مدينة كورفو القديمة في اليونان

اقرأ في هذا المقال


“Corfu city” ويطلق عليها “باليوبوليس”، وتعتبر إحدى المدن القديمة المهمة في اليونان، حيث تحتوي على العديد من البقايا والمعالم الأثرية القديمة التي تحكي تاريخ المدينة.

تاريخ مدينة كورفو القديمة

تقع مدينة كورفو القديمة على جزيرة كورفو قبالة السواحل الغربية لألبانيا واليونان، تأسست في القرن الثامن قبل الميلاد، من قبل دوريان اليونانيون من كورينث وزعيمهم تشيرسيكراتس في المنطقة الواقعة بين بحيرة غاريتسا وهاليكيوبولوس، وتم اكتشافها بعد الحفريات الأثرية خلال القرن الماضي، في حين نشأت المدينة الحديثة حول خليج غاريتسا، والقلعين التوأم القديم والجديد، حيث كان المطار الآن في السابق ميناء المدينة.

خضعت المدينة لتأثيراتٍ مختلفة ومزيج من شعوب مختلفة، منذ القرن الخامس عشر، كانت كورفو تحت حكم البندقية لحوالي أربعة قرون، ثم انتقلت إلى الحكومات الفرنسية والبريطانية واليونانية، وفي مناسباتٍ مختلفة، كان عليها الدفاع عن الإمبراطورية البحرية لمدينة البندقية ضد الجيش العثماني، حيث كانت كورفو مثالاً مدروساً جيداً لهندسة التحصين، التي صممها المهندس المعماري سانميتشيلي، وأثبتت قيمتها من خلال الحرب العملية، كما تتمتع كورفو بهويتها الخاصة، والتي تنعكس في تصميم نظام التحصين الخاص بها وفي مخزونها من المباني الكلاسيكية الجديدة، على هذا النحو، يمكن وضعها جنباً إلى جنب مع مدن الموانئ الرئيسية الأخرى المحصنة في البحر الأبيض المتوسط.

أصبحت مدينة كورفو القديمة معروفة، عندما تم هدم القلعة الفينيسية المحصنة في سان سلفادور مرةً أخرى في عام 1843، حيث تمت الإشارة إلى هذه المنطقة باللهجة المحلية باسم “Palaeopolis”، مما يعني المدينة القديمة. إن الطريقة التي تم بها بناء الحصن هي شهادة على الدرجة العالية من الحرفية في هذا الجزء من العالم، حيث كان ميناء “Alkinoos” في الشمال، وبحيرة “Chalkiopoulos” في الغرب ومون “Repos” في الشرق، حيث يجب أن يكون الموقع الاستراتيجي للتحصين قد صمم من قبل المهندسين المعماريين ذوي المهارات العالية.

المعالم الأثرية في مدينة كورفو

تقع المدينة، حيث يقف أناليبسي اليوم، وكان التحصين عبارةً عن برجٍ منفرد يقع في موقعٍ استراتيجي عند مدخل ميناء ألكينوس، ومع ذلك، توجد اليوم كنيسة أجيوس أثناسيوس، ليس بعيداً عن المقبرة، يمكن للمرء أن يرى برج نيراتشا القريب، علاوةً على ذلك، هناك كنيسة العذراء مريم المحفوظة بعناية، كما اعتادت شلالات القناة البدائية أيضاً أن تكون في هذه المنطقة بالذات.

الحي حول المدينة هو المكان الذي اكتشفت فيه مجموعة من علماء الآثار، بقايا مقابر تنتمي إلى الفترات القديمة والكلاسيكية ويعتقد أنها جزءاً لا يتجزأ من المقبرة الموجودة في الجوار، أشهرها نصب مينكراتيس، وفي العصور القديمة، وجد الأسطول البحري الحصري للمدينة ملاذاً آمناً في الميناء الواقع في خليج تشيلايوس، حيث توجد جزيرتان صغيرتان عند مدخل الخليج، وتقع كنيسة فلاهيرنا على أحدهما، بينما تسمى الجزيرة الأخرى بجوار الكنيسة مباشرةً، بونتيكونيسي.

من السمات المميزة للكنيسة أن هناك بقايا وبقايا المعابد القديمة التي بناها سكان كورينث وإيفويا، فهنالك معبد هيرا الرائع ومعبد ديانا وكاداكي وأيضاً معبد ديونيسوس، والتي يُعتقد أنها تعود إلى القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، الآثار التي لا تقدر بثمن التي تنتمي إلى هذه المعابد معروضةً في حي المتحف الأثري.

ظهرت الآثار الأولى في الموقع خلال فترة الحماية البريطانية، عندما تم تدمير جزء من معبد دوريك في كارداكي بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث أجرى علماء الآثار حفريات مكثفة بين عامي 1936 و 1955، وتمكنوا من تسليط الضوء على أجورا القديمة وكذلك بازيليك القديسة قرقيرة، وفي الوقت الحاضر، تم تنفيذ أعمال التنقيب المنهجية منذ عام 1987، تحت إشراف عالم الآثار الشهير “K. Preka”، بالتعاون مع البروفيسور “T. Hackens” من جامعة لوفان، حيث تمكن علماء الآثار هؤلاء من الكشف عن الحمامات الرومانية وميناء الملك ألكينوس وجزء كبير من الرصيف الحجري في أجورا.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: