مناخ جيبوتي

اقرأ في هذا المقال


ما هو مناخ جيبوتي؟

إن المناخ في جيبوتي صحراوي استوائي على الساحل وفي الشمال، بينما هو شبه صحراوي في المرتفعات الجنوبية الوسطى، حيث أن جيبوتي هي دولة أفريقية صغيرة تقع في القرن الأفريقي في منتصف الطريق بين خط الاستواء ومدار السرطان، فعلى طول الساحل حيث تقع العاصمة يكون الجو حارًا على مدار السنة.

في الفترة التي يمكن أن نسميها فصل الشتاء من شهر ديسمبر إلى شهر فبراير، تكون درجة الحرارة مرتفعة حوالي 29 درجة مئوية (84 درجة فهرنهايت) خلال النهار، تشرق الشمس وتندر الأمطار والهواء رطب لكن نسيم البحر يهب، فبدءًا من شهر مارس ترتفع درجة الحرارة تدريجياً وتصبح الحرارة شديدة خاصة في شهر مايو، عندما تكون درجات الحرارة أثناء فترة النهار 35 درجة مئوية تقريباً (95 درجة فهرنهايت) الليالي دافئة أيضًا والرطوبة لا تزال مرتفعة.

في شهر يونيو يبدأ الصيف الذي يتميز بالحرارة الشديدة، ولكن مع انخفاض الرطوبة خاصة في شهر يونيو وشهر يوليو عندما تهب الرياح من الصحراء، غالبًا ما تهب خمسين والتي يمكنها أيضًا رفع الغبار والرمل وبالتالي تقليل الرؤية، حيث يستمر فصل الصيف حتى شهر سبتمبر مع درجات حرارة عالية جدًا، غالبًا ما تتجاوز 40 درجة مئوية أي ما يعادل (104 درجة فهرنهايت)، بينما في الليل تظل حوالي 30 درجة مئوية (86 درجة فهرنهايت).

وعلى الساحل يمكن لنسيم البحر أن يخفض درجة الحرارة في فترة ما بعد الظهر مع زيادة الرطوبة، وربما يكون شهر سبتمبر هو أسوأ شهر، حيث تظل درجات الحرارة مرتفعة لكن الجو يعود إلى الهدوء والرطوبة من البحر تجعل الحرارة جائرة، أما في شهر أكتوبر استمرت الحرارة في الارتفاع، لكن درجات الحرارة تنخفض قليلاً وتصبح مماثلة لتلك التي كانت في شهر مايو.

كما أنه في مدينة جيبوتي يسقط حوالي 120 ملم (4.7 بوصة) من الأمطار سنويًا، وهي قيمة نموذجية للمناخ الصحراوي، حيث تشرق الشمس في جيبوتي على مدار السنة، وخاصة في فصلي الربيع والخريف، كما أن البحر في جيبوتي دافئ على مدار العام، ويصبح دافئًا جدًا في فصل الصيف، حيث تتراوح درجة حرارة الماء من 26/27 درجة مئوية تقريباً (79/81 درجة فهرنهايت) في فصل الشتاء إلى 29/31 درجة مئوية (84/88 درجة فهرنهايت) في الصيف.

وفي المنطقة الداخلية يكون المناخ شبه صحراوي في المرتفعات التي تغطي الأجزاء الوسطى والجنوبية من البلاد، على سبيل المثال في منتزه داي فورست الوطني، حيث توجد جبال يصل ارتفاعها إلى 1700 متر تقريباً (5600 قدم) وكذلك الأخاديد أو في المدن الجنوبية مثل راندا وآرتا وهول هول، وعلى العكس من ذلك فإن جبل موسى علي الذي يصل ارتفاعه إلى 2000 متر تقريباً (6500 قدم) وهو أعلى قمة في البلاد ويقع في الجهة الشمالية هو صحراء.

في الواقع خلال الفترة من شهر يوليو إلى شهر أكتوبر من الممكن أن تتلقى المناطق الداخلية الوسطى والجنوبية بعض الأمطار لأنها تتعرض للرياح الموسمية لبحر العرب، وكذلك بعض الأمطار الإضافية في الشتاء من شهر نوفمبر إلى شهر مارس، كما أن زخات المطر تكون نادرة، ولكنها شديدة في بعض الأحيان لدرجة أن الوديان مجاري الأنهار التي تظل جافة معظم أيام العام، ويمكن أن تتحول في بعض الأحيان إلى تيارات وقد تفيض، ممَّا يؤدي إلى حدوث انهيارات أرضية وفيضانات، كما حدث في شهر نوفمبر سنة 1994 ميلادي وفي شهر أبريل سنة 2004 وفي شهر مارس 2013 ميلادي.

كما أنه في المرتفعات الوسطى والجنوبية يتراوح معدل هطول الأمطار السنوي من 200 إلى 300 ملم تقريباً أي ما يعادل (8 إلى 12 بوصة)، فهذا هو متوسط ​​هطول الأمطار في علي صبيح التي تقع في الجنوب على ارتفاع 700 متر تقريباً (2300 قدم) فوق مستوى سطح البحر، وتنخفض درجة الحرارة مع الارتفاع على الرغم من أنها تظل مرتفعة جدًا حتى على ارتفاع 700 متر (2300 قدم)، وفي جيبوتي يوجد أيضًا منخفض، حيث توجد بحيرة عسل وهي بحيرة مالحة تقع على ارتفاع 155 مترًا تقريباً (510 قدمًا) تحت مستوى سطح البحر، وفي الغرب توجد بحيرة مياه مالحة أكبر تعرف باسم بحيرة آبي.

الأعاصير المدارية في جيبوتي:

بين الحين والآخر من الممكن أن تتأثر جيبوتي بالأعاصير المدارية القادمة من بحر العرب، ولكن نادرًا وبكثافة أقل من تلك الموجودة في كل من الصومال واليمن المجاورتين؛ لأن الأعاصير تميل إلى الضعف عندما تخترق الداخل أو تدخل خليج عدن، ومع ذلك من الممكن أن تصل بقايا الإعصار إلى جيبوتي في بعض الأحيان، ممَّا يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة يمكن أن تسبب فيضانات، كما حدث مع العاصفة الاستوائية (1A) في شهر مايو سنة 1984 ميلادي ومع إعصار ساجار في شهر مايو سنة 2018، كما تتشكل الأعاصير من شهر مايو إلى شهر ديسمبر، وتكون أكثر تواترًا في بداية شهر (مايو ويونيو) وفي نهاية شهر (أكتوبر وديسمبر) من الفترة.

أفضل وقت للذهاب إلى جيبوتي يمتد من شهر ديسمبر إلى شهر فبراير لأنه أقل درجات الحرارة في العام، كما أن شهري نوفمبر ومارس هما شهران مقبولان بشكل عام أيضًا على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة قليلاً، حيث أن أسوأ وقت هو فصل الصيف الطويل بسبب الحرارة الحارقة، خلال فصل الصيف يكون البحر دافئًا لدرجة تسمح بالغطس الطويل على طول الشعاب المرجانية، كما أن السباحة هي وسيلة فعالة للهروب من الحرارة الشديدة.

المصدر: محمد صبري محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي أحمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعي/2011.


شارك المقالة: