مناخ دولة باكستان

اقرأ في هذا المقال


ما هو مناخ دولة باكستان؟

إن مناخ الباكستان يعتبر من النوع القاري، والذي يمتاز بتغيرات قوية في درجات الحرارة موسميًا ويوميًا، لأنه يقع على مساحة واسعة من اليابسة شمال مدار السرطان (بين خطي عرض خمسة وعشرون درجة وستة وثلاثون درجة شمالًا)، حيث أن الارتفاعات العالية جدًا تغير المناخ في الجبال الشمالية الباردة المغطاة بالثلوج ودرجات الحرارة على هضبة بلوشستان أعلى إلى حد ما.

على طول الشريط الساحلي يتم تعديل المناخ من خلال نسيم البحر، وفي بقية أرجاء البلاد تصل درجات الحرارة إلى ارتفاعات كبيرة في الصيف، حيث إن متوسط ​​درجة الحرارة خلال يونيو هو 38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت) في السهول، ويمكن أن تتعدى درجات الحرارة العليا 47 درجة مئوية (117 درجة فهرنهايت)، وخلال فصل الصيف تهب رياح ساخنة تُسمَّى (Loo) عبر السهول خلال النهار.

كما تقوم الأشجار بإسقاط أوراقها لتجنب فقدان الرطوبة، حيث سجلت باكستان واحدة من أعلى درجات الحرارة في العالم 53.7 درجة مئوية (128.66 درجة فهرنهايت) في ثمان وعشرون مايو 2017، وهي أعلى درجة حرارة تم تسجيلها على الإطلاق في باكستان، وأيضًا ثاني أعلى درجة حرارة تم قياسها في آسيا.

ينكسر الطقس الجاف الحار أحيانًا؛ بسبب العواصف الترابية والعواصف الرعدية عندما تنخفض درجة الحرارة مؤقتًا، وقد يكون الاختلاف اليومي في درجة الحرارة بقدر احد عشر درجة مئوية إلى سبعة عشر درجة مئوية، أمَّا الشتاء فيكون بارد مع متوسط ​​درجات حرارة دنيا في البنجاب وصلت إلى أربعة درجات مئوية (39 درجة فهرنهايت) في يناير، ودرجات حرارة تحت الصفر في أقصى الشمال وبلوشستان.

جغرافية مناخ دولة باكستان:

الرياح الموسمية والاضطراب الغربي هما العاملان الرئيسيان اللذان يقومان بتغيير الطقس فوق باكستان، حيث أن الهواء القاري يكون موجود لبقية العام، وفيما يلي العوامل الرئيسية التي تؤثر على الطقس في باكستان:

  • تحدث الاضطرابات الغربية في الغالب أثناء أشهر الشتاء وتتسبب في تساقط أمطار خفيفة إلى معتدلة في الأجزاء الجنوبية من البلاد، بينما تسقط أمطار معتدلة إلى غزيرة مع تساقط ثلوج كثيفة في الأجزاء الشمالية من البلاد، حيث تُسلب هذه الأمواج الغربية معظم الرطوبة بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى باكستان.
  • يحدث الضباب أثناء فصل الشتاء ويظل لأسابيع فوق السند ووسط خيبر بختونخوا والبنجاب.
  • تحدث الرياح الموسمية الجنوبية الغربية في الصيف من شهر يونيو لغاية شهر سبتمبر في جميع أرجاء باكستان تقريبًا، ويستثنى من ذلك غرب بلوشستان و(FATA وChitral وGilgit – Baltistan)، وإن الأمطار الموسمية تعطي الراحة التي تم انتظارها كثيراً بسبب حرارة الصيف العالية، وهذه الأمطار الموسمية كثيفة، ويمكن أن تحدث فيضانات ضخمة وقوية إذا تفاعلت مع الأمواج الغربية في الأقسام العليا من البلاد.
  • عادة ما تتكون العواصف الاستوائية أثناء أشهر الصيف من نهاية أبريل حتى يونيو ثم من نهاية سبتمبر حتى نوفمبر، حيث أنها تؤثر على المناطق الساحلية في البلاد.
  • تحدث العواصف الترابية أثناء أشهر الصيف وقوتها تكون في مايو ويونيو، وهي معروفة محليًا باسم (Andhi)، وهذه العواصف الترابية قوية جداً، حيث أن العواصف الترابية في أوائل الصيف تشير إلى وصول الرياح الموسمية، بينما العواصف الترابية في الخريف تشير إلى بداية فصل الشتاء.

يوجد في باكستان 4 فصول وهي: شتاء بارد وجاف من شهر ديسمبر لغاية شهر فبراير، ربيع حار وجاف من شهر مارس لغاية شهر مايو وموسم الأمطار في الصيف أو وقت الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من يونيو لغاية سبتمبر وفترة تراجع الرياح الموسمية في أكتوبر ونوفمبر، حيث يختلف بداية هذه الفصول ومدتها إلى حد ما حسب الموقع.

إن المناخ في العاصمة إسلام أباد يكون متباين، حيث ​​ينخفض كل يوم ليصل إلى 2 درجة مئوية في شهر يناير إلى متوسط ​​يومي مرتفع يصل إلى ثمان وثلاثون درجة مئوية في شهر يونيو، حيث أن نصف تساقط الأمطار في العام يحدث في شهري يوليو وأغسطس بمتوسط ​​حوالي مئتان وخمسة وخمسون ملم في كل من هذين الشهرين، وما تبقى من العام به أمطار أقل بشكل واضح تصل تقريباً إلى 50 ملم في الشهر، كما أن عواصف البَرَد شائعة في فصل الربيع.

تعتبر كراتشي المدينة الأكبر في باكستان، والتي تعتبر كذلك المركز الصناعي للبلاد وأكثر رطوبة من إسلام أباد، لكن تساقط الأمطار فيها أقل، وخلال شهر يوليو وشهر أغسطس وصل ​​تساقط الأمطار أكثر من خمسة وعشرين ملم في منطقة كراتشي، والأشهر الباقية تكون جافة جدًا، كما أن درجة الحرارة تكون أكثر انتظاماً في كراتشي عنها في إسلام أباد، حيث تتراوح من متوسط ​​منخفض يومي يصل إلى ثلاثة عشر درجة مئوية أثناء فترات الشتاء إلى متوسط ​​مرتفع يصل إلى ثلاثة وأربعون درجة مئوية في أيام الصيف، وبالرغم من أن درجات الحرارة في الصيف لا تكون مرتفعة مثل التي توجد في البنجاب، إلا أن الرطوبة المرتفعة ينتج عنها  الانزعاج الكبير للسكان، وهناك رياح باردة في اسلام اباد تأتي من شمال باكستان.

أحداث الطقس في دولة باكستان:

إن الظواهر الجوية في باكستان تضم كل من درجات الحرارة العالية والمنخفضة والأمطار الكثيفة والفيضانات، حيث أن أعلى درجة حرارة تم تسجيلها في باكستان هي 53.7 درجة مئوية في توربات وبلوشستان في 28 مايو 2017، حيث إنها لم تكن أعلى درجة حرارة تم تسجيلها في باكستان، ولكن تعتبر ثاني أعلى درجة حرارة تم التحقق منها في آسيا ورابع أعلى درجة حرارة سجلت على الكرة الأرضية، حيث تم تسجيل أعلى تساقط للأمطار وصل إلى 620 ملم في إسلام أباد خلال 24 ساعة في 24 يوليو 2001، وسقطت الأمطار التي حطمت الرقم القياسي في 10 ساعات فقط، حيث كان هذا هو أشد تساقط للأمطار في إسلام أباد في المائة عام الماضية.

ومع ذلك فقد تحدث الأعاصير غالباً أثناء فصل الربيع، وذلك في كل من أشهر مارس وأبريل عادةً عندما يقوم الاضطراب الغربي في التأثير على الأقسام الشمالية من البلاد، ومن المتوقع كذلك أن تكون دورات سنوات الإعصار مرتبطة بفترات انخفاض نشاط الأعاصير المدارية.

كما أصبح الجفاف ظاهرة متكررة في البلاد، والواقع أن موجات الجفاف الكبيرة التي حدثت في الفترة 1998-2002 أدت إلى إجهاد شديد للقدرة التكيفية للأنظمة الحالية، وبالكاد كانت قادرة على الحيلولة دون تحول الوضع إلى كارثة، والجفاف في 1998-2002 هو الأسوأ منذ خمسون عاماً، وبحسب المسح الاقتصاد الباكستاني كان الجفاف من أهم العوامل التي تكون مسؤولة عن أداء النمو دون المتوقع، حيث يصفه المسح بأنه أسوأ جفاف في تاريخ البلاد، وبحسب إصدارات صادرة عن الحكومة فإنه لا تتم تلبية أربعون بالمائة من احتياجات المياه في البلاد.

المصدر: محمد صبري محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي أحمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعي/2011.


شارك المقالة: