ميناء العقير البحري في السعودية

اقرأ في هذا المقال



ليس بغريب على بلد معراج الرسول والأرض المباركة التي نقدسها وفيها قبلة المسلمين أن يكون لها مجد وتاريخ الذي خلد عبر العصور  هذا التاريخ في هذه البلد العظيمة بلد سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن المعالم الأثرية الموجودة في المملكة العربية (السعودية) وأهمها ميناء العقير هو ميناء بحري يقع في الأحساء بالمملكة العربية السعودية، أنشأته الدولة العثمانية إبان حكمها لمنطقة الخليج حوالي عام 960 م، ويعتبر أقدم ميناء بحري في عام المملكة العربية السعودية. كانت تسمى العقير أو الأجير، كما يسميها أهل الأحساء من اسم قبيلة أجير التي سكنت المنطقة خلال الألفية الأولى قبل الميلاد.
وقد ورد في قاموس الدول على لسان ياقوت الحموي أن كل فرصة بين شيئين وتصغيرهما قبيحة. كان ميناء مهمًا في عهد الدولة العثمانية واستمر في الدولة السعودية حتى تم الاستغناء عنه ونقله إلى ميناء الدمام. قبل اكتشاف النفط، كانت الميناء الرئيسي للمنطقة الشرقية وجنوب ووسط نجد. لا تزال بعض الآثار موجودة حتى الآن وأصبحت معلماً أثرياً.
وكان ميناء العقير من أهم الوسائل التي اعتمد عليها الحكام العثمانيون في الاتصال بالسلطة المركزية، وبالتالي منحوها مزيدا من العناية والاهتمام. دخل الملك عبد العزيز العقير في توقيع معاهدة العقير مع كوكس، والتي اعترفت فيها بريطانيا بحكم ابن سعود في الأحساء عام 1922.

تاريخ ميناء العقير:


(قبل النفط)، كان يعتبر شاطئ العقير بأنه الممثل الرئيسي “للأحساء” و”المناطق الداخلية” وبالاخص شبه الجزيرة العربية، أيضا هو وسيلة التواصل مع العالم الخارجي وراء البحار والهند والصين، وكان يحتوي على سوق الذي يعتبر من الأسواق القديمة ومهمة ورئيسية.
أسواق تجارية تطل على الخليج من الجانب الغربي في فترة ما قبل الإسلام، حيث ذكر بعض المؤرخين أنها اجتمعت فيها عددًا كبيرًا من التجار من المناطق والدول المجاورة. يتم عرض ألوان مختلفة من المحاصيل العربية ومنتجات الدول الأجنبية فيها. ويقدر عدد الحمولات التي تغادر ميناء العقير إلى الأحساء ثم إلى مناطق أخرى ما بين 250 إلى 300 متجرا تحمل أصناف من البضائع من الأخشاب والمواد الغذائية والقهوة والهيل والتوابل والملابس والعطور والبخور وخشب الصندل.
يأتون من الهند والصين وإيران والعراق واليمن. وحضرموت بعُمان وتعود محملة بأهم منتجات الأحساء ومنها التمر والدبس وفتات النخيل والسعف والصوف والماشية وبعض المشغولات اليدوية مثل الفخار والأحساء الشهيرة صلالة. من هذا الميناء وصلت الجيوش الإسلامية التي غزت بلاد فارس والهند ووصلت إلى أطراف الصين.

سبب تسمية بميناء العقير:

يبدو أن اسم العقير جاء في إشارة إلى “قبيلة الأجروة” أو “قبيلة الأجيروا” التي سكنت المنطقة في الألفية الأولى قبل الميلاد، وقد ورد اسمها في المصادر الكلاسيكية. حرف قاف بحرف J فيقال: أجير بدلاً من العقير، واسم عقير في المصادر الكلاسيكية هو أجير. لأن الذين كتبوها ولفظوها ليسوا من الناطقين باللغة العربية، لذلك يصعب عليهم نطق حرف العين لأنه ليس موجودًا في لغتهم في الأصل.
فيكتبون ونطق أجير أو جير أو جيرا المرتبطة بقبيلة أجارم، وهي باللغة العربية المحلية التي أصلها أجارو أو سكان أجيريون من الساحل الشرقي للجزيرة قبل ولادة المسيح. وردت في المصادر والنقوش المسمارية.

الطابع الترفيهي في ميناء العقير:


يتميز ساحل العقير بكل الإمكانيات التي تؤهله ليصبح مرفق ترفيهي ليس على المستوى المحلي بل الإقليمي أيضا وأهمية المرافق الترفيهية كضرورة اجتماعية، التي تتطلب الاهتمام لتطويرها وقد سعت الأحساء إلى تطوير هذه المنشأة في البداية لتوجيه تنفيذ الدراسات المعدة لتطوير المنتجع الشاطئي الترفيهي وجوهر هذه الخطة ليس التعامل مع تلك المنطقة كمكان عادي بل كمكان فريد من خلال الحفاظ عليها و تطويره كهدف أساسي.

ساحل الأحساء في ميناء العقير:


ينقسم ساحل الأحساء إلى قسمين وهما:

• ساحل خَليج سلوى والعقير:

هذا الساحل يبدأ من الدوحة شمالاً حتى النقطة الحُدودية السّعودية القطرية وهو بالقرب من مركز سلوى. وهو يعتبر أكثر أجزاء الساحل الشرقي مباشرة، باستثناء بعض الرؤوس والخلجان الصغيرة، وأهمها رأس الصياح وخليج العقير ودوحة حماه.

• ساحل خور الدين:

هو يبدأ من النقطة الحدودية السعودية القطرية الجنوبية في الطرف الشمالي لخور العديد حتى الدوحة الدويهين مكونة شبه جزيرة العديد، ثم ساحل الدوحة الدويهين حتى النقطة الحدودية مع الإمارات العربية المتحدة. ويفصل بين الساحل الشمالي والجنوبي لشبه جزيرة العديد بارتفاعات صخرية تعرف بجبال العديد حول مستنقعاتها وترتبط الأراضي الرملية المنخفضة بالصحراء في الربع الخالي من الغرب.

شاطئ رملي في ميناء العقير:


يتميز بأنه شاطئ رملي على طول الساحل بأشكاله المتعرجة فيعطي مظهراً طبيعيًا وجميلًا ، يضيق ويتسع في بعض المناطق ويخرج مناطق المستنقعات التي تتواجد عادة في الجزر وشبه الجزيرة التي تشكل مياه الخليج. 12 كم، عرضها يتراوح بين 1.5 كم – 2.5 كم، وعمق المياه حوالي 6 أمتار.
تغير هذه الخلجان زوايا التربة للشاطئ، مما يعطي إمكانيات بصرية مختلفة. يمتد على طول ساحل العقير وهو سهل ساحلي منخفض يمتاز بعرض يتراوح بين 6-16 كم. لا يمكن تمييز التضاريس البارزة باستثناء الكثبان الرملية الممتدة خطيًا بالإضافة إلى المستنقعات (من الطمي والطين والرمل الطيني) التي تترك هذه الكثبان وبعض التلال الصخرية بالقرب من العقير.

ميناء العقير أول ميناء بالمملكة:


يعتبر ميناء العقير الميناء الرئيسي لمملكة الخليج العربي سابقاً، وقد رست القوارب التي استفادت منه من نفس دول الاتصالات التجارية في المنطقة وقد تم الإمدادات حتى الأحساء، وإيجاد عدد من “المناطق الداخلية” في السعودية من خلال الجمارك، اشتهر ميناء العقير بعقد اتفاقية العقير الشهيرة بين المملكة وبريطانيا، وتوقف العمل بالميناء بعد توسع أعمال تصدير النفط من الموانئ الحديثة، وإنشاء ميناء الملك عبد العزيز بالدمام لتلبية الحاجة المتزايدة للتبادل التجاري مع دول العالم.

ترميم مباني ميناء العقير:


نفذت الوكالة المختصة المساعدة للآثار والمتاحف وبالتعاون مع “إدارة التربية والتعليم” بمحافظة الأحساء، عملية (تسجيل وتوثيق وترميم) مباني ميناء العقير من خلال إحدى المؤسسات الوطنية لمباني منطقة العقير. خان، والإمارة، والقلعة ،والمسجد. عام ليصبح أحد روافد السياحة في المملكة، ويتضمن المشروع كذلك تسجيل وتوثيق الميناء بالكامل بالطرق العلمية ومتابعة أعمال الترميم وما يتم اكتشافه نتيجة أعمال التنقيب عن المباني.

مهارة البناء ميناء العقير:


يتميز العقير بعدة سمات معمارية متميزة ترتبط فيها الأهداف الجمالية والأغراض الإنشائية التي اندمجت فيها الموروثات المعمارية التقليدية للمنطقة والأنماط المعمارية القادمة إليها من الخارج، لا سيما العناصر المعمارية العثمانية التي تتميز بها الأقواس المتعددة الأشكال، والزخرفة، والقباب، وتسخير المكونات المعمارية للإضاءة والتهوية. نتج عن ذلك نمط جديد من العمارة التي كانت تفرضها أحيانًا مواد البناء في المنطقة.

هذه الطريقة ترجمت أفكار ومهارة يد البناء المدني ولكنها انتشرت في جميع أنحاء المنطقة وشملت جميع الوحدات المعمارية وتم إعادة بناء هذه العناصر أو تشييدها مرة أخرى على أبنية أقدم منها حسب الأدوار السياسية التي لعبها الميناء منذ ذلك الحين نشأتها والتي تعود إلى عصور ما قبل المسيح. تمتد التلال الأثرية إلى الجنوب الغربي من مباني الموانئ وبين كثبانها الرملية توجد علامات معمارية تمثل أجزاء من جدران المنازل والقلاع والمدافن الدائرية وقنوات الري، والتي يمكن رؤيتها بوضوح حول منطقة أبو زمول وغربها.

أقسام بناء ميناء العقير:

  • مكتب الجمارك.
  • مكتب الجوازات والفرضة.
  • مبنى الخان.
  • مبنى الإمارة.
  • الحصن والمسجد وعين الماء.
  • برج بوزهمول.

المواد التي تم العثور عليها بميناء العقير:


تم العثور على أواني فخارية مكتملة من الفترة الساسانية المبكرة، وقطع فخارية مزججة من الداخل والخارج بألوان الفيروز والزيتون والأخضر الداكن، والفخار المغطى بالكريم، والفخار المزجج بزخارف غير مميزة مزينة بتشكيلات نباتية وفخارية مزججة ببعض التقليد الخزف الصيني.

كما تم العثور على فخار مزجج باللون الأزرق الفاتح من الداخل وفيروز من الخارج، وتألفت الزخارف البارزة من زخارف نباتية، كما تم العثور على جزء من الخزف الخزفي ذو الأيدي المعدنية بلون زيتوني من الخارج مع خطوط صفراء داكنة. تعود هذه النماذج الفخارية إلى فترة إسلامية مبكرة، حيث أن معظمها من العصر العباسي.

كما تم العثور على مجموعة من الفخار الناعم الملمس ومجموعة من الفخار بألوان مختلفة منها الأخضر والأزرق بعضها يعود إلى القرنين الثالث والرابع الهجريين، كما تم العثور على قطعة من الحجر عليها خربشات قد تكون في النظام الأساسي ووجدت عملة معدنية في عهد الدولة الطولونية. الاكتشاف هو المكان الذي تعود فيه الفترة الأولى إلى العصر العباسي المبكر، بينما تعود الفترة الثانية إلى القرن العاشر الهجري، وهي فترة الصراع التاريخي بين الغزاة البرتغاليين وحكام الأحساء من عائلة الجبور.

اهتمام الملك المؤسس بمناء العقير:

يعتبر “ميناء العقير” بالأحساء الموجود على ساحل “الخليج العربي”. من أهم الأماكن التاريخية في المملكة العربية السعودية وهو يعتبر الميناء الأول فيها. كما كان يعتبر الميناء الرئيسي للحضارات المتتالية في الأحساء حتى وقت قريب. اهتم المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بميناء العقير، حيث كان البوابة الاقتصادية للدولة السعودية الناشئة، وكان حتى وقت قريب قبل إنشاء ميناء الدمام الرئيسي. ميناء جاء إليه زوار وسط وشرق الجزيرة العربية.

العقير هي بوابة نجد البحرية ومعبر الاستيطان في المنطقة، واستمر أثرها السياسي والتجاري والعسكري والفكري في الظهور في الأدوار السياسية المتعاقبة على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، باعتبارها العمق الأقدم. يعود التبادل التجاري عبر العقير والدول المجاورة إلى العصور الحجرية. الأدوات الحجرية التي تم العثور عليها في حجر مصنوعة من أحجار غير موجودة أصلاً في مكونات سطحها، مثل الأحجار البركانية وأحجار الكوارتز وأنواع أخرى من الأحجار المختلفة، بل تم استيرادها من المناطق الغربية لشبه الجزيرة العربية. بعد أن تم فحصها من قبل علماء الآثار.


المصدر: ThePlace: Uqair, the first seaport in the Arabian GulfAn Outing to al-Uqair: Take a Step Back In Time at Historic PortAL UQAIR PORTSaudi Arabia revamps ancient port to lure tourists


شارك المقالة: