مدينة وادان الأثرية في موريتانيا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة موريتانيا:

يحد موريتانيا من الشمال الغربي الصحراء الغربية (الصحراء الإسبانية سابقًا)، ومن الشمال الشرقي الجزائر، ومن الشرق والجنوب الشرقي مالي، ومن الجنوب الغربي السنغال. يمتد ساحل المحيط الأطلسي إلى الغرب لمسافة 435 ميلاً (700 كم) من دلتا نهر السنغال شمالاً إلى شبه جزيرة كيب نواذيبو (كيب بلانكو).

يتأثر كل من تضاريس موريتانيا وتصريفها بالجفاف الذي يميز الجزء الأكبر من البلاد. يتم تعزيز الانطباع بالضخامة الناتج عن المناظر الطبيعية من خلال تسطيحها. تشكل السهول الداخلية هضبة، تشكل ارتفاعاتها الذروة التي تحدث على مستويات مختلفة العديد من أراضي المائدة المرتبطة ببعضها البعض من خلال منحدرات طويلة ولطيفة تبلغ حوالي 2 درجة.

مدينة وادان الأثرية:

تقع في منطقة تقع أعلى هضبة أدرار في المدينة الموريتانية، وتقع على بعد 170 كم شرق مدينة أتار بولاية أدرار بالقرب من تكوين حجري ضخم يسمى “قلب الرشات”. عرفت ذروة ازدهارها في القرن السادس الهجري.

يقع موقع ودان على طول طريق القوافل، حيث يقع في الصحراء الكبرى؛ كما يجب أن نمنحها مكانة خاصة من حيث النمو والازدهار الاقتصادي. هؤلاء الأشخاص الصديقون نشأوا في أبنائهم وعائلاتهم.

تم إنجاز الجدار الخاص بالمدينة، مما سهل وضع المدينة عند سفح جبل كبير يكاد يلتف حوله ويعانقه بحنان، وقد سهّل هذا الوضع إقامة هذا السور العظيم، إذ يتقدم من أعلى الجبل إلى أسفله، متخذًا شكلاً دائريًا، كما أتاح هذا الجدار لأبناء المدينة فرصة نادرة، حفاظًا على حياتهم وحيويتهم.

أما عن ممتلكات المدينة فكما تقول الروايات أن ودان لم ينهب مرة واحدة منذ بناء السور، حتى أصبح مهاجمًا للأمثال الشعبية “يا تدين البوق في آخر الليل” بسبب الحماية التي قدمها لها.ولم يسجل التاريخ إلا حصارًا واحدًا في بداية القرن التاسع عشر، حيث ضربته إحدى قبائل الرقيبات الصحراوية حول المدينة، واستمر شهرًا كاملاً، لكن تلك القبيلة ماتت أمام هذا الجدار.

توضح الخرائط الأثرية أن السور كان على شكل دائرة تمتد من أعلى الجبل في الغرب لتنتهي عند سفحه في الشرق، وقد بني بشكل دائري لاحتواء ينابيع المياه الواقعة على بعد نصف كيلومتر شمالاً. كما أن سور المدينة سمكه متر ونصف المتر وارتفاعه أربعة امتار في الأماكن البعيدة عن البوابات، بينما ارتفاع وسمك السور عند البوابات ضعف ارتفاعه. مواد البناء المستخدمة في بناء الجدار هي الحجارة والطين وغيرها من المواد التي يتم جلبها من فاس والقيروان.

وصف جدار مدينة وادان:

وللجدار أربع أبواب كل منها على أحد جوانبه الأربعة، وأكبرها البوابة الشرقية وتسمى “فوم المبروك”. وكان لتلك البوابات حراس خاصون يعملون على مدار اليوم، وكانوا يرتدون الزي الذي يميزهم، كما تم تدريبهم واختيارهم من بين العبيد الجبابرة، بينما على رأس كل فرقة عريف من أبناء وجهاء المدينة، وكان لكل باب طبلة خاصة تقرع عددًا معينًا من المرات، معلنة فتحها أو إغلاقها.

تم توزيع هذه البوابات من حيث أهميتها، حيث كان لكل منها قيمة خاصة وهدف خاص، وفي نفس الوقت تمثل بوابة “فم المبروك” المدخل الرئيسي للقوافل القادمة من مصروالحجازوتونسوالسودان والشام وكذلك من الجنوب الشرقي. هذه البوابة هي البوابة الأخرى من الجهة الغربية، وهي أصغر حجما وتسمى “فم القصبة”، كانت هذه البوابة مخصصة للقوافل القادمة من النهر، وتم تحديد تلك القوافل.

ازدهار مدينة وادان:

ازدهرت المدينة بشكلٍ ملحوظ وكبير في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، إلى جانب معدل نموها الواضح والذي ظهر بشكلٍ ملحوظ، حيث ظهرت مواقع متميزة زادت من مكانة وقيمة هذه المدينة تحديداً في قلب الصحراء، إلى جانب الاستثمار الذي وفره جدار وادان في وقت التجارة الدولية عبر الصحراء.

كانت القوافل تمر عبر الصحراء حاملة الملح والطحين والحبوب متجهة نحو الشرق ثم قادمة منها، وكلها مرت عبر ودان، مما جعل المدينة تعج وترفرف وتحلق في نعيم ساكن، ولم تزدهر بسوق ومحطة تجارية مهمة، حيث إنها بدت وكأنها مصدر إشعاع حضاري انقطع.

كما أن كتب التاريخ – الموريتانية والمغربية – ومخطوطاته مليئة بالحكايات عن كرم وأصالة أهل المدينة وإدانتهم ونبلهم، وهم أهل الخير والعلم. كما اتبع أهالي ودان نظامًا خاصًا في كل أمور حياتهم، حيث افتتحوا دار ضيافة في كل حي يشرف عليها بالتناوب، كما وصل أهالي المدينة إلى مستوى لا يوصف من التكافل الاجتماعي، حيث يكفي أن يقوم أحدهم بذلك.

المصدر: كتاب رحلاتي في مشارق الأرض ومغاربها للمؤلف محمد ثابتكتاب مدن جديدة ومواقع أثرية للمؤلف نائل حنونكتاب حول العالم في 200 يوم للمؤلف أنيس منصور


شارك المقالة: