ما هي الاتجاهات الحديثة في قياس الذكاء الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مقدمة في مقاييس واختبارات الذكاء الرياضي:

أخذ الذكاء في المجال الرياضي وقت كبير من جهود علماء النفس الرياضي والمهتمين به، فاهتم علماء النفس الرياضي في وضع مظاهر الذكاء الرياضي الرئيسية، وتم إخضاعه لعمليات القياس والمحاولة، واهتمامهم هذا يدل على أهمية الذكاء الرياضي والذي يتصل مباشرة بمجالات الحياة عامة، فقام العلماء باتخاذ أساليب متعددة لمحاولة فهم طبيعة الذكاء الرياضي ومكوناته.
حيث أن مقاييس واختبارات الذكاء الرياضي تتصف عادةً بالثبات، ومن الممكن أن يتم الاعتماد عليها في قياس قدرات الرياضيين العقلية المتنوعة وأوَّلها مقياس الذكاء الرياضي، حيث يوجد الكثير من الفوائد الناتجة من قيام الباحثين باستخدام اختبارات الذكاء الرياضي، ومنها على سبيل المثال:

  • القيام باستخدام اختبارات نسبة الذكاء الرياضي وهو اختبار حديث ولم يكن موجودة قديماً، حيث من الممكن أن يتم الاعتماد عليه في إمكانية تصنيف الرياضيين إلى عدة فئات حسب درجة أو مستوى الذكاء لديهم، ومن ثم القيام بالتنبؤ بدرجة كفاءتهم الرياضية في الرياضات والمهارات التي تنسب اليهم.
  • قامت اختبارات الذكاء بتحقيق نجاحات عالية في مقدرتها على إمكانية التنبؤ في التحصيل الرياضي، حيث أنه من الممكن أن يتم الاعتماد عليها في إلحاق الرياضيين الناشئين بنوع الرياضة التي تتناسب مع قدراتهم الرياضية،.
  • لم تتوقف استخدامات اختبارات الذكاء في المجال الرياضي فقط، بل توسعت حتى وصلت إلى مجالات أخرى مثل؛ مجالات التعليم الدراسي ومجالات الاختيار في النطاق المهني، حيث أنها ساعدت في استخدام عدة مقاييس للذكاء وقامت على تقييم مجموعة من البرامج المهنية وعدة برامج في مجال التدريب العلاجي، وذلك عن طريق المقارنة بين أداء الرياضيين في هذه الاختبارات، ويكون ذلك على فترات ما قبل وما بعد برامج العلاج أو برامج التدريب.

مقاييس واختبارات الذكاء الرياضي:

بالرغم من النجاح الذي حققته الاختبارات في مجال الذكاء الرياضي، إلا أن القياس العقلي وظهور اختبارات حديثة لقياس الذكاء الرياضي فقد ساهم ذلك بدرجة عالية في تناسي الباحثين لدراسته من الناحية النظرية، فقام مجموعة من الباحثين بإعادة النظر في اختبارات الذكاء الرياضي والتي تم تلخيصها كالتالي:

  • وجود اختبارات للذكاء الرياضي تفتقر معضمها إلى وجود إطار نظري تستند عليه، ويتبيّن هذا في أن بدايات اختبارات الذكاء الرياضي في مجال علم النفس الرياضي ظهرت غالباً لحاجات عملية تخص متطلبات المجتمع المحلي، مثل:
    • ظهور اختبار يسمى (ستانفورد) للعالم بينيه (وهو عالم نفس فرنسي) حيث أنه قام به بناء على استجابته لمطلب الحكومة الفرنسية آنذاك لاختراع وسيلة للكشف عن الرياضيين الناشئين أصحاب الذكاء القليل، وقد وضعه العالم بينيه عام 1905 وذلك من خلال التعاون مع العالم سيمون (وهو عالم فيزيائي ألماني)، وقد مرَّ هذا الاختبار بعدة مراحل مختلفة، وقام بينيه بإجراء مجموعة من التعديلات بنفسه عام 1908.
    • ظهور اختبار يسمى بِذكاء الرياضيين للعالم وكسلر ( وهو عالم نفس أمريكي)، وذلك خلال فترة عمله في “مستشفى دبلفیوه”، حيث أنه أحس بشعور الحاجة إلى وجود أداة موضوعية للقيام بتقييم الرياضيين المرضى لديه، وكذلك نتج عن الظروف في الحروب تحديداً الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية العديد من المشاكل المتعلقة باختبار المجندين من الرياضيين في الجيش لديهم، ممّا ساهم في ظهور اختبارات تسمى باختبارات الذكاء الجماعي، وهذه الاختبارات كان لها نتائج فعالة في مواجهة العديد من المشكلات للأشخاص الرياضيين.
  • إن من نتائج نجاح واتساع اختبارات الذكاء الرياضي هي تناسي الباحثين الرياضيين التعريف النظري لهذا المفهوم، فبيّن البعض منهم بأن تعريف مفهوم الذكاء الرياضي هو ما تقيمه اختبارات الذكاء الرياضي، وذلك بهدف التأكيد على التعريف لهذا المفهوم وتوضيح قدر الحاجة مستقبلاً لنظريات حديثة تبيّن العديد من النواحي المتعددة لمعاني الذكاء في المجال الرياضي.
  • إن أغلب اختبارات الذكاء الرياضي التي وجدت في ذلك الوقت كانت تتبع لمنحنى القياسي في مجال علم النفس الرياضي، وفي هذا المنحنى تحديداً يكون فيه الاهتمام لدى الباحثين الرياضيين موجّه نحو تقييم وتحليل واستكشاف طرق جديدة لقياس الذكاء الرياضي، وبالتالي يتم ظهور طرق حديثة لحساب درجة الذكاء وظهور طرق حديثة لحساب عامل الارتباط، ولكن بالمقابل لن يكون هناك إلزام بالتعمق في مفهوم الذكاء الرياضي من الناحية النظرية.
  • إن القيام بتحليل أسئلة ونقاط الاختبارات في الذكاء الرياضي بالرغم من تعدد أنواعها، يبيّن ويوضح التشابه الكثير في خلاصة هذه الأسئلة، فبالرغم من وجود تطور كثير وملحوظ في نظريات قياس العقل ووجود أنماط نظرية متعددة وحديثة مثل: (نظريات السمات)، إلا أن التطور في نظريات قياس العقل لم يتبعه تحسن ملحوظ في مجال مقاييس الذكاء ومجال الاختبارات النفسية؛ بسبب حاجتها لنظريات سيكولوجية متخصصة في تعريف مفهوم الذكاء الرياضي.
  • قيام أغلب اختبارات الذكاء الرياضي بالاعتماد على التحصيل الرياضي؛ وذلك بسبب اعتباره العامل الأساسي الذي عادةً ما تقوم بالاعتماد عليه هذه الاختبارات؛ وذلك للتحقق من عامل الصدق لها، وبعدها توجهت اسئلة في مجال اختبارات الذكاء الرياضي للقيام بقياس المهارات الرياضية الرئيسية لمتطلبات النجاح في المجال الرياضي والقيام باستبعاد أية مهارات رياضية أخري لمفهوم الذكاء الرياضي بالمعنى العام، مثل: المهارات اللازمة للنجاح في المجال العملي وطرق التكيف مع البيئة التي يعيش فيها الرياضيين.
  • عدم تناسب اختبارات الذكاء الرياضي للقيام بتطبيقها على لاعبين رياضيين من مجتمعات حضارية متنوعة، فقد قامت مجموعة من البحوث بكشف اختبارات من الذكاء والتي تم تصميمها من قبل الحضارات الغربية ضد الأشخاص الذين كونون من ثقافات أخرى مختلفة.
  •  بالرغم من محاولات قيام بعض الباحثين في معالجة مشكلة التحير الحضاري للاختبارات من خلال وضع اختبارات ذكاء متحررة، ومن الأمثلة عليها: مقياس المصفوفات التي تكون متدرجة أو المقياس المعروف بكاتل؛ والذي يعتبر من المقاييس غير المتحيزة حضارياً، وأيضاً تعتمد هذه الاختبارات على مجموعة من الصور والأشكال التي لم يتم تحريرها من مفهوم التحيز الحضاري باتجاه قياس عامل واحد من عوامل الذكاء الرياضي ألا وهو الذكاء العلمي، ومن بعد ذلك تم اعتبار هذه المقاييس قسم أساسي لتعريف الذكاء الرياضي بأنه هو قدرة الرياضيين بالقيام على التواصل اللفظي مع الأشخاص. 
  • نتج عن نجاح اختبارات الذكاء في المجال الرياضي إلى اعتمادها في الكثير من المجالات العملية، مثل مجال التعليم، ومجال القضاء، ممّا تسبب ذلك في سوء استعمال هذه الاختبارات من خلال وضع بعض القرارات التي تكون مصيرية لدى بعض من الرياضيين، ومثال على ذلك:
    • الحكم الخاطئ على بعض الرياضيين الناشئين بأنهم ذو ذكاء عقلي متأخر ونقلهم إلى مدارس تختص بالتربية الفكرية.
    • طرد بعض الرياضيين المتقدمين من أصحاب الكفاءات الرياضية المناسبة لرياضة معينة؛ وذلك بسبب عدم حصولهم على درجات رياضية معينة مطلوبة بالاختبارات الرياضية والتي تعمل على قبولهم للالتحاق بهذا المجال.

المصدر: علم النفس الرياضي،د.عبدالستار جبار الضمد،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أسامة كامل راتب،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،كامل لويس،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أ.م.د حسينعبدالزهرة عبدأليمه،الطبعة الأولى.


شارك المقالة: