مدينة ساتو ماري في رومانيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة ساتو ماري هي واحدة من المدن التي تقع في دولة رومانيا في قارة أوروبا، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو ما يقارب 113688 وعاصمة مقاطعة ساتو ماري في رومانيا، وتعد المدينة مركزًا أكاديميًا وثقافيًا وصناعيًا وتجاريًا مهمًا في شمال غرب رومانيا.

موقع مدينة ساتو ماري

تقع مدينة ساتو ماري على بعد 20 دقيقة فقط من الحدود مع المجر وهي بوابة إلى (Maramures) الريفية للمسافرين القادمين من وسط وغرب أوروبا، وتشير الأدلة الأثرية إلى وجود مستوطنات في المنطقة تعود إلى العصر الحجري والعصر البرونزي؛ هناك أيضًا دليل على أن مجتمعات (Geto-Dacian) استمرت في السكن في هذه المنطقة بعد الفتح الروماني في 105-106 بعد الميلاد، وتم ذكر المدينة لأول مرة في عام 1181 ميلادي باسم (Castrum Zotmar) وهي معقل محصن اشتق اسم المدينة منه.

تقع مدينة ساتو ماري في شمال غرب رومانيا وفي موقع استراتيجي على تقاطع الطرق التجارية، حيث تطورت مدينة ساتو ماري كمحور هام للسكك الحديدية بدءًا من القرن التاسع عشر، أيضًا بفضل قربها من الحدود مع المجر وأوكرانيا تعد مدينة ساتو ماري موقعًا رئيسيًا للمجمعات الصناعية واللوجستية، وتمتد مدينة ساتو ماري على أكثر من 150 كيلومترًا مربعًا ويبلغ عدد سكانها حوالي 109000 نسمة، وباعتبارها عاصمة مقاطعة ساتو ماري تعد المدينة مركزًا ثقافيًا وأكاديميًا وصناعيًا في المنطقة.

تطور مدينة ساتو ماري

يعود تاريخ ساتو ماري إلى أوائل العصور الوسطى، حيث ورد ذكره لأول مرة في عام 1181 ميلادي تحت اسم (Castrum Zotmar) في (Gesta Hungarorum أو The Deeds of the Hungarians) أول تأريخ مجري، ومع ذلك تظهر بعض الاكتشافات الأثرية أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان حتى خلال العصر الحجري والعصر البرونزي، وما أصبح الآن مدينة واحدة ساتو ماري بدأت كمدينتين متجاورتين تواجه كل منهما الأخرى من ضفتي نهر سوميس ساتمار ومينتيو، وعُرف الأول في القرن الثالث عشر كمقر إقامة الملك المجري ستيفان الخامس، بينما ورد ذكر الأخير في وثائق من نفس الوقت تقريبًا كمستوطنة ألمانية، وتم تدمير المدينتين خلال الغزو المغولي عام 1703 ميلادي ولكن أعيد بناؤها وتوحيدها في مدينة واحدة في عام 1712 ميلادي تحت الاسم الهنغاري زاتمار-نيميتي.

شهد القرن الثامن عشر بداية عملية تحضر مكثفة لمدينة ساتو ماري، حيث يرجع تاريخ بعض مناطق الجذب الرئيسية في المدينة إلى هذه الفترة منها قاعة المدينة القديمة والثكنات العسكرية والكنائس الكاثوليكية والإصلاحية، وتم إنشاء أول حديقة في عام 1844 ميلادي، وخلال أوائل القرن التاسع عشر تم تأسيس أولى الشركات الصناعية الكبرى منها الطاحونة البخارية ومصنع الطوب ومصنع نويشلوس لمعالجة الأخشاب ومصنع الأخشاب، وأصبحت ساتو ماري الواقعة على مفترق الطرق التجارية مركزًا هامًا للسكك الحديدية، وتم بناء خط السكة الحديد المؤدي إلى (Carei) في عام 1871 ميلادي وسكة حديد (Sighet) في عام 1872 ميلادي وخط السكك الحديدية إلى مدينة ساتو ماري في عام 1894 ميلادي.

جغرافية مدينة ساتو ماري

تقع مقاطعة ساتو ماري في شمال غرب رومانيا على الحدود مع أوكرانيا وتبلغ مساحتها 418 4 كيلومترًا مربعًا، وكان التنظيم الإداري لهذه المقاطعة اعتبارًا من 31 من شهر كانون الأول من عام 2000 ميلادي على النحو التالي بلديتان ومدينتان و56 بلدية و226 قرية، وتحدها أوكرانيا والمجر (من الشمال والغرب على التوالي) وعاصمة المقاطعة هي مدينة ساتو ماري، وجغرافية المقاطعة متنوعة والسهل هو النوع الجغرافي الرئيسي إلى جانب التلال والجبال، وتمثل المنطقة السهلة وهي جزء من منخفض بانونيا 63٪ من المساحة الإجمالية وتنتشر إلى الغرب والجنوب الشرقي من المقاطعة ويمر عبرها نهري سوميس وكراسنا.

تغطي المنطقة الجبلية الشمال الشرقي للمقاطعة ممثلة بجبال أواس وجزء صغير من جبال جوتا، وتنمو الارتفاعات تدريجياً من الشرق إلى الغرب لتصل إلى 827 م في جبال أواس و1200 م على قمة بيتروسا من جبال جوتا، وإلى الغرب أغلقت الجبال منخفض (Oas Country)، وتتمتع المدينة بمناخ قاري يتميز بصيف حار جاف وشتاء بارد، ونظرًا لوجود المدينة في أقصى شمال البلاد يكون فصل الشتاء أكثر برودة بكثير من المتوسط ​​الوطني حيث يبلغ متوسط ​​درجة الحرارة 17 درجة مئوية (1 درجة فهرنهايت) أقل من القيم المسجلة في مدن أخرى في غرب رومانيا.

يتم تمثيل الشبكة الهيدروجرافية لمقاطعة ساتو ماري بنهر سوميز (60 كم على أراضي المقاطعة) ونهر تور (66 كم) ونهر كراسنا (57 كم)، حيث وفرت الجغرافيا والمناخ في مقاطعة ساتو ماري اليوم ظروف حياة جيدة للإنسان البدائي والإنسان العاقل (Homo Sapiens Fosilis) الذين سكنوا المناطق المرتفعة من منخفض تارا أواسولوي لأكثر من مائة ألف سنة قبل الميلاد.

السياحة في مدينة ساتو ماري

القصر الاداري

أطول مبنى في ترانسيلفانيا ورابع أطول مبنى في البلاد بارتفاع 97 مترًا، وبدأ تشييد المبنى في عام 1972 ميلادي بأمر من الحزب الشيوعي وانتهى في عام 1984 ميلادي على الطراز المعماري الوحشي، ويضم المبنى ثلاثة أبراج أصغر تمثل الجنسيات الثلاث الرئيسية التي تعيش في ساتو ماري الرومانيون والهنغاريون والألمان والبرج الرئيسي الذي يمثل الرابطة بينهم.

برج الإطفاء

تم بناء البرج الذي يبلغ ارتفاعه 47 مترًا في عام 1904 ميلادي بناءً على تصميمات المهندس المعماري فيرينش ديتلر، وفي القاعدة الهيكل مستطيل لكن بعد العشرة أمتار الأولى يتحول إلى أسطوانة مغطاة بمنصة مراقبة، وكما يوحي الاسم تم استخدام البرج كنقطة رصد من قبل فرقة إطفاء ساتو ماري، ويمكن للزوار دخول المبنى وتسلق البرج للحصول على منظر خلاب للمدينة.

أرض أواس

على بعد حوالي 50 كيلومترًا شمال شرق من مدينة ساتو ماري (أوس لاند) هي منطقة تقليدية وتاريخية مشهورة في رومانيا، وإذا قام الشخص بزيارة المنطقة فلا تفوت زيارة (Huta Pass) والكنيسة الخشبية من (Lechinta) ومتحف (Oas Land) في الهواء الطلق.

حديقة Carei Dendrological Park

يقع في قلب مدينة كاري وهي مدينة صغيرة تبعد 35 كيلومترًا عن مدينة ساتو ماري، وتمتد الحديقة الشجرية على أكثر من 10 هكتارات وتحيط بقلعة كارولي، وهي منطقة محمية رسميًا منذ عام 1982 ميلادي وتعد الحديقة نقطة جذب كبيرة لمحبي الطبيعة بفضل أنواع الأشجار النادرة المتعددة التي يمكن رؤيتها في مبانيها.

حديقة روما بارك

كانت تسمى في البداية (Kossuth Kert) وتقع الحديقة الرئيسية في مدينة ساتو ماري بالقرب من محطة القطار، وتم تصميمه من قبل يوهان هاين مهندس المناظر الطبيعية المولود في هامبورغ وهو مبتكر أكثر من 300 متنزه وحديقة، ويختلف الشكل الفعلي للحديقة كثيرًا عن الشكل الأصلي لكنها لا تزال مكانًا رائعًا لقضاء بضع ساعات فيه خاصة خلال يوم صيفي حار.

سنترال بارك

واحة خضراء في وسط مدينة ساتو ماري الحديقة بها نافورة جميلة بمياه ملونة، إنه المكان المثالي لالتقاط أنفاسك بعد نزهة حول مركز مدينة ساتو ماري التاريخي.

متحف الفنون

يقع المتحف في مبنى نيو جوثيك من القرن التاسع عشر ويعرض أعمال الفنانين التشكيليين الرومانيين في القرن العشرين، وتم افتتاح معرض دائم يعرض أعمال الرسام المحلي أوريل بوب هنا منذ عام 1969 ميلادي.

المصدر: كتاب "دراسات في جغرافية المدن" للمؤلف د. أحمد على إسماعيلكتاب "جغرافية المدن" تأليف د. جمال حمدان سنة النشر: 2008كتاب " جغرافية المدن بين الدراسة المنهجية والمعاصرة، سنة النشر: 2016كتاب " جغرافية السياحة" للمؤلف مجيد ملوك السامرائي


شارك المقالة: