ممر سانت كاثرين الأثري في إستونيا

اقرأ في هذا المقال


“St Catherine’s Passage”، ويعتبر هذا الممر غير المخفي من أكثر ممرات مدينة تالين القديمة روعةً، ويمتد خلف ما كان يُعرف بكنيسة سانت كاترين، حيث يشق طريقه من شارع فين بعد النهاية الجنوبية لدير الدومينيكان إلى شارع موريفاهي.

تاريخ ممر سانت كاثرين

في بداية القرن الثاني عشر، عندما لم تعد مدينة تالين مدينةً صغيرة مستقلة وأصبحت منطقةً دنماركية، وفي وقتٍ لاحق، أصبحت تالين إلى جانب بقية البلاد، تحت سيطرة العديد من الإمبراطوريات والممالك وحتى الأنظمة السياسية، حيث شهدت المدينة كل هذه التغيرات، وفيها يمكن إيجاد أماكن تبدو متوقفة في الزمن، وكنوزاً معمارية وثقافية لا تزال تحتفظ حتى اليوم بمظهرها الأصلي.

أحد هذه المناطق هو ممر سانت كاترين، الذي يقع في مدينة تالين القديمة ويتميز بمظهره المميز من العصور الوسطى، كما يوحي اسمه، فإن ممر سانت كاترين ليس أكثر من شارع ضيق، والذي قد يمر للوهلة الأولى دون أن يلاحظه أحد، ولكنه في الواقع أحد أهم الأشياء التي يجب مشاهدتها في هذه المدينة الكبرى في منطقة البلطيق، كما تشير التقديرات إلى أن هذا الممر نشأ في منتصف القرن الرابع عشر، كونه معاصراً لساحة تاون هول ودير سانتا كاتالينا البائد الآن.

السياحة في ممر سانت كاثرين

يعتبر ممر سانت كاثرين إحدى الأماكن التاريخية المهمة في إستونيا، حيث يجذب الكثير من محبي الأماكن القديمة، ويربط الممر القديم بين شارعي فين وموريفاهي في المدينة، وفي الطرف الشمالي من الممر يمكن رؤية بقايا كنيسة دير سانت كاترين الدومينيكية، وهي واحدةً من أقدم الكنائس في المدينة، حيث اشتق المقطع اسمه من الكنيسة، حيث يحب الكثير من الناس التحقق من شواهد القبور القديمة التي تعد جزءاً لا يتجزأ من الحرم هناك، كما دفن العديد من مشاهير الإستونيين في مقبرة سانت كاترين.

ما يجعل الممر مثيراً للاهتمام بشكلٍ خاص هو أنه موطناً لنقابة سانت كاترين، وهي مجموعة من ورش العمل الحرفية، حيث يستخدم الفنانون الأساليب التقليدية لإنشاء وبيع الأواني الزجاجية والقبعات واللحف والسيراميك والمجوهرات والحرير المرسوم يدوياً وغيرها من الأدوات، كما توجد ورش العمل في غرفٍ صغيرة من القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر على الجانب الجنوبي من الممر، وقد أقيمت بأسلوب استوديو مفتوح؛ حتى يتمكن الزوار من مشاهدة الفنانين في العمل، سواء كان ذلك من خلال نفخ الزجاج أو النسيج أو صنع الفخار.

ويأخذ الطرف الجنوبي من الممر الزائر عبر بعض من أفضل متاجر الحرف اليدوية في مدينة تالين، حيث يمكن مشاهدة الفنانين في العمل، ويعتبر أحد أفضل الأماكن للحصول على تذكار من الزيارة إلى تالين، كما يمكن الاستمتاع بتناول فنجاناً من القهوة في أحد المقاهي الصغيرة الجذابة المنتشرة في الممر.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: