مدينة وهران في الجزائر

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة وهران:

مدينة وهران التي تسمى في الفرنسية باسم (Ouahran)، هي عبارة عن مدينة تقع في شمال غرب الجزائر، كم انها تقع على طول مفتوح الخليج على سواحل البحر الأبيض المتوسط، تقع المدينة في حوالي منتصف المسافة بين مدينة طنجة في المغرب والجزائر، عند النقطة التي في الجزائر تعد الأقرب إلى إسبانيا، مع مدينة يوجد مرسى كبير وهو عبارة عن مركز صيد في الطرف الغربي للخليج، وهران هي ثاني أكبر ميناء في البلاد، بعد مدينة الجزائر العاصمة.

تقع مدينة وهران تحت تأثير مناخ شبه جاف، حيث يظهر مناخ مدينة وهران تحت التأثيرات من مناخ البحر الأبيض المتوسط، ومع ذلك فإن الجمع بين متوسط ​​درجة الحرارة السنوية المرتفعة نسبيًا في المدينة وانخفاض هطول الأمطار السنوي نسبيًا يمنعها من الوقوع تحت تلك الفئة المناخية.

يبلغ مجموع متوسط ​​هطول الأمطار في مدينة وهران نحو ما يقارب 326 ملم (13 بوصة) في كال عام، ويقع الجزء الأكبر منها بين نوفمبر ومايو، يعد فصل الصيف هو أحر أوقات السنة، حيث يقترب متوسط ​​درجات الحرارة المرتفعة في أكثر الشهور دفئًا هو شهر أغسطس، حيث تصل درجات الحرارة  إلى أكثر من 32 درجة مئوية، أما في فصل الشتاء فيعد هذا الفصل هو أبرد أوقات السنة في مدينة وهران، حيث ترتفع درجات الحرارة في أبرد شهر وهو شهر يناير عند حوالي 17 درجة مئوية.

تاريخ مدينة وهران:

تأسست مدينة وهران في بداية القرن العاشر من قبل التجار الأندلسيين كقاعدة للتجارة مع المناطق النائية في شمال إفريقيا، وتطورت تجاريًا بسبب روابطها البحرية مع أوروبا، أصبحت ميناء لمملكة تلمسان في شمال إفريقيا عام 1437 ميلادي وكانت أيضًا مركزًا للتجارة مع السودان.

في عامي 1492 ميلادي و 1502 ميلادي استقبلت مدينة وهران مستعمرات إسبانية للمسلمين (المور) الفارين من التحول القسري إلى المسيحية، بعد ذلك بدأ ازدهارها في التدهور، ومع مرس الكبير، أصبحت مركزًا لها قراصنة، احتلها الإسبان في عام 1509 ميلادي. وعلى مدى القرنين التاليين، كانت مدينة وهران محل نزاع من قبل مختلف قوى البحر الأبيض المتوسط ​​حتى سقطت في أيدي الأتراك في عام 1708 ميلادي.

دفعت الغارات المستمرة للقراصنة المتمركزين في المرسى الكبير إسبانيا لاستعادة وهران في عام 1732 ميلادي دمرها زلزال عام 1790 ميلادي، تم إخلاء المدينة وإعادتها في عام 1792 ميلادي إلى الأتراك الذين استقروا هناك جالية يهودية، احتل الفرنسيون مدينة وهران عام 1831 ميلادي، وقاموا بتطويرها كميناء حديث وحولوا مرسى الكبير إلى قاعدة بحرية رئيسية.

في شهر يونيو من عام 1940 ميلادي أثناء الحرب العالمية الثانية، في وقت الهدنة الفرنسية الألمانية، لجأ جزء كبير من الأسطول الفرنسي إلى مرسى الكبير، وفي 3 يوليو غرقت قوة بحرية بريطانية أو ألحقت أضرارًا بمعظم السفن الفرنسية من أجل منعها من الوقوع في أيدي الألمان.

كانت مدينة وهران أحد الأهداف الرئيسية في إنزال الحلفاء في شمال إفريقيا واستولت عليها القوات الأمريكية في 10 نوفمبر 1942 ميلادي، مدينة وهران بها نسبة من السكان الأوروبيين أعلى من أي مدينة أخرى في شمال إفريقيا، وحدث صراع كبير بين الفرنسيين ودول أخرى، العرب المسلمون عند استقلال الجزائر في عام 1962 ميلادي غادر معظم الأوروبيين بعد ذلك، وانهارت المهام البحرية لوهران تدريجياً لصالح المهام التجارية.

المدينة المعاصرة وهران:

تنقسم مدينة وهران الحديثة إلى واجهة بحرية وأقسام المدينة القديمة والجديدة التي تحتل تراسات فوقها كانت مقسمة سابقًا بواسطة واد (تم بناؤه الآن)، المدينة الاسبانية العربية التركية القديمة تسمىلا بلانكا، تقع غرب الوادي على تل، تسمى المدينة الأحدث.

يحتل فندق (La Ville Nouvelle) الذي بناه الفرنسيون بعد عام 1831 ميلادي، التراسات على الضفة الشرقية للوادي الضيق، تتوج قلعة لا بلانكا التركية سانتا كروز، والتي تم تعديلها لاحقًا من قبل الإسبان والفرنسيين، يحتوي الحي الإسباني بشوارعه الضيقة على كاتدرائية سانت لويس السابقة (أعاد بناءها الفرنسيون عام 1838 ميلادي)، و(Porte de Canastel) (أعيد بناؤها عام 1734 ميلادي)، والنافورة في (Place Emerat) (1789 ميلادي)، في الجزء التركي من البلدة القديمة يوجد الجامع الكبير الذي بُني عام 1796 ميلادي بأموال حصل عليها الأسرى الإسبان.

إلى الشرق يقع (Château Neuf)، الذي يعتبر المقر السابق لبايات وهران وبعد ذلك أصبح مقر للجيش الفرنسي، بالقرب من القصبة التي تحيط بالقلعة الإسبانية القديمة، كما يوجد مسجد سيدي الحوري، وهو عالم وراهب كان في القرن الخامس عشر، إلى جانب الثكنات الإنكشارية السابقة وحريم البكوات، ينتشر القطاع الفرنسي السابق الآن عبر الوادي وبعيدًا عن سور المدينة الثاني (تم بناؤه عام 1866 ميلادي؛ وتم هدمه الآن إلى حد كبير)، يحتوي هذا القطاع على مكاتب حكومية وتجارية والعديد من المباني السكنية متوسطة الارتفاع.

اقتصاد مدينة وهران:

تأسست جامعة وهران في عام 1965 ميلادي، وجامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران في عام 1975 ميلادي، وتشمل المؤسسات الأخرى في وهران المتحف البلدي (المعروضات الرومانية واليونية)، ومتحف تلمسان (الفن الإسلامي)، ومكتبة أوبير، المدينة هي المكان الذي شهدت فيه رواية الكاتب الفرنسي ألبير كامو (La Peste) ( في عام 1947 ميلادي).

تم توسيع المرفأ الاصطناعي في مدينة وهران بشكل كبير بعد عام 1848 ميلادي، وله رصيف يزيد طوله عن 8800 قدم (2700 متر)، ترتبط المدينة بالسكك الحديدية بالجزائر والمغرب وبشار، ويقع مطارها الدولي خارج قرية السنية، يحتوي الجزء الصناعي من مدينة وهران، في المقاطعات الجنوبية والجنوبية الشرقية النائية، على مئات من المصانع الصغيرة لتجهيز الأغذية والمصانع المتنوعة، الصادرات الرئيسية للميناء هي النبيذ والحبوب والخضروات والفواكه.

السياحة في مدينة وهران:

يوجد في مدينة وهران العديد من الفنادق في جميع الفئات، من الفخامة إلى الأساسية، بالإضافة إلى العديد من المطاعم التي تقدم التخصصات الجزائرية والأطعمة الأخرى، سيجد السياح أيضًا مجموعة متنوعة من دور السينما ومراكز الفنون والمسرح الإقليمي والمسرح المكشوف والمتحف ووسط مدينة وهران التاريخي وحي سيدي الهواري والحدائق البلدية والمدينة الجديدة بمنتجاتها الحرفية، إلى جانب الكاتدرائية وجبل مردجادجو والمنتجعات الساحلية القريبة.

يبعد مطار أحمد بن بلة مسافة 11.9 كم ( 7+3 ⁄ 8  ميل) من وسط المدينة، يمكن للمرء أيضا الوصول إلى مدينة وهران من العبارات من موانئ مرسيليا، سيت، اليكانتي وألميريا، عن طريق شركة الوطنية الجزائرية للنقل البحري، المسجد الكبير هو عامل جذب آخر للسياح، تم بناء الجامع الكبير عام 1796 ميلادي للاحتفال بنهاية الحكم الإسباني للمدينة.

المتحف الأساسي في مدينة وهران يسمى (Musée National Ahmend Zabana)، على الرغم من أنه غالبًا ما يغفله السائحون، إلا أنه يحتوي على معرضًا للتاريخ الطبيعي بالإضافة إلى قطع فنية مثل الفسيفساء والصور الشخصية، قصر باي هو مكان مميز آخر للسياح، ويقع في سيدي الهواري في وسط المدينة، هو قصر من العصر العثماني مبني على العمارة الإسلامية، ويتكون من حريم وأبراج حراسة وقاعات مطلية بالجص.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: