مدينة غدامس في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة غدامس:

مدينة غدامس هي واحدة من المدن الليبية التي تقع في القسم الغربي من البلاد، حيث تقع المدينة على مسافة تصل إلى نحو 543 كيلومترًا في الجهة الجنوبية الغربية طرابلس، عند خط عرض 30.08 شمالًا وخط طول 9.03 شرقًا، وترتفع 357 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وترتبط بالعاصمة طرابلس بممر يصل لمسافة 600 كم، ويعبر تحت جبل نفوسة وهو سلسلة جبال تمتد من الخمس إلى نالوت، ويوجد بجانب من المدينة مهبط طائرات التي ترتبط برحلات دورية مع مدينة طرابلس ومدينة سبها.

صنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” مدينة غدامس القديمة باعتبارها مدينة تاريخية تمت حمايتها من قبل المنظمة، حيث كانت من أشهر مدن شمال إفريقيا التي كان لها دورًا تجاريًا مهمًا بين شمال وجنوب الصحراء، حيث أنه كانت الصحراء تعد محطة للقوافل في ذلك الوقت.

يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة، ينقسم سكانها الأصليون إلى قبيلتين من أصول أمازيغية، وهما الوازيت والوليد وهما من قبائل الزناتة الأمازيغية، مروراً بدخول أجناس مختلفة من العرب والتجار والعبيد، وينتهي بدخول ما يعرف بالطوارق في النصف الثاني من القرن العشرين.

اشتهرت بطبيعتها الصحراوية والعديد من الأدلة الأثرية على الحضارة التي كانت موجودة في هذه المدينة، بالإضافة إلى العديد من الصناعات التقليدية مثل صناعة السعف والحرف اليدوية.

تاريخ مدينة غدامس:

تشير المنحوتات والنقوش الحجرية إلى وجود الحياة في هذه المنطقة قبل 10000 عام، والتي احتلها القرطاجيون عام 795 قبل الميلاد، ثم احتلها الرومان عام 19 قبل الميلاد، وغزاها العرب في عام 44 هجري، كانت بها كهوف كانت سجوناً للكاهنة التي كانت في إفريقيا.

كانت المدينة قديماً تحت سيطرة الإغريق ثم الرومان، حتى فتحها العرب المسلمون لأول مرة بقيادة عقبة بن نافع، حيث لا يزال هناك عدد من قبور الصحابة الذين فتحوها، وصلت إلى أوج مجدها في القرن الثامن عشر عندما كانت خاضعة للحكم العثماني المتواجد آنذاك في ليبيا، وأصبحت موقعاً مهمًا للقوافل ونقطة تجارة بين مدن القارة الأفريقية، احتلها الإيطاليون في عام 1924 ميلادي.

فيما يلي بعض التواريخ المهمة في تاريخ مدينة غدامس:

  • عام 667 ميلادي، تم فتح المدينة من قبل المسلمون.
  • في القرن الثامن الميلادي، كانت المدينة في أعلى نقاط التطور كنقطة تجارية للقوافل التي تمر عبر الصحراء.
  • في القرن الثامن عشر، كانت المدينة تحت سيطرة الحكم العثماني في ليبيا.
  • في عام 1914 ميلادي، وصل الإيطاليون إلى المدينة بعد أربع سنوات من احتلال ليبيا.
  • في عام 1924 ميلادي، كانت المدينة تحت سيطرة الإيطاليون بشكل كامل.
  • في عام 1951 ميلادي، قامت الحكومة التونسية بتسليم مدينة غدامس إلى الحكومة الليبية.
  • في عام 1955 ميلادي، غادر المدينة الجندي الفرنسي الأخير.
  • في عام 1981 ميلادي، صارت العائلات تغادر مدينة غدامس القديمة والوصول إلى المدينة الحديثة.

تتمتع غدامس بعلاقة تاريخية مزدهرة مع تمبكتو في مالي، يؤكد العديد من الباحثين الليبيين مثل نور الدين مصطفى ومختار جودار وبعض الرحالة، مثل الإنجليزي لينغ أن مدينة غدامس ساهمت بشكل واضح في تأسيس تمبكتو، العاصمة الصحراوية والجوهرة المفقودة للأوروبيين والتي اشتهرت بها.

سمعتها في مجال التجارة وسوقها المليء بالسلع الثمينة مثل الذهب والنحاس كما شددوا على أهمية دراسة تاريخ وجغرافية هذه المنطقة، مؤكدين أن هناك نظرة لمعاني وتأثيرات فكرية ودلالات ثقافية في مدينتي تمبكتو وغدامس.

المعالم السياحية في مدينة غدامس:

  • نبع الفرس: من أهم معالم المدينة، وهو النبع الوحيد الذي جعل المدينة تستمر في العيش، أضاف السكان أهمية أخرى للنبع من خلال نظام توزيع مياهه، تمكنوا من الاستفادة من كل قطرة ماء خرجت من ذلك النبع من خلال وضع 5 مجاري مائية مختلفة الأحجام والسعة تعرف باسم القدس.
  • قصر المقدول: يقع غرب سور المدينة ويبدو أنه روماني كونه دائري ذو باب مخفي تم استخدامه للمراقبة، يُعتقد أن الإمبراطور كركلا بنى حصونًا في مدينة غدامس لتأمين الهجمات الجرمانية على مستعمرات الإمبراطورية الرومانية.
  • آثار تصميم الدين: ما زالت بقاياه موجودة في الجانب الجنوبي الغربي من غدامس القديمة، وهي آثار رومانية لكن بعض العلماء يعتقدون أنها من بقايا الحضارة الجرمانية التي كانت سائدة في جنوب ليبيا لفترة من الزمن قبل القدوم من الرومان، أجريت بعض الدراسات على هذه البقايا، ويعتقد البعض أنها قبور بسبب وجود جماجم تحتها، بينما يعتقد البعض أنها أعمدة لأبنية دينية قديمة.
  • بحيرة المجزم: هي بحيرتان مالحتان متجاورتان مرتبطتان بمسار صغير أحدهما عميق ويقدر عمقها بأكثر من 70 متراً، وتقع شمال غدامس على الطريق المؤدي إلى طرابلس، البحيرة الأولى كبيرة وشاطئها مثل شاطئ البحر، أي يزداد عمقها تدريجياً كلما اتجهت نحو مركزها.

البحيرة الثانية أصغر من الأخرى وشاطئها يشبه حواف الزوايا القائمة، إنه عميق ولم يتم تحديد عمقه بعد  ولكن عند الغوص بداخله يمكن رؤية ما يشبه الكهوف كما قال أحد الغواصين الذين زاروا البحيرة، يمكن للأسماك الصغيرة مثل “زغلول” في البحيرة أن تمر من بحيرة إلى أخرى عبر الممر بين البحيرتين، كما نمت الأسماك الأكبر حجمًا في البحيرة ويتجاوز حجمها راحة اليد.

  • جبل رأس الغول: هو نتوء صخرية بجانب الحدود الجزائرية، وذكر في بعض الروايات الشعبية في المدينة أنه آخر مكان وجد فيه الكفار قبل استسلامهم لفتح الإسلام.

مهرجان غدامس:

يعد مهرجان غدامس الدولي السنوي أحد أكثر الأحداث الملونة في الصحراء ويحدث هذا المهرجان في في أكتوبر/ نوفمبر من كل عام، إنه احتفال لمدة ثلاثة أيام بتقاليد البدو الطوارق، يعيد هذا المهرجان إحياء المدينة القديمة في أعمال شغب ملونة ونشاط، يعود الغدامس إلى منازل عائلاتهم في البلدة القديمة ويفتحون الأبواب للغناء والرقص والاحتفالات العامة مثل، السوق مفتوح وسباق الخيل والجمال خارج أسوار المدينة، ومعظمهم يرتدون الزي التقليدي.

مطارات مدينة غدامس:

تحتوي مدينة غدامس على مطاران دوليان وهما ما يلي:

  • مطار غدامس القديم: حيث يعد هذا المطار من المطارات القديمة في ليبيا، حيث تم إنشائه في فترة الاحتلال الفرنسي.
  • مطار غدامس الجديد: وظيفة هذا المطار هي استقبال الطائرات الصغيرة والعملاقة، وفيه عدة مهابط للطائرات.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: