أهمية سرعة وزاوية الانطلاق في ألعاب القوى

اقرأ في هذا المقال


تتوقف المسافة التي تقطعها الأداة في مسابقات الرمي الأربعة (دفع الجلة، رمي القرص، رمي الرمح، رمي المطرقة)، على سرعة وزاوية اطلاق المقذوف، حيث يخضع رمي القرص ورمي الرمح بوجه خاص لعوامل معينة تتعلق بديناميكية الهواء.

أهمية سرعة الانطلاق في ألعاب القوى

إن الأداء الفني الفعال للرمي هو الأداء الذي يتمكن فيه اللاعب من بذل قوة جسمه كلها لأقصى مدى يمكن تحقيقه من الناحية العلمية أن شغل وتعب اللاعب الرياضي عبارة عن القوة والمسافة معاً، ولأطول فترة زمنية معينة ممكنة باعتبار أن قوة الدفع هي عبارة عن الزمن والقوى الحركية.

ونظراً لأن سرعة الإنطلاق في الرمي تتناسب مع معدل القوة المارة بمركز ثقل المقذوف، حيث كلما كبر مجموعة القوى الناتجة من الجسم كلما كبرت السرعة وزادت مسافة الرمي، ولا بد أن تكون القوة المبذولة خلف المقذوف في الاتجاه الصحيح؛ أي بمعنى أن تكون في الاتجاه الذي يحقق أقصى مسافة للرمي.

وبسبب أن مجموعة القوى الفعالة في الرمي هي محصلة جميع مركبات القوة الجسمانية المختلفة التي تعمل في هذا الاتجاه، وكقانون عام بالنسبة إلى ميكانيكية الرمي يجب أن تقود الحركات الإعدادية إلى الاتجاه الأفقي أكثر من الاتجاه الرأسي إلى جانب أن تكون الحركات الخاصة بالتخلص والانطلاق في الاتجاه الرأسي أكثر من الاتجاه الأفقي، كما يتحقق أكبر الأثر إذا تم التخلص والانطلاق في الزواية المناسبة للمستوى الأفقي.

كما يعملان هذان المبدآن كأساس التصحيح الحركة الاعدادية للرمي إلى جانب حركات الاقتراب والانتقال والدوران، حيث يتمثل ذلك في الرمي الجيد أثناء عمليات المد والاستخدام القوى للمجموعات العضلية الكبيرة، وكذلك فن نقل ثقل الجسم من رجل إلى أخرى، خاصةً فن رمي المطرقة والقرص)، بالإضافة إلى استخدام أقصى نصف قطر للحركات في الدوران والتخلص.

ويجب أيضاً أن تبذل القوى المختلفة للجسم في تسلسل وتتابع محدد وبتوقيت مناسب، حيث أن سرعة الانطلاق في الرمي الجيد سوف تزداد عن مثيلاتها في الرمي غير الجيد، حتى لو كان الجهد المبذول في كليهما واحد، وحتى لو كانت أيضاً العوامل الأخرى في الرمي متعادلة.

كما يجب أن يكون الفرق طفيفاً فيما يتعلق بمجموع القوى المطبقة سواء كانت متتابعة بعضها البعض، وكانت متماثلة مع بعضها البعض، حيث أن السرعة النهائيبة تكون متشابهة، ولكي يتم رمي الجلة أو القرص أو الرمح أو المطرقة بسلاعة فلا بد أن تؤدي الروافع البدنية عملها كل في دوره على أن تكون فعالة في الحركة المتزايدة وفي الاتجاه السليم أكثر من مجرد تحريك القذوف وفي نفس الاتجاه، ولما زادت سرعة الرافعة في حركة لاعب ألعاب القوى كلما زادت فعالية قوتها.

ولكي يتم تجميع قوة اللاعب الرامي يجب أن تتعاون روافع الجسم كله بحيث تستطيع كل منها أن تؤدي أقصى عمل ممكن أو أقرب إلى الحد الأقصى؛ نظراً لأن ذلك يساعد في انتاج السرعة، ولهذا السبب يجب على لاعب ألعاب القوى أن يستخدم العضلات البطيئة والأكثر قوة في البداية؛ أي بمعنى (عضلات الجذع وعضلات الفخذ)، ثم تحلقها بالعمل العضلات الأكثر سرعة والأقل قوة نسبياً؛ أي بمعنى (عضلات الذراعين، اليدين، الساقين، القدمين).

أهمية سرعة الانطلاق في ألعاب الرمي

ففي رمي الرمح عندما تتقدم قدم اللاعب الأمامية بمسافة كبيرة عن مركز الثقل، فإن معظم أجزاء اللاعب إذ لم تكن جميعها تفقد السرعة في هذه اللحظة، وبمجرد حدوث دوران الأجزا العليا من الجسم حول قدم اللاعب الأمامية، فإن جميع أجزاء جسم اللاعب التي تعلو مركز الثقل تتحرك للأمام بسرعة ولكن ليس أكثر من السرعة المستقيمة التي تتقدم بها ذراع اللاعب الرامي.

كما يجب أن تمتد القدم الأمامية للاعب الرامي جيداً في اتجاه مباشر لأتجاه الجسم حتى تساعد على تحقيق أحسن وضع للرمي بجانب توليد سرعة كبيرة للأمام، بالإضافة إلى توفير وقت كافي لحركات الرمي؛ ونسبةً إلى ذلك فإن الجزء العلوي من جسم اللاعب الرامي يحسن من سرعته المستقيمه نتيجة وضع القدم الأمامية في الاتصال مع الأرض.

ولكن إذا استطاع اللاعب المحافظة على هذه السرعة أو قلّت بنسبة ضئيلة عندما يضيف حركات الرمي القوية؛ فإن هذا يؤدي إلى اكتساب ميزة عظيمة فيما يتعلق بسرعة التخلص والانطلاق.

زواية الانطلاق في ألعاب القوى

إذا أراد لاعب الرمي في ألعاب القوى أن يحصل على أكبر مسافة رمي، فإنه ليس كافياً أن يخرج خلف المقذوف سرعة انطلاق كبيرة فقط، إنما يجب أن يقذف في الزاوية المناسبة، عندما تكون نقطة الانطلاق وهبوط الأداء على ارتفاع واحد من الأرض، فإن الزاوية المثلى لانطلاق القذيفة دون مراعاة سرعتها يجب أن تكون بزواية تقدر حوالي 45 دؤجة، في هذه الحالة تكون سرعتي المقذوف الرأسية والأفقية متعادلتين، ويهبط المقذوف أيضاً بزواية 45 درجة، على أن تكون المسافة التي قطها هذا المقذوف مساوية لمربع سرعته، وبناء على ذلك إذا زادت سرعة المقذوف بنسبة 10%، فإن المسافة سوف تزداد بنسبة 21%.

على الرغم من أن الأداة في مسابقات الرمي (الرمح أو الجلة)، يتم رميها من نقطة فوق مستوى الأرض الإ أن هذا يؤثر في زواية الانطلاق؛ ونسبةً إلى هذا فإن الزواية المثلى تتوقف على ارتفاع وسرعة المقذوف، ففي الكثير من مسابقات الرمي زواية الانطلاق المثلى تكون أقل من 45%، حيث سوف يهبط المقذوف الذي يرمي في هذه الزاوية في زاوية متعادلة مع الخط الأفقي الواصل بين نقطة الانطلاق ونقطة تقابل مع المستوى الرأسي.

فعلى سبيل المثال إذا أنطلقت رمي الجلة في زواية مقدارها 41 درجة وكانت زوايتها الصغرى 40 درجة، فإنها سوف تهبط بزواية كبرى مقدارها 48 درجة وصغرى مقدارها 20 درجة، كما أن القوة المبذولة في الرمي تنتج سرعة انطلاق كبيرة عندما توجه خط قريب من المستوى الأفقي؛ فإن دفع الجلة اتضح أنه عندما تكون سرعة الانطلاق بدرجة معينة فإنه يصبح أكثر أهمية للاعب بمجرد اسخدامه لزواية الانطلاق المثلى فقط.

كما يعد التسريع المناسب أمرًا حاسمًا لنجاح العدائين في سباقات المضمار والميدان، ولكن لا يمكن تحقيقه بدون التمركز المثالي داخل كتل البداية، عندما يتم وضع الرياضيين الذين لا يتمتعون بالقوة الكافية لخلق هذه القوة في كتل، فإنهم يضرون أنفسهم بطريقتين:

  • أولاً، سوف ينبثقون بشكل مستقيم بمجرد أن تنفجر البندقية بسبب عدم قدرتهم على ممارسة مستويات مناسبة من القوة، لذلك من المرجح أن يتخلفوا عن الركب على الفور وتميل ميكانيكا العدو إلى التدهور على الفور.
  • ثانيًا، لأنهم لا يمتلكون مستويات القوة لتطبيق القوة بشكل صحيح على الكتل، فسوف يتعلمون البدء بشكل سيء، بمجرد أن يصبحوا أقوى، سيتعين عليهم التخلص من عاداتهم السيئة وإعادة تعلم الآليات المناسبة.

المصدر: احمد الخادم، القانون الدولي لألعاب القوة، 1983 .احمد فتحي الزيات، مبادئ علم وظائف الأعضاء، 1962جمال الدين عبد الرحمن، الأسس الفنية في رمي القرص، 1967 محمد يوسف الشيخ، فسيولوجيا الرياضة والتدريب، 1969


شارك المقالة: