المعالم الأثرية في مدينة فيسيغراد في البوسنة

اقرأ في هذا المقال


“Visegrad city” وتعتبر إحدى المدن التاريخية المهمة في البوسنة، حيث تتمتع المدينة بموقعٍ جميل على شاطئ نهر درينا وتحيط بها الجبال المورقة، كما تحتوي المدينة على العديد من المعالم السياحية التي تجذب الكثير من الزوار.

تاريخ مدينة فيسيغراد

يعود تاريخ مدينة فيسيغراد إلى العصور الوسطى كجزء من إمارة صربيا الكبرى، حتى احتلت الإمبراطورية العثمانية المكان في عام 1454 وظلت تحت حكمها حتى نهاية القرن التاسع عشر، ولسنواتٍ عديدة كانت فيسيغراد محطةً مهمة على طرق التجارة، ومن هنا تم بناء الجسر الشهير في القرن السادس عشر.

إن تاريخ فيزيغراد في القرن العشرين مأساوي ودموي؛ خلال الحرب العالمية الثانية، قُتل آلاف المدنيين في المدينة ومحيطها، وكانت المنطقة أيضاً، حيث كان يعمل أنصار يوغوسلافيا، جاءت لحظة مأساوية أخرى خلال حرب البوسنة في التسعينيات، عندما وصل التطهير العرقي إلى المدينة، قبل الحرب، كان حوالي 60٪ من السكان من البوشناق و 33٪ من الصرب، وخلال مذابح فيسغراد عام 1992، فقد حوالي 3.000 شخص حياتهم في أحداث مختلفة.

تقول بعض التقارير أن درينا غيرت لونها إلى اللون الأحمر من دماء الضحايا الذين ألقيت جثثهم في النهر (في مرحلة ما تم إغلاق السد الكهرومائي القريب من قبلهم)، حيث تم تحويل أحد الفنادق القريبة من المدينة، والذي يرحب بالسياح مرةً أخرى اليوم، إلى معسكر للاغتصاب، بينما يقال الكثير حول ما كان يحدث في البوسنة والهرسك خلال حرب التسعينيات، حيث تركز التقارير على أماكن مثل: سراييفو أو سريبرينيتشا أو موستار وليس على مدنٍ أصغر مثل فيسيغراد، التي كان لها أيضاً نصيبها العادل من الأحداث المأساوية، واليوم مدينة فيسيغراد مدينةً نائمة، حيث تسير الحياة ببطء ولا يمكن حقاً تتبع الأحداث الصعبة التي لم تكن منذ سنوات عديدة.

المعالم الأثرية في مدينة فيسيغراد

1. جسر محمد باشا سوكولوفيتش

والمعروف أيضاً باسم “جسر على نهر درينا”، ويعتبر تحفة فنية مطلقة من هندسة القرن السادس عشر، وواحدةً من أرقى أعمال البناء في ذلك الوقت، تم بناء الجسر من قبل الصدر الأعظم محمد باشا سوكولوفيتش وبناها معمار سنان، أحد أعظم المهندسين المعماريين في تلك الفترة، حيث استغرق الأمر منه ست سنوات، من 1571 إلى 1577 لإنهاء فن العمل هذا.

يبلغ طول الجسر 179.5 متراً وله 11 قوساً بمساحات تتراوح من 11 إلى 15 متراً، بالإضافة إلى أربعة أقواس أصغر على المنحدر، وفي وقت الافتتاح في عام 1577، كانت هذه قطعة معمارية غير عادية وفريدة من نوعها، ولا يزال حتى اليوم، يثير إعجاب جميع الزوار، الجسر عريض إلى حدٍ ما، حيث يمكن العثور على أريكة حجرية، حيث يمكن للمارة أن يستريحوا وحيث يجتمع الناس لشرب الشاي ومناقشة الأحداث اليومية.

2. “Andricgrad”

ويعرف أيضاً باسم (“Kamengrad” – “Stonetown”)، ويمكن العثور على المكان في شبه الجزيرة عند التقاء نهري درينا ورزاف، ولا يزال الموقع مثيراً للجدل بالنسبة للكثيرين، حيث تم وضع معسكر اعتقال البوشناق هنا خلال حرب التسعينيات، تم بناء هذه المدينة الاصطناعية من قبل المخرج السينمائي الصربي الشهير إمير كوستوريكا، الذي كان يخطط لاستخدامها كمجموعة فيلم لفيلمه المستقبلي عن إيفو أندريك، حيث تم افتتاح المكان في عام 2014.

“Andricgrad” هي واحدةً من أكثر الأماكن جنونا وغرابة في البوسنة، قد يبدو المزيج الغريب للهندسة المعمارية، من الطراز العثماني إلى عصر النهضة والكلاسيكية، كثيراً جداً في البداية، ولكن بطريقةٍ ما يعمل كل شيء معاً.

كما يشتهر المكان بوجود الفسيفساء على جدار السينما، حيث من الصعب وصفها حقاً، فهناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي ستقضي بضع دقائق قوية في الإعجاب بها وملاحظة نزوة أخرى، وهناك فسيفساء أخرى، تُظهر جافريلو برينسيب (الشخص الذي اغتال الأرشيدوق فرانز فرديناند في سراييفو عام 1914)، لكن هذه اللوحة قاتمة جداً مقارنة بالآخر.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: