مناخ ميكرونيزيا

اقرأ في هذا المقال


ما هو مناخ ميكرونيزيا

بعد الدراسات الجغرافية تم التوصل إلى أنّ المناخ في ولايات ميكرونيزيا الموحدة يكون استوائي، أي أنّه حار ورطب وممطر طوال العام، حيث أنّ درجة الحرارة مستقرة بالتأكيد على مدار العام، حوالي 22 إلى 25 درجة مئوية أي ما يعادل (72 إلى 77 درجة فهرنهايت) في الليل و 30 إلى 32 درجة مئوية تقريباً (ستة وثمانون إلى تسعون درجة فهرنهايت) أثناء ساعات النهار، نادراً ما تنخفض عن 20 درجة مئوية تقريباً (68 درجة فهرنهايت)، في حين أنها يمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى 34/35 درجة مئوية (93/95 درجة فهرنهايت).

كما أنّ الجزر تقع شمال خط الاستواء، وتتأثر بالرياح التجارية والرياح المستمرة القادرة على تخفيف الحرارة قليلاً، ومن وجهة نظر جغرافية يطلق عليهم جزر كارولين إلى جانب جزر بالاو، حيث أنّ هطول الأمطار السنوي وفير، ويتراوح من 2500 إلى 5000 ملم (100 إلى 200 بوصة)، ولكن على المنحدرات المتجهة للريح في الجزر الأكبر (مثل بوهنباي وكوسراي).

والتي تستضيف بعض الارتفاعات في الداخل، ومن الممكن أن تتجاوز 6000 ملم ( 235 بوصة) في السنة، أي بارتفاع يصل إلى ستة أمتار (20 قدمًا)، يعد جبل ناهنالود الذي يبلغ ارتفاعه 750 مترًا (2450 قدمًا)، في جزيرة بوهنباي أحد أكثر الأماكن رطوبة على الأرض، حيث يبلغ معدل هطول الأمطار 10،160 ملم (400 بوصة) سنويًا، لكنها غالبًا ما تكون مغطاة بالغيوم.

كما أنّ أغلب الجزر التي تشكل ميكرونيزيا تكون جزر مرجانية كبيرة ومنخفضة، على الرغم من أنّ الحافة الغربية للمنطقة تشمل جزرًا عالية تشكلت نتيجة النشاط البركاني أو الارتفاعات الجيولوجية، حيث أنّ ندرة الأراضي المتأصلة في المنطقة، واحتمال حدوث الجفاف، والتعرض للأعاصير هي عبارة عن حقائق ثابتة تواجه سكانها، وتقليدياً كان سكان الجزر المرجانية متنقلين بشكل خاص لقد حافظوا على شبكات تبادل كبيرة بين الجزر، ويعود ذلك بشكل جزئي إلى الطبيعة غير المستقرة للعيش في الجزر الصغيرة.

تغير مناخ ميكرونيزيا

بالنظر إلى هطول الأمطار بشكل متكرر، فإن كمية سطوع الشمس ليست ممتازة أبدًا في المتوسط، ولكنّها أيضاً ليست منخفضة جدًا، لكن في الواقع تحدث الأمطار في شكل أمطار شديدة ولكنّها قصيرة وعواصف رعدية، ومع ذلك تميل الشمس إلى أن تكون أكثر تواترًا في الأشهر الأقل تمطرًا، حيث أنّ الجزر الأكثر جفافًا هي الجزر المرجانية المسطحة، والسبب في ذلك أنه لا توجد تلال وجبال يمكن أن تعزز تكوين السحب الرعدية.

ففي هذه الحالات يمكن أن ينخفض ​​هطول الأمطار إلى أقل من 4000 ملم (157 بوصة) سنويًا، وفي بعض الحالات حتى أقل من 3000 ملم ( 118 بوصة)، ومع ذلك نظرًا لأن البلد يتأثر بما يُسمَّى بدورة (ENSO)، فإن نمط هطول الأمطار غير منتظم تمامًا من عام إلى آخر، وعلى وجه الخصوص من الممكن أن تسبب الظاهرة المعروفة باسم النينيو الجفاف في هذه المنطقة من المحيط الهادئ.

وإنّ باليكير ​​التي تقع على خط عرض 7 درجات شمالًا، في جزيرة بوهنباي (بونابي سابقًا)، ويتلقى (Palikir) ما يقرب من 4800 ملم (190 بوصة) من الأمطار سنويًا، بحد أدنى 260 ملم (10.2 بوصة) في شهر فبراير وبحد أقصى 490 ملم (19.3 بوصة) في شهر مايو، وهذا هو متوسط ​​هطول الأمطار في باليكير، والبحر في ميكرونيزيا دافئ بشكل لطيف على مدار السنة، ودرجة حرارته تكون مستقرة للغاية.

في أقصى غرب الجزيرة ياب التي تقع على خط عرض 9 درجات شمالًا، تسقط حوالي 3000 ملم (118 بوصة) من الأمطار خلال العام، والفترة من شهر فبراير إلى شهر أبريل (نسبيًا) أقل هطولًا للأمطار، حيث لا يتجاوز معدل هطول الأمطار 150 ملم (6 بوصات) خلال الشهر، ومع ذلك لا تزال كمية كبيرة، وهذا هو متوسط ​​هطول الأمطار في ياب، لكن من المهم معرفة أيضاً أن درجات الحرارة في ياب مستقرة جدًا ومرتفعة على مدار العام.

وقد لوحظ أنّ الشمس تشرق بشكل كبير ومتكرر في ياب كثيرًا في الأشهر الأولى من العام، أي في أقل فترة تمطر، وهذا هو متوسط ​​ساعات سطوع الشمس في اليوم في ياب، وفي ولاية تشوك (تُسمَّى Truk حتى عام 1990) التي تقع إلى الشرق، بين ياب وبوهنباي يبلغ معدل هطول الأمطار 3500 ملم (138 بوصة) سنويًا، وأقل فترة ممطرة تبدأ من بداية شهر يناير إلى نهاية شهر مارس، ومع ذلك لا ينخفض ​​هطول الأمطار فيها عن 200 مم (8 بوصات) شهريًا، وهذا هو متوسط ​​هطول الأمطار في (Weno) عاصمة الولاية.

في وينو أيضًا درجات الحرارة تكون مستقرة جدًا ومرتفعة على مدار العام، وفي جزيرة نوكورو الجنوبية، تلك التي تقع على خط عرض 4 درجات شمالًا، يبلغ هطول الأمطار حوالي 4000 ملم (157 بوصة) سنويًا، على الرغم من اختلاف النمط؛ والسبب في ذلك هو أن تساقط الأمطار ينخفض ​​إلى أقل من 300 ملم تقريباً (12 بوصة) شهريًا من شهر سبتمبر إلى شهر ديسمبر.

وإلى الجنوب في (Kapingamarangi) التي تقع على بعد درجة واحدة فقط شمال خط الاستواء، يبلغ تساقط الأمطار 3000 ملم (118 بوصة)، وينخفض ​​إلى أقل من 250 ملم (10 بوصات) من شهر أغسطس إلى شهر ديسمبر، وأقل من 200 ملم أي ما يعادل (8 بوصات) في شهر سبتمبر وشهر أكتوبر.

الأعاصير المدارية في ميكرونيزيا

يمكن أن تتأثر ميكرونيزيا بالأعاصير المدارية في منطقة شمال المحيط الهادئ، والمعروفة في هذه المنطقة باسم الأعاصير، وعادة تحدث الأعاصير من بداية شهر أبريل إلى نهاية شهر ديسمبر، على الرغم من أنها أكثر تواتراً بين شهر أغسطس وشهر نوفمبر، ومع ذلك نظرًا لأنّ البحر دائمًا ما يكون دافئًا.

فقد يحدث أيضًا في بعض الأحيان من شهر يناير إلى شهر مارس، على الرغم من أن المنخفضات الاستوائية التي تتشكل خلال هذه الفترة عادة ما تكون غير شديدة، حيث يمثل الاستثناء جزيرة كابينغاما رانجي المرجانية الجنوبية، المحمية من الأعاصير لأنها تقع عمليًا عند خط الاستواء (أو في أسوأ الأحوال، يمكن أن تتأثر بطريقة هامشية).

ومن المهم معرفة أنّ أفضل الأوقات لزيارة ميكرونيزيا هي الأكثر جفافاً (أو بالأحرى الأقل أمطارًا)، حيث أنّها تبدأ من شهر فبراير إلى شهر أبريل في أقصى الجزر الغربية (جزر ياب) ومن شهر يناير إلى شهر مارس في الجزر الشرقية الوسطى (جزر كارولين الشرقية)، وعادةً ما يكون شهر فبراير هو أقل شهر ممطر على الإطلاق.

وعلى مدار السنة احضر معك ملابس فضفاضة مناسبة للمناطق الاستوائية، قبعة شمسية ووشاحًا للنسيم وقميصًا خفيفًا لساعات المساء ومعطفًا خفيفًا من المطر أو مظلة، ويوجد هناك أيضاً “مدن” قديمة في ميكرونيزيا تتمكن من زيارتها والاستمتاع بها وفي حال قمت بزيارتها فإن اثنتان منها بقيتا كبقايا أثرية، وأحدهما هو موقع نانمادول الأثري في بوهنباي.

المصدر: محمد صبري محسوب/ مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/ 2007.علي أحمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: