نهر ساو فرانسيسكو

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر ساو فرانسيسكو؟

نهر ساو فرانسيسكو هو نهر موقعه في البرازيل، ونظراً لطوله الواصل إلى 2.914 كيلومتر (1.811 ميل)، فإنه يُعد أطول نهر يجري داخل المناطق البرازيلية، وفي المرتبة الرابعة من حيث حجم الأنهار الموجودة داخل أمريكا الجنوبية وفي مناطق البرازيل المختلفة (بعد الأمازون وبارانا وماديرا)، وقد عرف باسم أوبارا (Opara) عن طريق السكان الأصليين قبل الاستعمار، حيث بقي ولغاية الآن يُعرف باللقب المثير “فيلهو شيكو” (Velho Chico) (فرانك القديم).
وينبع ساو فرانسيسكو من مجموعة جبال كانسترا في القسم الغربي الأوسط من ولاية ميناس غيرايس (Minas Gerais)، حيث يكون جريانه نحو الجهة الشمالية من ولايات ميناس غيرايس وباهيا (Bahia)، خلف مجموعة الجبال الساحلية، كما كان يزيد طوله عن (630.000) كيلومتر مربع؛ أي (240.000 ميل2)، قبل أن يتوجه باتجاه الشرق ليكون بمثابة الحدود بين باهيا والضفة الغربية وولايتي بيرنامبوكو وألاغواس (Alagoas) في الضفة الشرقية.
وبعد هذا، فإنه يقوم بتشكيل الحدود بين ولايتي ألاغوس وسيرجيبي (Sergipe)، ثم يقوم بوضع مياهه داخل المحيط الأطلنطي، وأيضاً وجود الولايات التي عددها خمس ولايات، والتي يقوم نهر ساو فرانسيسكو بالسير عبر طريقها أو يحدها، فإن الحوض الذي يجري به يضم أيضاً على وافد من ولاية غوياس (Goiás) والمقاطعة الفيدرالية.
وهو يعد نهر مهم جداً للبرازيل، حيث يطلق عليه اسم (نهر التكامل الوطني) لأنه يقوم بتوحيد مناخات وأقاليم متعددة في الدولة، بالأخص الجنوب الشرقي مع الشمال الشرقي، ومن الممكن الملاحة فيه بين مدينة بيرابورا (Pirapora) (ميناس غيرايس) ومدينة جوازيرو (Juazeiro) (باهيا)، بالإضافة إلى بيرانهاس (Piranhas) (آلاجواس (Alagoas)) والمصب على المحيط، ولكن نقل الركاب بشكل تقليدي اختفى في الأعوام الأخيرة نتيجة للتغييرات التي حصلت في تدفق النهر (انظر أدناه).
لقد تم اكتشاف هذا النهر من قبل الأوروبيين في الرابع خلال شهر أكتوبر سنة 1501، وذلك بواسطة مكتشف فلورانسا وهو أميريجو فيسبوتشي (Amerigo Vespucci)، الذي قام بتسميته على اسم سانت فرانسيس الأسيزي (Saint Francis of Assisi)، حيث أن يوم ميلاده هو يوم الرابع من أكتوبر، في عام 1865، تم نقل المستكشف والدبلوماسي البريطاني ريتشارد فرانسيس بيرتون (Richard Francis Burton) إلى سانتوس في البرازيل، حيث قام باستكشاف المرتفعات الوسطى، حيث قام بالمشي عبر النهر من منبعه في شلالات باولو آفونسو.

الملاحة في نهر ساو فرانسيسكو:

نستطيع أن نقوم بالملاحة دون أي مشاكل داخل نهر ساو فرانسيسكو على طول السنة بين كل من بيرابورا  ومدينة بترولينا برنامبوكو ومدينة جوازيرو، بطول يصل إلى 1.371 كيلومتر أي (852 ميل)، ومع هذا، يوجد تنوعات كبيرة في العمق اعتماداً على تساقط الأمطار؛ وذلك بسبب تنوع السمات المادية على طول المسار الذي يمكن الملاحة فيه، يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام فرعية، كما يلي:

  • من بيرابورا إلى بيلاو آركادو (Pilão Arcado) (باهيا)، بطول يصل إلى 1.015 كيلومتر أي (631 ميل)، ويمكن أن يحدث تباين في الارتفاع بما يصل إلى 6 متر أي (20 قدم) بسبب الأمطار والجفاف.
  • من بيلاو أركادو وحتى سد سوبرادينهو، فإن طول خزان سوبرادينهو يصل إلى 314 كيلومتر أي (195 ميل)، ومساحته هي 4.214 كيلومتر مربع أي (1,627 ميل2) بالإضافة إلى أنه يتميز بعمق جيد.
  • من سد سوبرادينهو إلى بترولينا/ جوازيرو، حيث طول السد يصل إلى 42 كيلومتر أي (26 ميل) وعمق يصل إلى 2 متر أي (6 قدم 7 بوصة)، وبتدفق مستدام 1500 م3/ ثانية (تقريباً 53000 قدم مكعب / ثانية).
    لغاية أعوام قريبة، كان يستخدم أحد أنواع قوارب الركاب التي يطلق عليها اسم جايولا (gaiola) (والتي معناها (القفص) باللغة البرتغالية للملاحة في نهر ساو فرانسيسكو، وهي عبارة عن بواخر تعمل بالمجداف والعجلة، والبعض منها كان عبارة عن زوارق المسيسيبي وتعود إلى وقت الحرب الأهلية الأمريكية.
    وبعد أن تم انشاء سد سوبرادينهو في باهيا، اختلفت ظروف إمكانية الملاحة بشكل واضح، حيث إن الحجم الكبير للخزان ساعد على تكوين موجات قصيرة ذات ارتفاع كبير، رغم أن السد يحتوي على هويس، فإن الموجات والتيارات جعلت عبور البحيرة صعباً على قوارب الجايولا.
    وفي نفس الوقت، فإن إزالة الغابات والاستخدام الزراعي المكثف لمياه المسار العلوي في نهر ساو فرانسيسكو وروافده قلت بشدة من حيث تدفق المياه في المسار الأوسط، ممَّا تسبب في تكون الضفاف الرملية والجزر التي أعاقت حركة الملاحة.
    فإن الظروف خلال وقت قصير، جعلت الملاحة مستحيلة على قوارب الجايولا الكبيرة، إلا أن الملاحة كانت ممكنة بالنسبة للقوارب ذات الحجم الصغير، وإن هياكل هذه الزوراق بقيت موجودة في النهر في بيرابورا، ومنذ عام 2009، لم يبق إلا قارب واحد يعمل، اسمه بنجامين جويمارايس (Benjamim Guimarães)، حيث يقوم بعمل رحلات سياحية قصيرة من بيرابور إلى ساو روماو (São Romão) والعودة مرة أخرى.

المدن والسكان الموجودة على نهر سان فرانسيسكو:

المنطقة التي يمر خلالها النهر هي منطقة واسعة، حيث أنها قليلة السكان، إلا أن بعض المدن تقع على النهر، بدءاً من ميناس جيرايس، كما يعبر النهر بيرابورا، ثم ساو فرانسيسكو، ثم جنيواريا (Januária)، ثم بوم جيسوس دو لابا (Bom Jesus da Lapa)، وأيضاً مدينتي بترولينا وجوازيرو وباولو آفونسو، وتمتاز المناطق النائية بأنها قاحلة وغير مسكونة، وبهذا فإن العديد من المدن صغيرة الحجم ومعزولة، وقد نمت كل من بترولينا وجوازيرو فقط لتصبحا مدينتين متوسطة الحجم وأصبحتا مزدهرتين بسبب إنتاج الفواكه اعتماداً على الري.

السدود الكهرومائية للنهر:

لقد بدأت الاستفادة من قدرة النهر الكهرومائية خلال سنة 1995، عندما تم انشاء سد باولو أفونسو بين باهيا وآلاجواس، كما توفر محطة باولو آفونسو في الوقت الحالي الطاقة الكهروبائية لشمال شرق البرازيل بشكل كامل، كما تم بناء أربعة محطات طاقة كهرومائية أخرى.
وهذه المحطات هي كل من تريس مارياس (Três Marias) في ميناس جيرايس، التي تم إنشائها في عام 1961، سد سوبرادينهو في باهيا، والذي تم إنشائها في عام 1977، لويز جونزاجا (إيتاباريكا (Itaparica)، بين باهيا وبيرنامبوكو (Pernambuco) في عام 1988، سد زينجو (Xingó) بجانب بيرانهاس (Piranhas) في عام 1994، ويعد خزان سوبرادينهو واحداً من أكبر البحيرات الصناعية في العالم، حيث تصل مساحته إلى 4,214 كيلومتر مربع (1,627 ميل2).

الأهمية الثقافية للنهر:

إن نهر ساو فرانسيسكو له أهمية كبيرة في التاريخ وبالأخص في الفولكلور، ويتم الاحتفال بهذا التاريخ عن طريق الموسيقى والأساطير والهدايا التذكارية التي تعتمد على الكارانكا، حيث تعد نوع من أنواع المرزاب التي توضع في مقدمة قوارب الجايولا وتهدف إلى إخافة الأرواح الشريرة في النهر من القارب.
وقد قامت المتاجر السياحية البعيدة عن النهر بعمل نُسخ حديثة ومصغرات من أصول تلك الكارانكا الأصلية التي اختفت، وبقيت قصص الأوراح الشريرة والوحوش في النهر موجودة حتى الوقت الحالي، ومن باولو آفونسو ولغاية مدينة بينيدو التاريخية (آلاجواس)، يمر النهر في الجزء السفلي من ممر ضيق أو وادٍ ذو جانب منحدر، حيث كانت مدينة بيرانهاس، وهي مدينة قريبة من محطة للسكك الحديدية في الماضي، وتضم المدينة عدد من المباني التاريخية المهجورة من تلك الفترة، وقد تم إعادة بنائها وتظهر كمصادر جذب سياحية.
في عام 2005، قامت الحكومة البرازيلية باقتراح مشروعاً مثيراً للجدل من أجل تحويل مسار المياه من أجل نقل المياه من النهر إلى المناطق شبه القاحلة في أربع ولايات برازيلية (وهي Ceará (سيارا) وبيرنامبوكو وبارايبا (Paraíba) وريو جراند دو نورت (Rio Grande do Norte)).
ويقول المهتمون بالشؤون البيئية أن هذا المشروع سيسبب أضراراً كبيرة من النفع المتوقع منه، حيث إنه لن يفيد إلا أصحاب الأراضي الكبيرة وعدد قليل جداً من السكان، في حين أنه سيكون له تأثير بيئي كبير، وتصر الحكومة على أن هذا المشروع سوف يوفر للأشخاص في الولايات الأربعة الإمداد الضروري للغاية من المياه.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: