نهر أواش

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر أواش؟

نهر الأواش (يُكتب أحياناً هوش، أورومو عواش، الصومالية: Webiga Dir) هو نهر رئيسي في إثيوبيا، حيث يقع مساره بالكامل داخل حدود إثيوبيا ويصب في سلسلة من البحيرات المترابطة التي تبدأ ببحيرة غارغوري وتنتهي ببحيرة آبي (أو أبهي باد) على الحدود مع جيبوتي، على بعد حوالي 100 كيلومتر (60 أو 70 ميلاً) من رأس خليج تاجورة، وإنه التيار الرئيسي لحوض تصريف داخلي يغطي أجزاء من أمهرة وأوروميا ومناطق الصومال، وكذلك النصف الجنوبي من منطقة عفار، ووفقاً لهنتنغفورد في القرن السادس عشر كان نهر الأواش يُسمَّى نهر الدير العظيم ويقع في بلاد المسلمين.

وترتفع الأواش جنوب جبل ورق غربي أديس أبابا في ولاية داندي بالقرب من بلدة جينشي بمنطقة غرب شيوا في أوروميا، فبعد دخول الجزء السفلي من الوادي المتصدع العظيم يتدفق نهر الأواش جنوباً للالتفاف حول جبل زقالة في الاتجاه الشرقي ثم الشمالي الشرقي قبل دخول خزان كوكا، وهناك تستخدم المياه لري مزارع قصب السكر، كما أن المصب يمر نهر الأواش بمدينة أداما ومنتزه أواش الوطني، ثم ينضم إليها على ضفتها اليسرى من قبل الأثرياء نهر جرماما (أو قاسم) قبل أن يتحول شمال شرق عند حوالي 11 درجة شمالاً 40 درجة 30 ‘شرقاً حتى 12 درجة قبل أن يتحول شرقاً تماماً للوصول إلى بحيرة جارجوري.

وفقاً لمواد نشرتها وكالة الإحصاء المركزية الإثيوبية، يبلغ طول نهر الأواش 1200 كيلومتر، حيث يصف فرانك ريتشاردسون كانا في مقالة (Encyclopædia Britannica) الإصدار الحادي عشر الجزء الأوسط منه بأنه تيار غزير يبلغ عرضه 200 قدم أي [61 متراً] وعمقه 4 أقدام أي [1.2 متر] في موسم الجفاف، وأثناء ارتفاع الفيضانات 50 أو 60 قدماً أي [15 أو 18 متراً] فوق علامة المياه المنخفضة، وبالتالي تغمر السهول لأميال عديدة على طول ضفتيها، حيث تشمل الروافد الأخرى لنهر الأواش (بالترتيب أعلى المنبع) وهي: أنهار لوجيا، ميل، بوركانا، أتاي، حواد، كابينا ودورخام، وتشمل البلدات والمدن الواقعة على طول مسارها (Metehara ،Awash ،Gewane ،Asaita).

تاريخ نهر أواش:

لقد عاش البشر في وادي الأواش تقريباً منذ بداية هذا النوع، فكانت منطقة الأواش الوسطى، حيث تم العثور على العديد من بقايا أسلاف الإنسان ما قبل الإنسان، ويعد وادي الأواش من حوالي 9 درجات شمالاً في اتجاه مجرى النهر الموطن التقليدي لشعب عفار وشعب عيسى، وأُدرج وادي الأواش كجزء من أراضي المقاطعات التاريخية أو ممالك دوارو وفتاقار وعفت وشيوا،  فباستثناء شيوا اختفت هذه المقاطعات مع وصول مجموعات من شعب الأورومو في القرن السادس عشر بعد ما يعرف باسم هجرات الأورومو.

كان ويلفريد ثيسيجر هو أول أوروبي تتبع مسار الأواش حتى نهايته في واحة أوسا عام 1933/1934، الذي بدأ في مدينة أواش، وتبع مجرى النهر حتى نهايته النهائية في بحيرة أبحباد، واستمر في رحلته شرقاً إلى تاجورة، على الرغم من أن المستكشف (LM Nesbitt) قد تبع أجزاء من مسار الأواش في عام 1928، إلا أنه ابتعد عن النهر في (Asaita) واتجه شمالاً عبر منخفض (Afar) إلى البحر الأحمر.

في عام 1960 تم الانتهاء من سد كوكا عبر نهر أواش عند نقطة تبعد حوالي 75 كيلومتراً عن أديس أبابا، ومع افتتاحه أصبح مصدراً رئيسياً للطاقة الكهرومائية في المنطقة، حيث تبلغ مساحة بحيرة المياه العذبة الناتجة بحيرة جيليلا (المعروفة أيضاً باسم خزان كوكا) حوالي 180 كيلومتراً مربعاً، تتعرض كل من البحيرة والسد للتهديد من خلال زيادة الترسيب، فقد تم تسمية بنك أواش الدولي على اسم نهر أواش.

مناخ نهر أواش:

يتأثر مناخ حوض نهر الأواش في الغالب بحركة منطقة التقارب بين المناطق المدارية (ITCZ)، فأثناء تحركها شمالاً في مارس/ أبريل وتراجعها جنوباً خلقت (ITCZ) ​​موسمين مطريين، أحدهما أقصر في مارس (‘Belg’)، والآخر أطول بين يونيو وسبتمبر (Kiremt)، والذي يقع جزئياً في واحد أطول موسم الأمطار، ويميل موسم الأمطار إلى أن يكون ثنائي الاتجاه نحو شرق إثيوبيا وشبه أحادي الاتجاه نحو غرب إثيوبيا، والوقت بين أكتوبر ومارس هو موسم جاف يُسمَّى (Bega)، حيث تسود الظروف شبه القاحلة إلى القاحلة في وادي ريفت، وفي المقابل تتلقى المرتفعات جزئياً أكثر من 1600 ملم من الأمطار في كاليفورنيا ستة أشهر في السنة.

هيدرولوجية نهر أواش:

تتفاوت إعادة تغذية المياه الجوفية بين قيم تتجاوز 350 مم في السنة في المرتفعات العليا ولا يوجد إعادة تغذية في قاع الوادي المتصدع، حيث يتم إعادة شحن المياه الجوفية في الغالب عند المنحدرات والمرتفعات التي يزيد ارتفاعها عن 1900 متر مكعب، حيث يزيد معدل هطول الأمطار السنوي عن 1000 ملم، ومن المفترض أيضاً أن تحدث التغذية الموضعية على نطاق صغير على جوانب براكين الوادي المتصدع، فتحدث إعادة التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية في المزارع المروية في الوادي المتصدع، وتلعب التغذية من خسائر قناة النهر وعبر التسلل من البحيرات دوراً في الصدع الإثيوبي الرئيسي (MER) وفي جنوب عفار.

يعتبر معظم حوض الأواش جزءاً من منطقة الغابات الجبلية الإثيوبية، وعلى ارتفاعات عالية تسود الأراضي العشبية الجبلية الإثيوبية والأراضي الحرجية والأراضي الجبلية الإثيوبية، كما أن غابات الأكاسيا كوميفورا الصومالية والغابات البيئية تحتل ارتفاعات منخفضة في الصدع، والغطاء النباتي للحوض له تأثير بشري قوي، ففي جميع أنحاء حوض الأواش العلوي والوسطى لا تزال بقايا أنواع السافانا المختلفة مرئية بوضوح، وهي تتراوح بين السافانا الشائكة في الصدع السفلي والأدغال والعشب والسافانا المفتوحة فوق 800 متر والسافانا الخشبية على الجروف والمرتفعات.

نادراً ما توجد الغابات داخل حوض نهر أواش مع استثناءات قليلة من مزارع الأوكالبتوس الصغيرة، فخارج حديقة أواش الوطنية تمت زراعة السافانا المفتوحة والخشبية بالكامل تقريباً بالمحاصيل، وهذا ينطبق بشكل خاص على جميع شرفات الجرف، وبذلك ظل الغطاء الشجري المتناثر مشابهاً للحالة الأولية للسافانا، بينما تم استبدال طبقة العشب بالمحاصيل، فقط أعلى الارتفاعات لا تزال تظهر الغابات المتصلة، وتم إجراء إعادة التحريج جزئياً على ارتفاعات غير صالحة للزراعة مع الغابات الصنوبرية الثانوية.

المحاصيل المزروعة (المستوطنة) هي التيف والذرة والذرة الرفيعة والفول والخضروات، ونادراً ما توجد المراعي حيث الزراعة ممكنة، وترعى الماشية على أطراف الحقول وعلى جوانب الطرق والجروف شديدة الانحدار، فهذا هو أحد الأسباب الرئيسية للتعرية، لأن الغطاء النباتي قد دمر جزئياً، وإن رعي القش هو ممارسة شائعة في حوض الأواش، حيث يعد وادي أواش السفلي أحد آخر محميات الحياة البرية للحمار البرية الأفريقية، وانقرضت الثدييات الآن في حديقة (Yangudi Rassa) الوطنية، لكنها لا تزال موجودة في محمية (Mile-Serdo Wild Ass Reserve المجاورة)، كما تشمل الحيوانات الكبيرة الأخرى في المنطقة (Beisa Oryx ،Soemmering’s gazelle ،Dorcas gazelle ،gerenuk ،Grevy zebra).

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: