مدينة كافالا في اليونان

اقرأ في هذا المقال


مدينة كافالا هي واحدة من المدن التي تقع في دولة اليونان، حيث تقع مدينة كافالا على خليج كافالا في بحر إيجه الشمالي مقابل جزيرة ثاسوس، وهي الميناء البحري الرئيسي وعاصمة مقدونيا الشرقية ومنطقة تراقيا في اليونان، وإذا كان هناك مكان في شمال بحر إيجه، حيث تتبادر إلى الذهن عبارة “الموقع الاستراتيجي” فهو موجود هنا في مدينة كافالا، وجوهر المدينة القديم هو رأس صخري محصن يرتفع بشكل كبير فوق الساحل، هذا جبل طارق الصغير الذي يشكل الآن منطقة باناجيا التاريخية، محاط من كلا الجانبين بالخلجان التي كانت بمثابة موانئ للسفن العسكرية والتجارية وصيد الأسماك منذ العصور القديمة.

مدينة مدينة كافالا

تعتبر مدينة كافالا عاصمة محافظتها واحدة من أكثر المدن جاذبية في اليونان، إنها مدينة حديثة وميناء بحري رئيسي في شرق مقدونيا، وتقع على خليج كافالا مقابل جزيرة ثاسوس، حيث تم بناء مدينة كافالا على قمة مدينة نيابوليس القديمة، وتضاعف عدد سكانها خلال العقد الثاني من القرن العشرين، عندما جاء اليونانيون من آسيا الصغرى إلى هنا، بعد تبادل سكاني، حيث يجعل موقعها الجغرافي ومينائها الطبيعي وجوارها مع جبل بانجيون الحامل للذهب من مدينة كافالا واحدة من أقدم المدن الساحلية حيث فقدت آثارها في ضباب عصور ما قبل التاريخ.

تشكل الساحات الجميلة والمباني المعاصرة ومراكز التسوق على الجانب الغربي من المدينة تباينًا رائعًا مع المنازل القديمة التقليدية والحدائق الصغيرة والأزقة المعلقة على الجانب الشرقي، المرفأ خلاب بشكل خاص مع عدد لا يحصى من قوارب الصيد ذات الألوان الزاهية الراسية على طول الواجهة البحرية، ومن بين معالم المدينة المثيرة للإعجاب الجدران القديمة والقلعة البيزنطية وكاماريس وهي القناة التي أقامها سليمان القانوني في القرن السادس عشر ومنزل محمد علي والمبنى التركي العماري.

تاريخ مدينة كافالا

تأسست مدينة كافالا في السابق من قبل مستوطنين من جزيرة ثاسوس خلال القرن السابع قبل الميلاد، وأتم تسميتها اسم نيابوليس (المدينة الجديدة)، حيث اكتسبت المدينة استقلالها الذاتي خلال الجزء الأخير من القرن السادس قبل الميلاد بعد الحروب الفارسية، أصبح نيابوليس عضوًا في تحالف ديليان في 454، وخلال الحرب البيلوبونيسية ظلت المدينة حليفة مخلصًا لأثينا، وفي عام 411 ميلادي حاصر الأسبرطيون بقيادة الجنرال إتيونيكوس وبمساعدة الثاسيين نيابوليس، وفي وقت لاحق أصبحت مدينة مقدونيا وفقدت استقلالها وأهميتها كمدينة وعملت كميناء لمدينة فيليبى.

من 350 قبل الميلاد غزا فيليب الثاني ملك مقدونيا منطقة كافالا، وفي عام 168 قبل الميلاد أصبحت المدينة مدينة رومانية، وفي عام 42 قبل الميلاد كانت قاعدة بروتوس وكاسيوس قبل هزيمتهم في معركة فيليبي، وفي عام 49 قبل الميلاد قام الرسول بولس بالتبشير بالمسيحية بزيارة فيليبي، حيث عمد ليديا أول مسيحية في أوروبا، ونتيجة لذلك سُجن فيما بعد، وفي القرن التاسع غزا البيزنطيون مدينة كافالا، والتي كانت تسمى في ذلك الوقت كريستوبوليس، وكانت المدينة تابعة لمحافظة ستريمون الإدارية واستخدم حصنها كقاعدة بحرية في الكفاح من أجل القضاء على القرصنة في شمال بحر إيجة، وكذلك ضد الغارات السلافية.

في وقت لاحق من عام 1387 ميلادي سقطت مدينة كافالا تحت سيطرة الأتراك الذين دمروها في عام 1391 ميلادي، وبعد الاستيلاء عليها وتدميرها لم تعد المدينة موجودة واستبدلت بحصن قوي مع عدد قليل من الحراس، حيث استولت البندقية على حصن كريستوبوليس في عام 1425 ميلادي، لكن العثمانيين الذين عادوا إلى هنا ومعهم 12000 من الفرسان والمشاة استعادوا السيطرة عليها بعد حصار استمر 20 يومًا، حيث حصلت مدينة كافالا على اسمها الحديث في منتصف أو نهاية القرن الخامس عشر.

تمت إعادة توطين وتأسيس مدينة كافالا في عام 1527 أو 1528 ميلادي وكان سكانها الأوائل على الأرجح يهودًا من إسبانيا، وفي منتصف القرن السادس عشر نمت مدينة كافالا وتحولت حيث تم تمديد جدارها، بينما أمر سليمان الكبير ورئيس وزرائه إبراهيم ببناء العديد من المباني الهامة مثل قناطر المياه (كاماريس)، وفي نهاية القرن الثامن عشر كان عدد سكان مدينة كافالا ألفي نسمة، غالبيتهم من المزارعين المسلمين، وبعض اليونانيين الذين شاركوا في التجارة، ثم استمرت المدينة في النمو، وفي نهاية القرن التاسع عشر كان عدد سكانها 20000 نسمة.

تم القبض على كافالا من قبل البلغار خلال حرب البلقان الأولى وتم تحريرها في 16 من شهر يونيو من قبل وحدة بحرية يونانية برئاسة الأدميرال بافلوس كوندوريوتيس، وكان من المقرر أن يتسم تاريخ المدينة بوصول حوالي 25000 لاجئ بعد الأحداث الكارثية في آسيا الصغرى، وخلال الحرب العالمية الثانية أعيدت مدينة كافالا إلى البلغار، وبعد انتهاء الحرب الأهلية بدأت المدينة أخيرًا بعد الأوقات الصعبة في الخمسينيات طريقها إلى النمو المالي والتقدم، وتعتبر مدينة كافالا اليوم ميناءً بحريًا مزدهرًا يبلغ عدد سكانه حوالي 60 ألف نسمة، وهي واحدة من أكبر مدن مقدونيا ومركزًا لصناعة السياحة المحلية.

جولة في مدينة كافالا

مدينة كافالا جميلة جدًا نظرًا لموقعها على منحدر الجبل، حيث تنحدر منازل البلدة البيضاء على تراسات إلى البحر، وعلى طولها منتزه جميل يضم العديد من المنازل القديمة والحديثة والمتاحف والشواطئ الرائعة والحانات والمتاجر وبساطة امتدت الأماكن الخلابة، ولطالما كانت مدينة كافالا وجهة سياحية في اليونان، لكن على الرغم من ذلك لم تفقد سحرها الأصلي، ويوجد في مدينة كافالا الكثير من عوامل الجذب، كل منها تحفة معمارية فريدة من نوعها، ويعود تاريخ المدينة بعيدًا إلى الماضي.

خلال جولة سيرًا على الأقدام مع مرشد ستتعلم الكثير من الأشياء الممتعة، ولا سيما العديد من الأساطير حول أصل اسم المدينة والشخصيات الأسطورية التي مرت عبر هذه المدينة وما إلى ذلك، وبالتسلق إلى المدينة القديمة على طول الشوارع القديمة المرصوفة بالحصى، ستزور “كاسترو” – قلعة من القرون الوسطى محاطة بأربعة أبراج عالية وفي أعلى نقطة في المدينة – البرج المركزي، الذي من خلاله منظر رائع للمدينة بأكملها والمدينة، حيث يفتح بحر إيجه وتظهر جزيرة ثاسوس بوضوح، والجزيرة التالية في البحر الأزرق اللامتناهي جزيرة ساموثراكي.

في الطريق سترى (Imaret) أحد المعالم المعمارية الأكثر إثارة للإعجاب في الفترة العثمانية، منزل ونصب محمد علي – مؤسس آخر سلالة مصرية حكمت مصر من عام 1805 إلى عام 1953 ميلادي، وقناة (Kamares Aqueduct) رائعة بهيكل قديم شيد على الطراز الروماني في عهد سليمان القانوني يربط بين الأجزاء القديمة والجديدة من المدينة، وفي نهاية الرحلة ستتم دعوتك لزيارة المتاحف الرئيسية في المدينة، والمتحف الأثري حيث تُعرض معروضات قديمة فريدة من مدينة كافالا ومن جزيرة ثاسوس ومتحف البلدية مع العديد من القاعات ومتحف التبغ.

المصدر: ولادة أوروبا الحديثةتاريخ أوروبا لنورمان ديفيزملخص تاريخ أوروباكتاب تاريخ البطريق في أوروبا


شارك المقالة: