النمساوية المجرية ببناء الجسور والأنفاق والمنازل والشقق ومحطة السكك الحديدية.

واليوم، تعتبر جابلانيكا واحةً للراحة ووجهة شهيرة لقضاء العطلات، للسكان المحليين والأجانب في الطريق من “Konjic” إلى “Mostar”، حيث يتم تشغيل المدينة بواسطة الطاقة الكهرومائية “Neretvan”، ولا تزال أعمال البناء الحجرية نشاطاً اقتصادياً مهماً.

المعالم الأثرية في مدينة جابلانيكا

1. جسر السكة الحديدية

كان الجسر الأصلي مسرحاً لمعركة خلال الحرب العالمية الثانية بين قوة الاحتلال النازي وأنصار يوغوسلافيا بقيادة جوزيف تيتو، وعندما وجد الثوار أنفسهم محاصرين في جابلانيكا، قاموا بخداع عبقري من خلال تفجير الجسر بأنفسهم بدلاً من الدفاع عنه، ضد قوة غزو نازية ساحقة بعدة فرق مدرعة، وهي معركة لم يتمكنوا من الفوز بها.

إضافةً إلى ذلك فقد أفادت الاستطلاعات الجوية الألمانية أن الجسر تعرض للتخريب واختتمت مناورة تحويل مع توقع هجوم على الشمال بدلاً من ذلك، ووجهت قوتهم الرئيسية بعيداً عن المنطقة، وتم إصلاح الجسر المتضرر بشكلٍ طفيف من قبل القوات الحزبية لعبور نيريتفا في جابلانيتشا، وعلى الرغم من متابعة الخطة الحزبية بسرعة، فقد فوجئ مدافعي شيتنيك وتكبدوا خسائر فادحة، وبحلول الوقت الذي قدم فيه سلاح الجو الألماني الدعم الجوي، كانت القوات الحزبية لـ تيتو قد عبرت بالفعل نهر نيريتفا.

هذا وقد تم تدمير الجسر الذي تم إصلاحه مرةً أخرى بالقصف الألماني، وفي عام 1969، أذن تيتو (رئيس يوغوسلافيا آنذاك) بإنتاج فيلم بملايين الدولارات، يصور الأحداث التي وقعت في جسر سكة حديد نيريتفا، حيث إنه لم تدخر معركة نيريتفا التي قام بها المخرج البوسني فيليكو بولاجيتش أي نفقات، حيث شاركت كتيبة قوية من الجيش اليوغوسلافي قوامها 10000 رجل، وتم تدمير العديد من الدبابات السوفيتية الفعلية للفيلم.

كما أعيد بناء جسر السكة الحديدية للفيلم مرتين، ثم تم تدميره أيضاً مرتين، للحصول على اللقطة المثالية للفيلم، وبسبب الدخان الكثيف الناجم عن الانفجارات، لم يتم استخدام اللقطات في الفيلم، بدلاً من ذلك، تم تصوير المشهد على نسخة طبق الأصل من الجسر الذي تم بناؤه في استوديو أفلام في براغ، حيث تركت بقايا الجسر في نيريتفا، إلى جانب القطار المستخدم في الفيلم، في الموقع كمنطقة جذب سياحي ويمكن زيارتها، حيث يؤدي المسار إلى منصة عرض، مما يمنح الزائرين رؤية أقرب على بقايا الجسر.

2. Neretva River Museum

وهو عبارةً عن متحف مخصص لمعركة نيريتفا للسيطرة على الجسر القريب فوق النهر، حيث تحكي المعارض قصة المعركة بالوثائق الأصلية والصور والزي الرسمي والأسلحة، وجزءً ثانوياً مخصص للحرب الأهلية 1992-1995، حيث يوجد قطار يستخدم لتصوير الفيلم وقطع مدفعية أمام المتحف.

3. مقبرة دوغوبولي

وتحتوي على 150 شاهد قبر من الحجر، منها 72 على شكل لوحات و 59 جذعاً، و 14 صندوقاً طويلاً، و 5 توابيت، حيث يمكن العثور على شواهد القبور “Stecak” منتشرةً عبر البوسنة والهرسك حتى الحدود مع كرواتيا وصربيا والجبل الأسود، وهناك ما يقدر بنحو 60.000 شاهد قبر في البوسنة، ظهر أولها في منتصف القرن الثاني عشر خلال العصور الوسطى، ووصلت شواهد القبور إلى ذروتها في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، قبل أن تختفي تدريجياً خلال الاحتلال العثماني في أوائل القرن السادس عشر، ومن المؤكد أن القبور كانت شائعة بين المسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس، لكن أصلهم الديني والعرقي الأصلي لا يزال مجهولاً.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: